Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شولتز الفائز بالانتخابات الألمانية: أيها المحافظون اذهبوا إلى المعارضة

تلقي هذه النتائج بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد أربع ولايات

أولاف شولتز يلوح بيده في مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرحاً بفوز حزبه في الانتخابات البرلمانية (أ ف ب)

رأى المرشح الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتز الذي حقق حزبه تقدماً طفيفاً الأحد في الانتخابات التشريعية في المانيا، الاثنين أن على المحافظين أن ينضموا إلى صفوف المعارضة بعد حلولهم في المرتبة الثانية.
وأكد شولتس في مقر حزبه أن "الحزب المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي (الفرع البافاري) لم يخسرا أصواتاً فحسب، بل تلقيا رسالة من المواطنين مفادها انه لا ينبغي أن يكونا في الحكومة بل في المعارضة". وتأتي تصريحاته فيما يشدد المحافظون على حقّهم في تشكيل ائتلاف حكومي أيضاً.

وبالعودة إلى انتخابات أمس الأحد تقدَّم الاشتراكيون الديمقراطيون في ألمانيا بفارق ضئيل في الانتخابات البرلمانية، وطبعوا بذلك نهاية عهد أنغيلا ميركل، لكن البلاد تستعد لفترة طويلة من عدم اليقين في ما يتعلق بمسألة خلافة المستشارة.

وتراجع المحافظون بزعامة ميركل إلى مستوى منخفض تاريخياً.

الحزب الاشتراكي الديموقراطي

الحزب الاشتراكي الديموقراطي حصل على 25.7 في المئة من الأصوات، متقدّماً بفارق ضئيل على المحافظين، بحسب نتائج رسمية أولية أعلنتها اللجنة الانتخابية الفيدرالية، الاثنين 27 سبتمبر (أيلول).

وحصل المعسكر المحافظ على 24.1 في المئة من الأصوات، وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه، بينما حلّ حزب الخضر ثالثاً مع 14.8 في المئة، يليه الحزب الديموقراطي الحرّ بنسبة 11.5 في المئة.

الرسالة واضحة

وبالنسبة إلى زعيم الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز، الرسالة واضحة: "المواطنون يريدون تغييراً، يريدون أن يكون مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو المستشار المقبل"، على حد ما قال بعد ظهور أولى النتائج، وأضاف، "الأكيد هو أن كثيرين من المواطنين" صوتوا لحزبه لأنهم "يريدون تغيير الحكومة".

ويعتزم المحافظون، على رغم نتيجتهم "المخيبة للآمال"، الانخراط في الحكومة المقبلة، وفق ما قال أرمين لاشيت الذي تحدث إلى جانب ميركل.

وأكد المرشح الديمقراطي المسيحي "سنفعل كل ما في وسعنا لبناء حكومة يقودها" المحافظون.

ولادة جديدة غير متوقعة

ولم يسبق أن تراجعت نسبة الأصوات لصالح حزب المحافظين إلى ما دون عتبة 30 في المئة. وفي عام 2017، حصد 32.8 في المئة من الأصوات.

ومهما حدث، فإن النتائج التي تلوح في الأفق في ألمانيا تشير إلى ولادة جديدة غير متوقعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي كان يحتضر قبل بضعة أشهر. وقوبلت النتائج بفرح في مقر الحزب في برلين.

وأعرب الاشتراكيون الديمقراطيون وكذلك المحافظون عن أملهم في تشكيل ائتلاف حكومي "قبل عيد الميلاد".

وصوّت جزء كبير من الناخبين عن طريق البريد، ومع ذلك، قد تتغير النتائج بعد عملية فرز الأصوات الأولى.

نكسة غير مسبوقة

من المؤكد أن المسيحيين الديمقراطيين سيعانون نكسة غير مسبوقة ستؤدي إلى اضطرابات داخلية وتعد بخلافة معقدة لأنغيلا ميركل.

وستكون النتيجة التي تقل عن 30 في المئة بمثابة "كارثة" وفقاً لصحيفة "بيلد" اليومية. وتلقي هذه الانتكاسة بظلالها على نهاية عهد ميركل التي بقيت شعبيتها في أوجها بعد أربع ولايات لكنها أثبتت عدم قدرتها على الإعداد لخلافتها.

ويغيب حزب الخضر ومرشحته أنالينا بيربوك عن المشهد إذ حصد، وفقاً لاستطلاعات الرأي، ما بين 14 و15 في المئة من الأصوات. لكن يبقى هناك سبب للشعور بالرضا، فقد حطم الرقم القياسي الذي سجله في عام 2009 عندما حصل على 10.7 في المئة من الأصوات.

ويبدو أن ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر الذي أتى رابعاً بحوالى 12 في المئة من الأصوات هو "صانع الملوك" الأساسي لبناء تحالف مستقبلي.

ويؤكد اليمين المتطرف لحزب البديل لألمانيا الذي كان دخوله البوندستاغ أبرز الأحداث في الانتخابات السابقة عام 2017، تجذره في المشهد السياسي الألماني. لكن مع حصوله على ما بين 10 و11 في المئة من الأصوات، فإن الحزب الذي قوضته الصراعات الداخلية تراجع قليلاً مقارنة بما كان عليه قبل أربع سنوات (12.6 في المئة).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حظوظ شولتز

وإذا تم تأكيد هذا الاتجاه، فإن أولاف شولتز، نائب المستشارة المتشدد ووزير المال في الحكومة المنتهية ولايتها، لديه فرص لخلافة أنغيلا ميركل المستشارة التي بقيت في منصبها 16 عاماً والشروع في "التغيير" الذي وعد به نهاية الحملة الانتخابية.

ومع ذلك، سيتعين على هذا الديمقراطي الاشتراكي الوسطي أن يؤلف ائتلافاً من ثلاثة أحزاب، وهو سابقة في تاريخ ألمانيا المعاصر.

لذلك من المرجح أن تستمر المفاوضات أشهراً، ما يثير استياء شركاء أكبر اقتصاد أوروبي الذين يخشون شلل الاتحاد الأوروبي حتى أوائل عام 2022.

وقد يكون حزب الخضر الذي لم يخف خلال الحملة الانتخابية استعداده لدخول حكومة اشتراكية ديمقراطية، جزءاً من المفاوضات.

والشريك الآخر المحتمل، هو حزب "اليسار" (دي لينكه) الذي حصد وفقاً لهذه الاستطلاعات حوالى 5 في المئة من الأصوات، لكن ليس من المضمون أن يتجاوز هذه العتبة، وبالتالي إنقاذ مجموعته في البوندستاغ.

وكان أولاف شولتز منفتحاً على المناقشات مع هذين الحزبين حول كل المواضيع تقريباً.

وقد تستمر المفاوضات أشهراً عدة، بالتالي تؤخر المغادرة الفعلية لميركل البالغة 67 سنة أمضت أكثر من 30 منها في المعترك السياسي.

حملة فوضوية

لكن المحافظين أنفسهم لم يقولوا كلمتهم الأخيرة. وحذر زعيمهم أرمين لاشيت خلال الحملة الانتخابية من أنه قد يحاول، حتى لو كان في المرتبة الثانية، بناء تحالف يدفعه إلى منصب المستشارية.

وبعد حملة فوضوية اتسمت بأخطاء وهفوات، سيتعين على لاشيت، الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، أن يكون مقنعاً جداً.

فقد تخلل التصويت خطأ فادح من قبل زعيم يمين الوسط ونسي حجب بطاقة التصويت عن الكاميرات كما هو منصوص عليه في قانون الانتخابات. بالتالي، يمكن أن يتم إبطال تصويته.

وقد تكون ميركل خاطرت في نهاية المطاف بإثارة حرب جديدة بين القادة داخل اليمين الألماني حيث أثيرت مسألة مستقبل لاشيت على رأس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، بعد ثمانية أشهر من انتخابه.

وإن كان رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا، أكبر الولايات الألمانية لجهة عدد السكان، معروفاً بأنه ينجح دائماً في قلب الأمور لصالحه وفي التخلص من ألد أعدائه، إلا أن الأمر يبدو صعباً هذه المرة على لاشيت الذي فرض ترشيحه في ختام صراع شديد مع حليفه زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر، الأكثر شعبية منه.

المزيد من دوليات