Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا أمام نقص في الأطعمة المجمدة لتعطل إمدادات ثاني أكسيد الكربون

صناعيون يناشدون الحكومة التدخل في موضوع ارتفاع أسعار هذا الغاز معتبرين أنه "قضية أمن قومي"

متحدث رسمي: "المملكة المتحدة تتمتع بميزة الوصول إلى مصادر متنوعة للغاية لإمدادات الغاز" (رويترز)

تواجه المملكة المتحدة في فترة عيد الميلاد نقصاً في الوجبات المجمدة، لا سيما منها الديك الرومي، بسبب نقص مفاجئ في إمدادات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تستخدمه صناعة الأغذية والمشروبات. ومن شأن ذلك أن يترجم في غضون أيام، تراجعاً في إمدادات البلاد من اللحوم لمحلات السوبر ماركت والمطاعم، نتيجة النقص في هذا الغاز الذي يعد حيوياً للتبريد وتسليم المواد الغذائية.

وقد أوقفت مجموعة "أوكادو" Ocado (منصة بريطانية تتولى بيع البقالة عبر الإنترنت) مؤقتاً تسليم المنتجات المجمدة للعملاء، نتيجة النقص في الجليد الجاف، في حين نبه "مجلس الدواجن البريطاني" British Poultry Council (BPC)   إلى أن هذا القطاع يتجه نحو "دوامة انحدارية على مستوى سلاسل التوريد التي تعاني من مصاعب جدية في الاستمرار".

وتسبب الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية لهذا الغاز حتى الآن، في إغلاق معملين كبيرين للأسمدة في تيسايد وتشيشاير، يصنعان ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي.

وكان وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتينغ، قد عقد، السبت الفائت، لقاءات مع القيمين على الصناعة، في شأن النقص في إمدادات غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكد لهم أنه "لا يوجد سبب فوري يدعوهم إلى القلق".

لكن قادة قطاع الصناعات الغذائية، نبهوا إلى أن المشكلة "ترتبط بالأمن القومي"، ويتعين التعامل معها على وجه السرعة. وأكد رانجيت سينغ بوباران مالك مؤسسة "برنارد ماثيوز" Bernard Matthews  (لديها مزارع ومصانع للمنتجات الغذائية) ومجموعة "تو سيسترز فود غروب" 2 Sisters Food Group (تنتج لحوم الدواجن وأطعمة مبردة ومجمدة، وكذلك البسكويت والفطائر والبيتزا)، أن النقص في غاز ثاني أكسيد الكربون والتراجع في عدد العمال، سيؤثران لا محالة على توريد وجبات الديك الرومي في فترة عيد الميلاد.

وأضاف: "فيما لم يبق سوى أقل من 100 يوم على حلول عيد الميلاد، تكثف مؤسسة ’برنارد ماثيوز‘ وشركاتي الأخرى لتربية الدواجن، جهودها أكثر من أي وقت مضى، في محاولة لتوظيف عاملين، بغية ضمان مواصلة الإمدادات الغذائية للمستهلكين.

وكشف أن "المساعي التي تبذلها مؤسسة ’برنارد ماثيوز‘ من أجل تسليم طيور الديك الرومي خلال فترة عيد الميلاد، باتت منذ الآن في خانة الخطر، لأننا نحتاج لتوظيف ألف عامل إضافي للتعامل مع مسألة الإمدادات. أما مع عدم توافر غاز ثاني أكسيد الكربون، فسيتم إلغاء التسليم في عيد الميلاد".

وأضاف بوباران قائلاً إن "أزمة ثاني أكسيد الكربون شكلت ضربة قاصمة للصناعة، ودفعت بنا نحو حافة الانهيار، وهذا ما يحدث فعلاً. وأعني هنا الدواجن، ولحوم البقر، ولحوم الخنزير، وكذلك صناعة المواد الغذائية على نطاق أوسع. فمن دون ثاني أكسيد الكربون، لن يكون قطاعنا قادراً بما فيه الكفاية على الإنتاج. ومع تعرض صناعتنا للخطر أساساً بسبب النقص في اليد العاملة، فمن المحتمل أن يدفعنا هذا الوضع إلى حافة الهاوية".

ولفت إلى أن "النقص في غاز ثاني أكسيد الكربون أيضاً من شأنه أن ينعكس سلباً على المسالخ، ما يعني أنه لن يكون ممكناً تجهيز وإعداد لحوم الخنازير والدواجن. وبالتالي، سنضطر إلى الاحتفاظ بها في المزارع، ومواجهة الآثار المحتملة التي يمكن أن تمس صحة الحيوانات وسلامتها".

وأوضح أن "التأثير العام سيتمثل في سلامة الحيوانات، وفي انخفاض العرض بشكل كبير. أما الوجبات الجاهزة فستفقد مدة الصلاحية الحيوية. وهناك احتمال في حدوث هدر هائل للأطعمة في جميع المجالات".

واعتبر رانجيت سينغ بوباران أنه "من الواضح أن هذه مسألة تتعلق بالأمن القومي، فعلى عكس أزمة توفير العمالة للقطاع التي كانت استجابة الحكومة لصناعتنا مخيبة للآمال على أقل تقدير، فيتعين أن يتم التعامل مع (موضوع النقص في غاز ثاني أكسيد الكربون) على وجه السرعة".

أما ريتشارد غريفيث رئيس "مجلس الدواجن البريطاني"، فأعرب عن أمله في تفادي وقوع أزمة "من خلال لجوء الحكومة إلى اتخاذ إجراء سريع"، فيما حذر نيك ألين من "جمعية معالجي اللحوم البريطانية" British Meat Processors Association من أن قطاع إنتاج لحوم الخنازير، بات قاب أسبوعين من أزمة رعاية الحيوانات، نتيجة تعطل ذبح الحيوانات. واعتبر أن "عدم القيام بشيء ليس خياراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إضافةً إلى ما تقدم، سينعكس النقص في ثاني أكسيد الكربون أيضاً على المنتجات المعبأة كالأجبان والسلطات ومواد المخابز ذات العمر الطويل، داخل محلات السوبر ماركت. وقال ريتشارد ووكر العضو المنتدب لشركة "آيسلاند فودز": "نريد حلاً في أقرب وقت".

وقد تلقت الحكومة البريطانية مناشدات عدة للقيام "بتدخل" عاجل في شأن أسعار غاز ثاني أكسيد الكربون.

وحذر إيان رايت الرئيس التنفيذي لـ"اتحاد الأغذية والمشروبات في المملكة المتحدة" UK Food and Drink Federation، في حديث أجرته معه إذاعة "بي بي سي راديو 4"، السبت الفائت، من أنه إذا لم تتخذ الحكومة أي إجراء، فإن الآثار ستبدأ في الظهور خلال أسبوعين.

وأضاف: "إن هذا طبعاً لأمر مقلق، لأننا بدأنا الدخول في فترة التوريد التي تسبق موسم عيد الميلاد، عندما تباشر المستودعات في جمع مخزوناتها وتكوينها، والاستعداد للانطلاق نحو عيد الميلاد بعد أسابيع قليلة".

ومن المقرر أن يلتقي الوزير كارتينغ مع جوناثان برييرلي رئيس "مكتب سوقي الغاز والكهرباء" Office of Gas and Electricity Markets (Ofgem) (الهيئة المنظمة للطاقة في بريطانيا) الأحد، لمناقشة "الانعكاسات واسعة النطاق لأسعار الغاز العالمية".

وأوضح متحدث باسم  المكتب أن الجهة التنظيمية "تعمل من قرب مع الحكومة والقيمين على الصناعة لضمان مواصلة حماية المستهلكين، مع ارتفاع أسعار الغاز (ثاني أكسيد الكربون) حول العالم".

وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية اعتبرت أن هذه المسألة "تؤكد أهمية خطتنا الرامية إلى بناء قطاع قوي للطاقة المتجددة يكون محلي الصنع، لتقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري". وأضاف متحدث باسم الوزارة قائلاً: "إننا نعي المشكلات التي تواجهها بعض الشركات، وسنعمل بشكل وثيق مع الصناعة من خلال تقديم الدعم والمشورة".

وأضاف الناطق: "عقدنا حتى الآن اجتماعات مكثفة مع ممثلين عن قطاعي إنتاج اللحوم وتصنيعها، وسنتابع هذه المحادثات خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وأشار، أخيراً، إلى أن "المملكة المتحدة تتمتع بميزة الوصول إلى مصادر متنوعة للغاية لإمدادات الغاز، وستستخدمها لضمان حصول الأسر والشركات والصناعات الثقيلة في البلاد على الطاقة التي تحتاجها بسعر عادل".

© The Independent

المزيد من متابعات