في أول نداء من نوعه، أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد"، نُظم في كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي برعاية منظمة أميركية، دعا أكثر من 300 عراقي، بمن فيهم شيوخ عشائر، مساء الجمعة، إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل.
ونظم المؤتمر مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك، وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.
وتقيم كردستان، التي تتمتع بالحكم الذاتي شمال العراق، علاقات ودية مع الدولة العبرية. وهي تقف بذلك على طرف نقيض مع مواقف المسؤولين والفصائل السياسية العراقية الموالية إيران عدو إسرائيل اللدود، التي تحظى بنفوذ قوي في العراق.
300 مشارك من 6 محافظات
يقول المتخصص الأميركي، من أصل يهودي عراقي ومؤسس مركز اتصالات السلام، جوزيف برود، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن نحو 300 مشارك من السنة والشيعة تجمعوا في أربيل عاصمة كردستان "من ست محافظات هي بغداد والموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى وبابل".
وأضاف برود، في اتصال هاتفي أجرته معه الوكالة، "شارك أيضاً شيوخ عشائر من هذه المحافظات ومثقفون وكتاب".
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) September 25, 2021
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي قرأته سحر الطائي، مديرة الأبحاث في وزارة الثقافة ببغداد، "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات (إبراهام). وكما نصّت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة وإسرائيل، فنحن أيضاً نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار".
ووُقعت "اتفاقات إبراهام" برعاية واشنطن في سبتمبر (أيلول) 2020، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ومن ثمّ مع المغرب والسودان.
وقالت الطائي، التي كانت من المتحدثين خلال المؤتمر، "لا يحق لأي قوة، سواء كانت محلية أم خارجية، أن تمنعنا من إطلاق مثل هذا النداء".
صفحة جديدة للتعاون
وكان من بين المتحدثين العراقيين لواء سابق وأحد قادة "الصحوة"، وهي فصائل عشائرية قاتلت التنظيمات المتطرفة بدعم من واشنطن.
وتحدث خلال المؤتمر عبر الفيديو تشيمي بيريز، الذي يرأس مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز.
عقب وزير الخارجية يائير لبيد على دعوات القادة العراقيين للسلام "منذ تولي هذه الحكومة مقاليد الأمور، كان هدفنا توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيرا إلى أن "الحدث في العراق يبعث بالأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل"."نحن والعراق لدينا تاريخ وجذور مشتركة في المجتمع اليهودي. يتبع pic.twitter.com/n11qYbvaIJ
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) September 25, 2021
وقال الشيخ ريسان الحلبوسي، شيخ عشيرة البومطر من الأنبار لوكالة الصحافة الفرنسية، "يكفينا عداء وفتن وقتل. يفترض أن نفتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن، لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان. لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالتطبيع مع إسرائيل. مع الزمن تتغير الأفكار".
وخلال العقود الأخيرة، زار العديد من قادة كردستان العراق إسرائيل، ودعا السياسيون الأكراد علانية إلى التطبيع معها. وفي عام 2017، عندما نظم أكراد العراق استفتاء الاستقلال المثير للجدل، كانت إسرائيل من بين الداعمين القلائل لهم.
الحكومة العراقية ترفض
من جانبها أعلنت الحكومة العراقية، اليوم السبت، رفضها "القاطع" المؤتمر الذي نادى بالتطبيع مع إسرائيل في كردستان، الذي وصفته بـ"غير القانوني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان، "تعرب الحكومة عن رفضها القاطع الاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع إسرائيل".
وأضاف، "هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها، وأنها تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة، في ظل استعداد البلاد لخوض انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة".
وتابع البيان، "من جهة أخرى فإن طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية، والحكومة عبّرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ورفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".
وعلى الأثر أصدرت داخلية إقليم كردستان، اليوم السبت، توضيحاً حول المؤتمر، إذ قالت، في بيان، "الاجتماع عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم".
وأشارت الوزارة إلى أن ما جرى "لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف حكومة إقليم كردستان"، مؤكدة أنه "سيجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية انعقاد المؤتمر".