Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل خططت "سي آي أي" لاختطاف مؤسس "ويكيليكس" أم اغتياله؟

تكثف ذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن روسيا قد تحاول إنقاذ أسانج من المملكة المتحدة ونقله إلى موسكو

مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج (رويترز)

لا شك في أن الصحافي والناشط والمبرمج الأسترالي جوليان أسانج كان يدرك أن موقع "ويكيليكس"، الذي أسسه عام 2006 سيجلب له بعض المتاعب نتيجة طبيعة المحتوى الذي يُوصف على الموقع بأنه "أخبار ومعلومات مهمة تصل إلى الجمهور من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق".

لكن، ربما لم يخطر في باله، حينها، أن موقعه سيقلب العالم رأساً على عقب ويستفز أكبر حكومات العالم، لدرجة أنها لا توفر أي خيارات للانتقام منه، حتى لو شمل ذلك اختطافه أو اغتياله.

وفقاً لموقع "ياهو نيوز" (Yahoo News)، الذي نقل عن مسؤولين سابقين، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ناقشت اختطاف أو اغتيال أسانج، البالغ من العمر 50 سنة، بينما كان مختبئاً في سفارة الإكوادور في لندن، التي دخلها في 19 يونيو (حزيران) عام 2012، طالباً المساعدة لتجنّب تسليمه إلى السويد بتهم تحرش جنسي واغتصاب، وهو الأمر الذي ينفيه.

كانت المعلومات السرية، وشديدة السرية في بعض الأحيان، التي نشرها "ويكيليكس" تخص قضايا فساد في أوساط حكومية وفضائح تجسس وجرائم حرب وأسراراً دبلوماسية. ومن بين نتائج أنشطة الموقع، نشر مواد تسلط الضوء على جرائم ارتكبها الجيش الأميركي في أفغانستان ومنطقة الشرق الأوسط.

وعلى خلفية أنشطته هذه، تعرض أسانج لملاحقة قضائية، بما في ذلك في الولايات المتحدة، حيث وجّهت وزارة العدل إليه اتهامات عدة، من بينها التجسس وإفشاء معلومات سرية وتعريض مصادر الاستخبارات الأميركية للخطر، يواجه بموجبها أحكاماً بالسجن تصل إلى 175 عاماً في حال إدانته.

لكن، يبدو أن المحاكمة القضائية لم تكن كافية بالنسبة إلى "سي آي أي" التي كانت غاضبة للغاية من نشر مواد عام 2017 عن أدوات قرصنة تستخدمها الوكالة، لدرجة أن كبار المسؤولين طلبوا "سيناريوهات" أو "خيارات" بشأن كيفية قتل الرجل الأسترالي الحاصل على عدد من الجوائز الصحافية والحقوقية، منها جائزة من منظمة العفو الدولية في 2009.

ووفقاً لحديث غير رسمي لمسؤول سابق في الأمن القومي، فإن مايك بومبيو الذي كان يشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية في عهد الرئيس الأسبق دونالد ترمب، "أراد الثأر من أسانج".

تسريب مستندات

وتكثفت خطط قتل مؤسس "ويكيليكس" أو القبض عليه بعد ورود تقارير تفيد بأن روسيا ربما تحاول إنقاذه من المملكة المتحدة ونقله إلى موسكو.

وخوفاً من أن تحاول روسيا خطف أسانج أولاً، تضمنت السيناريوهات التي يُزعم أن كبار المسؤولين ناقشوها: تبادل إطلاق النار مع عملاء الكرملين في شوارع لندن، الاصطدام بسيارة دبلوماسية روسية تقل أسانج ثم إلقاء القبض عليه، وإطلاق النار على عجلات طائرة روسية تحمل أسانج قبل أن تتمكن من الإقلاع باتجاه موسكو.

على أي حال، لم تتم الموافقة على أي من الخطط السابقة، ويرجع الفضل جزئياً في ذلك إلى محامي البيت الأبيض الذين أثاروا مخاوف بشأن قانونية مثل تلك المخططات، بينما يزعم موقع "ياهو نيوز" أن المملكة المتحدة رفضت السماح للأميركيين بعملية للقبض على أسانج على الأراضي البريطانية.

وكان الدافع وراء رد الفعل المتوقع هذا هو عملية تسريب مستندات معروفة باسم "فولت 7" التي كشفت كيف كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ستقوم باختراق هواتف "أبل" و"أندرويد" المحمولة ضمن عمليات التجسس في الخارج. واعتبرت الوكالة ذلك التسريب "أكبر خسارة للبيانات في تاريخها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال باري بولاك، محامي أسانج، إن على المحاكم البريطانية أخذ المعلومات التي كُشف عنها أخيراً في الحسبان واعتبارها "تعزيزاً" لقرارها بعدم تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة.

يذكر أن واشنطن طلبت ترحيله لمواجهة تهم بنشر آلاف الوثائق السرية في عامي 2010 و2011، لكن محكمة بريطانية أمرت في يناير (كانون الثاني) 2021 بوقف ترحيله إلى الولايات المتحدة، ورفضت القاضية  فانيسا باريتسر طلب الترحيل بسبب تأثير ذلك في الصحة النفسية لأسانج، ومخاوف من انتحاره في الولايات المتحدة. وقالت "في ظروف السجن شبه الانفرادي، من دون عوامل الحماية وتخفيف المخاطر المتوافرة في سجن بيلمارش، أنا متيقنة من أن الولايات المتحدة غير قادرة على منع أسانج من محاولة الانتحار، ولهذا قررت أن الترحيل سيكون قمعاً نفسياً".

ووفقاً لمسؤول كبير سابق في الاستخبارات المضادة، "كان هناك نقاش مع البريطانيين حول غض الطرف أثناء دخول فريق من الرجال إلى الداخل وقيامهم بتسليم [أسانج] سراً... لكن البريطانيين قالوا مستحيل، لن تفعلوا هذا على أراضينا، لن يحدث هذا".

يذكر أن ترمب نفى المزاعم التي تفيد بأنه كان يخطط لاختطاف أسانج أو اعتقاله. وقال "هذا كذب صرف، لم يحدث قط... في الواقع، أعتقد أنه عومل معاملة سيئة للغاية".

وكان ترمب أشاد مراراً بموقع "ويكيليكس" خلال الحملة الانتخابية بعد أن كشف الموقع عن رسائل بريد إلكتروني متعددة من مسؤولي الحزب الديمقراطي.

رسالة مفتوحة

وقال المحامي بولاك لـ"ياهو نيوز"، "بصفتي مواطناً أميركياً، أجد أنه من المشين تماماً أن تفكر حكومتنا في اختطاف أو اغتيال شخص ما من دون أي إجراءات قضائية ولمجرد أنه نشر معلومات حقيقية".

وأمضى أسانج سبعة أعوام في سفارة الإكوادور، حتى أبريل (نيسان) 2019، عندما ألغت الحكومة الجديدة في الإكوادور لجوءه وطردته. واعتقلته الشرطة البريطانية حينها لعدم تسليم نفسه للمحاكمة.

في اليوم ذاته، كشفت واشنطن عن لائحة الاتهام الأولية، مدّعية عليه بالتآمر لسرقة ملفات حكومية سرية.

وفي الأول من مايو (أيار) الماضي، صدر في حق أسانج حكم بالسجن مدة 11 شهراً وأسبوعين بتهمة انتهاكه شروط الإفراج عنه بكفالة.

واستأنفت السلطات الأميركية قرار التسليم في وقت سابق هذا العام. لكن المحكمة البريطانية رفضت الإفراج عن أسانج بكفالة وأعيد احتجازه في سجن بيلمارش، حيث لا يزال موجوداً هناك بانتظار نتائج الإجراءات القانونية الجارية.

وكان مقرر الأمم المتحدة الخاص حول التعذيب نيلز ميلتسر، ندد في وقت سابق بظروف احتجاز أسانج.

ووجّه رسالة مفتوحة إلى الرئيس ترمب، في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طلب فيها العفو عن الصحافي الذي أصبح بالنسبة إلى مؤيديه رمزاً للنضال من أجل حرية الإعلام، وذلك لأنه ليس "عدواً للشعب الأميركي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير