Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق جاهز لحماية الانتخابات ومخاوف من التزوير في الأطراف

لا يشكل "داعش" خطراً داهماً على هذا الاستحقاق بعد تكبده ضربات أجبرته على الانكفاء

قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن ناصر الغنام إن الجيش سيتولى نقل صناديق الاقتراع (أ ف ب)

يُعّد الحفاظ على أمن الانتخابات العراقية المقرر تنظيمها في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، الشغل الشاغل  للحكومة العراقية لأهمية هذه الانتخابات التي يصفها القادة الأمنيون بأنها الأهم منذ عام 2003.
وعقدت القيادات الأمنية العراقية سلسة اجتماعات في العاصمة بغداد والمدن العراقية كافة خلال الأيام القليلة الماضية للاطلاع على الاستعدادات الأمنية المرافقة لتنظيم الانتخابات البرلمانية وأشرفت على هذه الاجتماعات قيادة  العمليات المشتركة التي تمثل الهيئة العليا التي تدير القوات المسلحة بمختلف أقسامها.
وتحظى هذه الانتخابات باهتمام دولي بعدما طلبت بغداد مراقبة دولية، لا سيما أن لنتائجها أهمية في تطبيع الأوضاع داخل البلاد، في ظل تظاهرات واسعة شهدتها مختلف مدن العراق خلال الأعوام الماضية وحالة عدم الرضا على سياسات الحكومات السابقة.
ودعت الحكومة أكثر من 75 دولة ومنظمة دولية لمراقبة الانتخابات البرلمانية، فضلاً عن نشر مراقبين من الأمم المتحدة في عدد من المراكز الانتخابية.

القوات العراقية جاهزة

وقال رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يارالله إن "جميع القوات بكل مسمياتها جاهزة لحماية المراكز الانتخابية"، واصفاً العملية الانتخابية بأنها "الأهم منذ عام 2003". وأضاف أن "كل مواردنا وموارد وزارة الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب والأجهزة الأمنية الأخرى كُرّست لنجاح العملية الانتخابية التي هي مفصل ومنعطف أساسي في تاريخ العراق".
وأكد يارالله "جاهزية القوات المسلحة في حماية صناديق الاقتراع لإجراء الانتخابات بسلاسة وتأمين كل المراكز الانتخابية ومنع تدخل أي جهة".

هل يشكل داعش خطراً؟

وشدد يارالله على أن الأجهزة الأمنية ليست قلقة على المراكز الانتخابية من جهة تنظيم "داعش"، و"نحن نقوم بعمليات مستمرة  لمواجهة جيوبه هنا وهناك"، لافتاً إلى أن "القوات العراقية قادرة على التعامل مع هذه الجيوب". وأضاف أن "القوات المسلحة العراقية تريد أن توجه رسالة إلى الجميع سواء المواطن أو المرشحين بأنها ستحمي الجميع وتمنع أي تدخل مسلح يؤثر في الناخب في كل مناطق البلاد".

الجيش سينقل الصناديق

بدوره قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن ناصر الغنام إن "الجيش سيتولى نقل صناديق الاقتراع إلى الأماكن المخصصة لها وسيتم تأمين جهد جوي لتنفيذ هذه العملية".
ويبلغ عدد المرشحين للانتخابات العراقية 3249 مرشحاً، من بينهم 951 امرأة.

الصناديق في خطر

في المقابل، حذر رئيس مركز "الجمهوري للدراسات الاستراتيجية" معتز عبد الحميد من "العبث بصناديق الاقتراع في المناطق الريفية"، معتبراً "تفشي السلاح مشكلة كبيرة تعاني منها القوات الأمنية". وأضاف أن "هناك مخاوف من العبث بصناديق الاقتراع في الأرياف من قبل مسلحين وبعض النفوس الضالة عبر استعمال السلاح".
وأشار إلى أن "انتشار السلاح وعدم السيطرة عليه بمثابة مشكلة كبيرة جداً تعاني منها القوات الأمنية، ليس في هذه الانتخابات فقط وإنما في كل الانتخابات السابقة، إذ هناك مخاوف من تهديد للناخبين أو من قبل عشائر بعض المرشحين لمنافسيهم، لا سيما في المناطق الريفية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


هجمات "داعش" محدودة

وأوضح عبد الحميد "لا نستبعد أن تكون هناك خروقات أمنية يقوم بها تنظيم داعش من خلال تنفيذ هجمات بالقنابل اليدوية أو زرع عبوات ناسفة في بعض المناطق الرخوة أمنياً"، مستبعداً "لجوء التنظيم إلى الهجمات بقذائف الهاون كما كان يفعل خلال الأعوام الماضية".

خطوط مؤمّنة بالطيران

وتابع عبد الحميد أن "هناك خطوطاً دفاعية للقوات الأمنية قرب المراكز الانتخابية مكوّنة من أطواق عدة، فالطوق الأول يبعد عن المراكز الانتخابية ما بين 3 إلى 4 كيلومترات، إلى حين الوصول إلى الطوقين الثاني والثالث المحيطَين بالمركز الانتخابي للحيلولة دون أي خرق أمني"، مشدداً على "ضرورة تأمين المراكز الانتخابية عن طريق الجو، سواء عبر المروحيات أو طائرات الاستطلاع، ولا يكون ذلك فقط بواسطة قوات راجلة، خصوصاً أن القوات الأمنية تملك هذه الإمكانات من دون الرجوع إلى القوات الأميركية".
وأكد أن "المواطن العادي يتأثر بأي خرق أمني ويتردد بالوصول إلى مركز الاقتراع في حال سمع عن وجود انتهاكات أمنية أو استخدام السلاح لإرهاب المواطنين للحصول على أصواتهم".

أمن الانتخابات خط أحمر

بدوره، قال الكاتب الصحافي باسم الشرع أن "أمن الانتخابات خط أحمر يجب على الحكومة العراقية العمل بكل جهودها لضمان تحقيقه في العاشر من أكتوبر المقبل" .وأضاف أن "أي تهاون أو تراجع في ما يخص هذا الجانب لإرضاء بعض الجهات السياسية التي تملك مجاميع مسلحة سيعني التأثير سلباً في شرعية الانتخابات وتعقيد المشهد العراقي بشكل أكبر مما يحصل حالياً"، لافتاً إلى أن "استعدادات القوات المسلحة العراقية تبدو جيدة وتجري على قدم وساق لحفظ الأمن قبل وأثناء الانتخابات".
وأوضح أن "بعض الجهات يحاول إثارة بعض المشكلات في المراكز الانتخابية التي تقع في أطراف المدن العراقية لتسهيل تزوير الانتخابات كونها بعيدة بشكل أو بآخر من أعين الرقابة الدولية وحتى الحكومية"، مبيّناً أن "هذا الأمر حدث في غالبية المواعيد الانتخابية التي جرت في البلاد بعد عام 2003".
وأشار الشرع الى أن "الدعاية الانتخابية تسير حتى الآن بشكل جيد وتوجد مشكلات محدودة تتعلق بتمزيق صور غالبيتها في المدن والمناطق ذات الأكثرية الشيعية، حيث تقوم بذلك الجهات التي تملك مسلحين"، مؤكداً حصول بعض الخروقات بهذا الشأن في محافظات بابل والديوانية وميسان والبصرة ومناطق بغداد الشرقية والجنوبية.
واستعبد الشرع أن "يشنّ داعش هجمات على المراكز الانتخابية داخل المدن كونه تعرّض لضربات كبيرة جعلته يركز عمله على المناطق النائية في شمال البلاد وشرقها".
ونجحت القوات المسلحة العراقية في خفض هجمات التنظيم في العاصمة بغداد وبقية المدن بشكل كبير منذ استعادتها محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، إلا أن "داعش" تمكّن منذ نهاية عام 2017 وحتى الآن، من شن ثلاث عمليات انتحارية في العاصمة، أولها في مطلع عام 2018 والثانية في مطلع العام الحالي والثالثة بمدينة الصدر في يوليو (تموز) الماضي.

المزيد من العالم العربي