تيسكو تحذر من نقص في الإمداد الغذائي يؤدي إلى التهافت على الشراء في عطلة الميلاد

أبلغت شركة تيسكو، عملاقة متاجر السوبرماركت، الحكومة البريطانية أن النقص في أعداد سائقي الشاحنات من شأنه أن يسبب موجة من الشراء جراء الهلع في إطار الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

وجاء ذلك أثناء اجتماع نظمه مكتب مجلس الوزراء الخميس الماضي كشفت "تيسكو" خلاله عن عجز في سائقي الشاحنات بلغ 800 سائق، داعيةً الوزراء إلى تسهيل إجراءات استقدام القوة العاملة من الخارج.

كما حذرت "تيسكو" من احتمال وقوع موجة تهافت على الشراء أسوأ بكثير من تلك التي شهدتها البلاد بداية الجائحة، وفقاً لمجلة متاجر التجزئة "ذا غروسر".

وأُثيرت هذه المخاوف أثناء الاجتماع الأول لفريق العمل الجديد المسؤول عن سلاسل إمدادات الأغذية والمشروبات المكلف من الحكومة التي اختارت عدداً من متاجر التجزئة بهدف التوصل إلى حل لأزمة العمالة التي عصفت بالقطاع.

وأبلغ عملاق التجزئة المسؤولين في وزارة الشؤون البيئية والغذائية والريفية أنها كافحت لتعيين سائقي شاحنات في الوظائف الشاغرة على رغم الزيادة في الأجور، مضيفاً أن شركة إيدي ستوبارت، الشريك اللوجستي لتيسكو، هي الأخرى تواجه شحاً مماثلاً في العمالة بقطاع النقل.

وأشار أندرو وولفندن، رئيس قطاع التوزيع والتنفيذ في تيسكو بالمملكة المتحدة، إلى أن العجز في اليد العاملة ينتشر على امتداد القطاع كله، واصفاً محاولات الشركات التي تسعى إلى توظيف العمال من المجموعة المحدودة للسائقين "بغير المجدية"، وفقاً لما بثته الشبكة التلفزيونية "آي تي في".

وأردف أندرو قائلاً: "نحن قلقون من أن تتكرر مشاهد الرفوف الخاوية وتتفاقم الأزمة بنسبة عشرة أضعاف عند حلول عيد الميلاد ثم تعقبها موجة من الشراء بدافع الهلع".

وكانت رابطة النقل البري ورابطة الأعمال اللوجستية في بريطانيا قد أشارتا في تقديراتهما إلى أن ثمة حاجة إلى استقدام ما بين 75-100 ألف عامل، في حين طلبت رابطة الأعمال اللوجستية من الحكومة أن توفر 10 آلاف تأشيرة مؤقتة لسد العجز في اليد العاملة وحتى يتسنى تدريب مزيد من السائقين في المملكة المتحدة. غير أن السياسيين ما زالوا رافضين للأصوات [المناشدات] التي تدعو إلى تبني حلول قصيرة الأجل من هذا القبيل.

وقد جاء تدخل "تيسكو" عندما حذرت رئيسة اتحاد المزارعين الوطني مينيت باتيز من تكرار موجة من الشراء بدافع الهلع مرة أخرى، إذ بعثت برسالة إلى بوريس جونسون موقعة من 12 هيئة من الهيئات التجارية للأغذية والمشروبات جاء فيها: "إن قطاع سلاسل الإمدادات الغذائية في المملكة المتحدة الذي يضم سلاسل الإمدادات الزراعية ومتاجر التجزئة يقفون صفاً واحداً في المطالبة بإصدار تأشيرات طارئة تحت مسمى "تأشيرة التعافي من كوفيد" لإتاحة فرص استقدام اليد العاملة على وجه السرعة.

"ففي غياب مثل هذه التأشيرات، سوف نشهد المزيد من الرفوف الفارغة في حين سيهرع المستهلكون للشراء في محاولة منهم للاستعداد لفصل الشتاء. كما أن سلاسل التوريد ستتعرض إلى ضرر شديد يستحيل التعافي منه في حال عدم تمكنها من تجاوز الأزمة الحالية، الأمر الذي يقتضي إبداء التزام عاجل من الحكومة بتمكين القطاع من التوظيف [استقدام اليد العاملة] من خارج المملكة المتحدة على مدار الأشهر الـ12 المقبلة ومساعدتنا على مواجهة فصل الشتاء وإنقاذ عيد الميلاد".

ومن جانبه، ذكر المتحدث الرسمي لتيسكو قائلاً: "لدينا سلع متوافرة وشحنات تصل إلى متاجرنا ومراكز التوزيع في جميع أنحاء المملكة المتحدة بصفة يومية. ومع أن النقص في سائقي مركبات نقل البضائع الثقيلة في القطاع ككل أدى إلى مواجهة بعض مصاعب التوزيع، إلا أننا نسعى جاهدين إلى التصدي لهذه المصاعب والتخطيط للأشهر المقبلة حتى يتسنى لعملائنا أن يلبوا كافة احتياجاتهم".

وبدوره، قال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون البيئية والغذائية والريفية: "تتمتع سلسلة إمداد الأغذية في المملكة المتحدة بمرونة عالية جعلتها تتصدى ببراعة لهذه التحديات التي لم يسبق لها مثيل".