Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر المنامة... القيادة الفلسطينية لن تكون جزءا منه

رفض الحلول الاقتصادية على حساب الحل السياسي

مؤتمر المنامة سيترأسه صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر (رويترز)

في أول إجراء عملي لتنفيذ خطة السلام الأميركية المعروفة "بصفقة القرن"، أعلنت الإدارة الأميركية عن مؤتمر اقتصادي في العاصمة البحرينية المنامة "كجزء من خطة السلام"، في حين رفض الفلسطينيون المشاركة في المؤتمر مجددين رفضهم التعاطي مع أي أفكار تتجاهل مرجعيات عملية السلام.

ويهدف المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" يومي الـ 25 و26 من شهر يونيو (حزيران) المقبل الى "تشجيع الاستثمار في المناطق الفلسطينية وتبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وحشد الدعم للاستثمارات الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقية السلام"، بحسب بيان أميركي بحريني مشترك.

الحياة ستتغير جذرياً

أضاف البيان أن المؤتمر سيعمل على وضع "رؤية وإطار طموح قابل للتحقيق لمستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني والمنطقة بما في ذلك تحسين الإدارة الاقتصادية وتنمية رأس المال البشري وتيسير النمو السريع للقطاع الخاص". واعتبر البيان "أنه في حال تنفيذ تلك الرؤية، فإن الحياة ستتغير جذرياً وستضع المنطقة على الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً".

لتجنب القضايا السياسية

وقالت مصادر أميركية إن المؤتمر سيترأسه صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، ومبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بحضور وزراء اقتصاد عرب، ووزير الاقتصاد الإسرائيلي موشيه كحلون فضلاّ عن مشاركة رجال أعمال من دول العالم.

وقال كوشنر "انه عمل على وضع تفاصيل نموذجية للاقتراح الاقتصادي تحاكي قصص نجاح بولندا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، مضيفاً أن المؤتمر سيحاول العمل على تجنب القضايا السياسية الكثيرة التي جعلت السلام بعيد المنال لفترة طويلة مثل إقامة دولة فلسطينية ووضع القدس والإجراءات التي تتخذها إسرائيل باسم الأمن، واللاجئين".

القيادة الفلسطينية لن تكون جزءاً من المؤتمر

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في حوار مع "اندبندنت عربية" إن القيادة الفلسطينية لن تكون جزءاً من المؤتمر ولن تشارك فيه مشدداً على رفض الحلول الاقتصادية وتحسين حياة الفلسطينيين على حساب الحل السياسي وفي ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي. وبشأن تأجيل الإدارة الاميركية الكشف عن مضمون خطتها للسلام، قال مجدلاني إن الظروف على ما يبدو غير ناضجة بعد للإعلان عنها، مضيفاً ان إدارة ترمب لا تريد تسجيل فشل جديد في حل الصراع العربي الإسرائيلي.

قرارات الشرعية

وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الى أن أي حل سياسي يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومباردة السلام العربية التي تقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلى حل عادل لقضية اللاجئين، مشدداً على أن أي حل من دون ذلك مرفوض فلسطينياً ولن يكتب له النجاح.

ويرفض الفلسطينيون خطة السلام الأميركية ويقولون إنها تهدف إلى تصفية قضيتهم وإقامة حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة وشطب حق العودة للاجئين ومنع إقامة دولة فلسطينية. كما أعلنت منظمة التحرير قطع علاقاتها مع الإدارة الأميركية، واعتبرت أنها تتبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل ورفضت استمرار رعايتها لعملية للسلام.

مطاردة للسراب والاوهام

بدوره أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن منطقة الشرق الأوسط ستبقى رهينة للصراع والتطرف وإراقة الدماء ما استمر الاحتلال الإسرائيلي، وشًدد عريقات على أن البحث عن حلول خارج مبدأ حل الدولتين، وحل قضايا الوضع النهائي كافة وبما يشمل قضية اللاجئين هو مجرد مطاردة للسراب والأوهام.

وطالب عريقات بضرورة مواجهة قرارات الإدارة الأميركية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ومحاولات إسقاط ملفات اللاجئين، والاستيطان، والحدود من طاولة المفاوضات، مؤكداً أن هذه القرارات تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والشرعية الدولية.

عدم نضوج الخطة

وعن أسباب تأجيل الاعلان عن صفقة القرن الذي كان مقرراً بعد شهر رمضان، قال المحلل السياسي هاني حبيب إن ذلك يعود لعدم نضوج الخطة وبسبب رفض الدول العربية تمرير الخطة الاميركية بسبب رفض الفلسطينيين لها وتجاهلها حقوقهم المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأشار حبيب الى أن الخطة ستركز على تحسين حياة الفلسطينيين مع تجاهل حقوقهم السياسية والوطنية مقابل توفير الأمن لإسرائيل، مضيفاً أن واشنطن تعمل على توفير الغطاء المالي للخطة وترويج الحل الاقتصادي على حساب الحل السياسي.

ضوء أخضر أميركي

ولا يستبعد حبيب أن يكون الدعم القطري المالي الأخير بقيمة 480 مليون دولار للسلطة الوطنية الفلسطينية يأتي بضوء أخضر أميركي، وكمحاولة لتطويع الفلسطينيين لقبول الخطة الأميركية للسلام واصفاً الخطوة القطرية بغير المعهودة، واضاف حبيب أنه في ظل الرفض الفلسطيني المطلق للخطة الأميركية، فإن واشنطن تسعى لترويض الموقف الفلسطيني من خلال المال وايجاد مناخات اقتصادية مواتية لها.

وبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين 20 مايو (أيار) زيارة الى العاصمة القطرية الدوحة حيث يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة الثلاثاء لبحث مستجدات الأوضاع في فلسطين والمنطقة.

المزيد من الشرق الأوسط