Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فشل الحوار السياسي في ليبيا... والاقتتال قد يكون الحل

تعثر المباحثات التي تقودها الأمم المتحدة

 منسحبون من الحوار مع وفد بعثة الأمم المتحدة في بنغازي (موقع البعثة)

اتخذت غالبية الأعضاء في مجلس النواب الليبي خطوة مثيرة للجدل، اعتبرها البعض نهاية الحوار السياسي في البلاد، الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة. وأعلنت في بيان بمدينة طبرق انسحابها ورفضها اتفاق الصخيرات (المغرب) وما نتج منه، ودعم الخيار في المضي قدماً خلف القوات المسلحة لحسم المعركة التي وصفوها بالوطنية، ضد قوى الإرهاب لتمهيد الظروف ووضع أسس الدولة المدنية بحسب البيان. وطالب المعترضون مجلس النواب بالانسحاب من الحوار رسمياً وإصدار بيان والتضامن معهم. وأكد النواب الذين وقّعوا على البيان (44 نائباً)، أن موقفهم كان واضحاً من مسيرة الحوار، مشيرين إلى أنهم حذروا سابقاً من مغبة السير في ذلك الاتجاه، والتنازل عن الشرعية التي اكتسبوها عبر انتخابات حرة ونزيهة، انتهت بمنح المؤتمر الوطني شرعية الوجود في التسوية السياسية المقترحة، ومنحه حق اقتسام السلطة السياسية مع مجلس النواب.

البعثة تحاور النواب

ولتقريب وجهات النظر مع النواب الذين أصدروا البيان، استقبل وفد بعثة الأمم المتحدة في بنغازي، عدداً من أعضاء المجلس ورئيس التكتل الفيديرالي في مقر البعثة. ووفقاً لبيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فإن اللقاء شهد مناقشة مستجدات الوضع في ‫طرابلس. فيما أوضح الوفد "جهود البعثة لوقف إطلاق النار وعودة العملية السياسية، واستعرض الحضور تصوراته لحلحلة الأزمة الراهنة". وتشهد أطراف العاصمة الليبية طرابلس، مواجهات مسلحة، منذ الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، بين القوات التابعة للقيادة العامة للجيش والقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، أسفرت حتى 13 مايو (أيار) الجاري عن مقتل 454 شخصاً وإصابة 2154 آخرين، بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية. وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين بلغ أكثر من 75 ألف شخص، وفق تصريحات للناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك.

إدانة صمت البعثة

من جهتها، أبدت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب استغرابها مما وصفته بـ "الصمت الغريب وغير المقبول"، من البعثة الدولية تجاه انتهاك الحظر الدولي على السلاح، في ظل توالي تفريغ شحنات السلاح والذخائر على مرمى حجر من مقر البعثة، في إشارة إلى تقديم النظام التركي دعماً بالمدرعات والصواريخ للميليشيات في طرابلس. وأضافت اللجنة في بيان لها، أنها تستنكر الدعم غير المحدود من دولتي قطر وتركيا لعصابات "داعش" و"القاعدة" في طرابلس، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف التدخل السافر للدولتين في الشأن الليبي. وطالبت اللجنة في بيانها، لجان الدفاع بالاتحاد الأوروبي تحمل المسؤولية، عن طريق العمل على عدم دعم بلدانهم لحكومة السراج غير الشرعية، مُبينة أنها مُسيطر عليها من قبل تنظيمات داعش والقاعدة. وطالبت مجموعة من النواب قبل أيام في بيان آخر بإخراج المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من البلاد، لما وصفته بدوره بـ"المنحاز" في الأزمة الحالية، وأرسل رئيس لجنة الدفاع بالمجلس رسالة إلى رئيس منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تنتقد عمل سلامة وتطالب باستبداله بأسرع وقت.

ويرى مراقبون أن الهوة باتت تزداد كل ساعة منذ بدء عملية طرابلس العسكرية بين أفرقاء ليبيا حتى بات رأبها صنفاً من المستحيل على أي كان. وانتهى الحوار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا بالفشل بعد إعلان كل الأطراف العودة إليه من جديد أكثر من مرة، وآخرها رفض مجلس النواب ليس العودة إليه فقط، بل الانقلاب على كل مخرجاته من الاتفاقات والأجسام السياسية، في إشارة لا تحتاج إلى لبيب يلتقطها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي