Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرض حد أقصى لاستهلاك الوقود في بريطانيا لمواجهة أزمة الإمدادات

الحكومة ترضخ وتسمح بإصدار تأشيرات مؤقتة لسائقي شاحنات من أوروبا لحل المشكلة ووزراء يقترحون الاستعانة بالجيش

امتدت طوابير السيارات أمام محطات التزود بالوقود في بريطانيا، السبت، أكثر من يوم الجمعة، ووصل الانتظار في بعض الأماكن إلى أكثر من ساعتين ليتمكن السائقون من ملء سياراتهم. وأعلنت بعض سلاسل محطات الوقود فرض حد أقصى لشراء الوقود للسيارة الواحدة لمواجهة النقص في الوقود المتوفر في محطات البنزين.

وأعلنت شركة "إي جي" لمحطات وقود السيارات أنها فرضت حداً أقصى في حدود 41 دولاراً (30 جنيهاً إسترلينياً) لكل سيارة في أكثر من 360 محطة وقود لديها في أنحاء بريطانيا. علماً أن ملء خزان الوقود لأغلب السيارات يحتاج إلى شراء بنزين أو ديزل بضعف هذا المبلغ.

وذكرت شركة "بريتش بتروليوم" (بي بي)، الجمعة، أن 20 محطة وقود تابعة لها أغلقت في وجه السائقين الراغبين في ملء سياراتهم بالوقود، بينما تأثرت نحو 100 محطة بنقص نوع واحد على الأقل من أنواع الوقود فيها. ولدى "بي بي" شبكة من نحو 1300 محطة وقود في بريطانيا كلها.

كما أعلنت شركة "إسو"، الجمعة، أيضاً أن بعض محطات الوقود التابعة لها تأثرت بالأزمة. وأعلنت لسلسة محلات التجزئة "تيسكو" أن اثنتين من محطاتها البالغ عددها 500 محطة وقود قد تأثرت. وزاد عدد محطات الوقود المتأثرة بالأزمة، السبت، مع إقبال السائقين على التزود بالوقود ونقص الإمدادات للمحطات.

ولم يستجب السائقون في أنحاء بريطانيا لدعوات الحكومة الجمعة بتفادي "الشراء بهلع" وتجاهلوا نصائح شركة خدمات الطرق "أيه أيه" فيما بدا عدم ثقة في قدرة الحكومة على مشكلة أزمة الوقود في محطات البنزين. وتصر الحكومة على أنه لا توجد مشكلة في مخزون مشتقات البترول لدى بريطانيا، وإنما المشكلة في توفر سائقي الشاحنات لقيادة الصهاريج وتوزيع المشتقات على المحطات في أنحاء البلاد.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، إن البلاد لديها "مخزون كاف من الوقود... لكن مثل بلدان كثيرة حول العالم نعاني من نقص مؤقت في سائقي الشاحنات الذين يقومون بتوصيل الوقود لمحطات البنزين وذلك نتيجة وباء كورونا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"بريكست"

ترفض الحكومة الاعتراف بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" له علاقة بنقص سائقي الشاحنات وأزمة محطات وقود السيارات ونقص بعض المنتجات على أرفف محلات السوبر ماركت. وقال وزير النقل والمواصلات غرانت شابس، أمس، في مقابلة مع "سكاي نيوز" مدافعاً عن "بريكست": "المشكلة ليست جديدة. هناك نقص في أعداد سائقي الشاحنات منذ أشهر خلال فترة وباء كورونا. لأنه في فترات الإغلاق كان من الصعب على السائقين اجتياز اختبارات فحص قيادة الشاحنات، وذلك ما أدى إلى المشكلة. لكننا الآن سنوفر المزيد من اختبارات الفحص للسائقين، وستحل المشكلة قريباً".

ورد رئيس رابطة سائقي النقل رود ماكنزي على ذلك بتأكيد أنه لا يرى أن الحكومة ستحل المشكلة. وقال ماكنزي: "ليست هناك نهاية قريبة في المدى المنظور للمشكلة. بل إننا ربما نضطر للتعايش مع أزمة نقص سائقي السحانات لمدة عام آخر أو أكثر، حتى لو تعاملت الحكومة مع المشكلة بسرعة".

وذكرت مصادر إعلامية بريطانية، السبت، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون سمح للوزراء بتخفيف قيود السفر والعمل بين بريطانيا وأوروبا التي فرضها "بريكست". ويعني ذلك أن الوزراء الذين كانوا يعارضون استقدام سائقي شاحنات من أوروبا خضعوا الآن لهذا المطلب. ويتوقع إصدار تأشيرات لحوالى 5 آلاف من سائقي الشاحنات من دول أوروبا.

وكان وزير النقل ووزير الأعمال كوازي كوارتنغ من أشد المعارضين لإصدار تأشيرات مؤقتة لسائقين من أوروبا على طريقة برامج تأشيرات العمالة الموسمية باعتبار أن ذلك سيعد اعترافاً بأن "بريكست" السبب في هذه الأزمات ومنها أزمة الوقود المتفاقمة حالياً.

لكن بعض طلب رئيس الوزراء لن يكون أمام وزراء الحكومة خيار سوى السماح بقدوم السائقين من أوروبا. ويقدر أن بريطانيا تعاني من نقص في سائقي الشاحنات يصل إلى حدود 100 ألف سائق. وكان مسح لسائقي الشاحنات في بريطانيا في يوليو (تموز) الماضي، شمل حوالى 615 سائقاً، جاءت نتيجته أن "بريكست" هو ثاني أهم سبب في أزمة نقص سائقي الشاحنات. أما السبب الأول، فهو تقاعد السائقين كبار السن وعدم حلول جدد محلهم. وبحسب أرقام مكتب الإحصاء الوطني، غادر حوالى 14 ألف سائق من دول أوروبا بريطانيا في العام الأخير.

لكن وزراء الحكومة أصروا أن النقص في أعداد سائقي الشاحنات يعود لعدة أسباب مثل تأخر فحص سائقي النقل باختبارات فيروس كورونا، وكذلك اضطرار عدد من السائقين للحجر بعد مخالطتهم مصابين بالوباء.

الاستعانة بالجيش

وكان الوزراء في اجتماعاتهم، الجمعة، ناقشوا عدة خيارات لمواجهة أزمة طوابير السيارات أمام محطات البنزين، وذلك قبل تفاقمها بشدة، السبت. وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن البعض اقترح الاستعانة بالجيش لمواجهة الأزمة وسرعة إمداد محطات وقود السيارات بمشتقات البترول. ويمكن للعسكريين من المدربين على قيادة الشاحنات القيام بالمهمة.

لكن متحدثاً باسم الجيش البريطاني نفى لوسائل الإعلام أن تكون الحكومة طلبت من الجيش أي مساعدة. ويبدو أن توصية بوريس جونسون بتخفيف قيود التأشيرات للسائقين من أوروبا حسمت الأمر، على حساب بعض الوزراء المتحمسين لنفي أي تأثير لـ"بريكست" على أي مشاكل في بريطانيا.

وبحسب كثير من المختصين في القطاعات المعنية، بما فيها رابطة سائقي النقل والشاحنات، فإن أي حل ستعتمده الحكومة سيأخذ وقتاً لتنفيذه. عملاً أن بعض الوزراء اقترح في اجتماعات الجمعة البدء في تدريب سائقين بريطانيين على قيادة الشاحنات والضهاريج، لكن الاقتراح بدا غير عملي لمواجهة أزمة حادة يمكن أن تتفاقم أكثر خلال أيام.