Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تواجه أزمة نقص في إمدادات البنزين

اجتماع حكومي طارئ لمناقشة المشكلة والوزراء منقسمون حول منح تأشيرات مؤقتة لسائقين من الخارج

يعقد الوزراء المعنيون في الحكومة البريطانية اجتماعات مكثفة مساء الجمعة لمناقشة أزمة إغلاق محطات وقود السيارات نتيجة عدم وصول الوقود إليها، بسبب نقص في عدد سائقي الشاحنات الناقلة لها. وبعد ظهر الجمعة، أعلنت شركة "بريتيش بتروليوم" (بي بي) أن 20 محطة وقود تابعة لها أغلقت في وجه السائقين الراغبين في ملء سياراتهم بالوقود، بينما تأثرت ما بين 50 و100 محطة بنقص نوع واحد على الأقل من أنواع الوقود فيها. ولدى "بي بي" شبكة من نحو 1200 محطة وقود في بريطانيا كلها.

كما أعلنت شركة "إسو" أيضاً أن بعض محطات الوقود التابعة لها تأثرت بالأزمة. وأعلنت سلسلة محلات التجزئة "تيسكو" أن اثنتين من محطاتها البالغ عددها 500 قد تأثرت. ومع قدوم نهاية الأسبوع في بريطانيا، يلجأ السائقون لملء سياراتهم بأنواع الوقود من بنزين بدرجاته المختلفة أو الديزل. وفي مقابلة مع "سكاي نيوز"، صباح الجمعة، قال وزير النقل والمواصلات في الحكومة البريطانية غرانت شابس، "على السائقين الاستمرار في التصرف كعادتهم في ما يتعلق بملء سياراتهم بالوقود"، واعداً بحل سريع للأزمة.

وتأتي أزمة وقود السيارات نتيجة نقص سائقي الشاحنات، لتضاف إلى أزمات تتصاعد في بريطانيا في الآونة الأخيرة، آخرها ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي التي تضاعفت أكثر من ثلاث مرات في شهرين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، بينما لجأت الحكومة لتعويض النقص في شبكات الطاقة بتشغيل محطات تعمل بالفحم وتزيد من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.

هجرة وفحص السائقين

وتواجه بريطانيا أزمة في سائقي الشاحنات جعلت منافذ بيع التجزئة ومحلات السوبر ماركت تحذر من نقص بعض أنواع الأغذية واختفائها من على أرفف المحلات. كما أن أزمة الغاز الطبيعي والكهرباء أدت إلى أزمة في الأغذية المجمدة مع تعطل التبريد.

وانضمت شركة "إيه إيه" لخدمات الطرق إلى الحكومة في مطالبة السائقين بعدم اللجوء إلى الهلع في تموين سياراتهم. وقال إدموند كينغ، رئيس الشركة، "ليس هناك نقص في وقود السيارات والمحطات تعمل في أغلبها بشكل طبيعي، إنما هناك بعض المحطات تعاني من مشكلات سلاسل التوريد... في أيام الجمعة عادة وعطلات نهاية الأسبوع تزدحم محطات الوقود في الأغلب. إذ يقوم السائقون بملء سياراتهم بالوقود مع خروجهم للتسوق أو استعداداً للسفر الطويل في عطلة نهاية الأسبوع أو استعداداً للتنقل في أيام العمل الأسبوع المقبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وناشد كينغ السائقين بعدم الشراء بهلع، مضيفاً "ننصح السائقين بعدم ملء سياراتهم بالوقود بغير الطريقة التي اعتادوا عليها دوماً. فحتى إذا كانت المحطة التي اعتادوا على ملء سياراتهم منها مغلقة، فهناك أخرى تعمل قريباً منهم".

تقدر بعض الجهات في بريطانيا أن النقص في عدد سائقي الشاحنات وصل إلى حوالى 100 ألف سائق. وبحسب أرقام مكتب الإحصاء الوطني، غادر حوالى 14 ألف سائق من دول أوروبا بريطانيا في العام الأخير. ويعود النقص في أعداد سائقي الشاحنات لعدة أسباب، منها عدم توافر سائقين من خارج بريطانيا بسبب تأخرهم في إجراء اختبارات فيروس كورونا، وكذلك اضطرار عدد منهم للدخول في الحجر بعد مخالطتهم مصابين بالوباء.

مشكلة بريكست

من بين الحلول العاجلة التي يناقشها الوزراء الجمعة، إصدار تأشيرات مؤقتة لسائقي الشاحنات من أوروبا للعمل في بريطانيا، بعد التعقيدات التي تسبب بها بريكست. لكن وزير النقل ووزير الأعمال كوازي كوارتنغ يعارضان تلك الفكرة. بينما هناك وزراء آخرون يؤيدون هذا الحل الذي يشبه "تأشيرات العمالة الموسمية" من أوروبا.

وفي مقابلته مع قناة "سكاي نيوز"، رد وزير النقل والمواصلات غرانت شابس مدافعاً عن بريكست بالقول إن "المشكلة ليست جديدة. هناك نقص في أعداد سائقي الشاحنات منذ أشهر خلال فترة وباء كورونا. لأنه في فترات الإغلاق كان يصعب على السائقين اجتياز اختبارات فحص قيادة الشاحنات وذلك ما أدى إلى المشكلة. لكننا الآن سنوفر المزيد من اختبارات الفحص وستحل المشكلة قريباً".

لكن رئيس رابطة سائقي النقل رود ماكنزي لا يرى أن الحكومة ستحل المشكلة. ويقول "ليست هناك نهاية قريبة في المدى المنظور للمشكلة، بل إننا ربما نضطر للتعايش مع أزمة نقص سائقي الشاحنات لمدة عام آخر أو أكثر، حتى لو تعاملت الحكومة مع المشكلة بسرعة".

يذكر أن مسحاً لسائقي الشاحنات في بريطانيا في يوليو (تموز) الماضي، شمل 615 سائقاً، بيّن أن بريكست هو ثاني أهم سبب في أزمة النقص. أما السبب الأول فهو تقاعد السائقين كبار السن وعدم حلول جدد محلهم. 

مضخات مغلقة

وقد انتشرت صور لمضخات وقود مغلقة وأمامها طوابير سيارات اصطفّت للتزود خوفا من نفاد البنزين، وهي مثال صادم على صعوبات الإمداد التي يعاني منها البريطانيون نتيجة وباء كوفيد-19 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في حي شيفرد بوش بغرب لندن، اكتشف سائقو سيارات جاؤوا للتزود أن الوقود نفد في محطة "بي بي".
ومن بينهم شين كينيلي (38 عاما) التي أرجعت المشكلة إلى بريكست، وقالت "منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، صار هناك نقص عمالة في جميع القطاعات. كان ينبغي أن نفكر في الأمر، لكن هذه الحكومة لم تتوقعه أبدا".
تقدر "جمعية النقل البري" (ار اتش ايه) أن المملكة المتحدة تحتاج إلى حوالي 100 ألف سائق شاحنة إضافيين، وهو نقص أدى إلى مشاكل في الإمداد في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك في المتاجر الكبرى.
وقال غرانت شابس إن الوباء الذي أدى إلى إغلاق مراكز تدريب السائقين لأشهر، هو "السبب الرئيسي" لنقص السائقين، وهي مشكلة لا تقتصر على بريطانيا.
وتضاف إلى ذلك "مشاكل طويلة الأمد"، وفق الوزير الذي شدد على أن سياقة الشاحنات "عمل شاق ومردوده المالي لا يزال ضعيفا".
ولجذب المزيد من السائقين، حضّ وزير النقل على زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل في هذا القطاع.
دفع الوباء أيضا كثيرا من سائقي الشاحنات الأجانب إلى العودة إلى بلدانهم. وقد أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تعقيد وصول سائقين جدد من الاتحاد الأوروبي بسبب إجراءات الهجرة التي صارت أكثر تعقيدا.
لكن شابس اعتبر أن الناس "مخطئون" في عزو أصل المشكل إلى بريكست، وقال إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قدم بالفعل جزءا من الحل".
وأضاف "بفضل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تمكنت من تغيير القانون وتغيير طريقة اختبارات القيادة بطرق لم أكن لأفعلها إذا كنا لا نزال جزءا من الاتحاد الأوروبي".
وقد أعلنت الحكومة الشهر الماضي عن تغيير القواعد لتسريع تدريب سائقي الشاحنات.
بدوره، حاول "اتحاد صناعة البترول في المملكة المتحدة" (يو كاي بي آي ايه) طمأنة البريطانيين، وقال إن "سلسلة إمداد الوقود مرنة والوقود يصل حاليا إلى الغالبية العظمى من المستهلكين".
لكن النائب عن حزب العمال ديفيد لامي حذّر الحكومة من أنها ستواجه "شتاء ساخطا" نتيجة نقص العمال والإمدادات.

اقرأ المزيد