Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تتعهد الانتقال من الأقوال إلى الأفعال لحل الأزمة مع باريس

فرنسا ليست قلقة على صناعاتها الحربية وترى أن الأزمة ليست تجارية وصناعية بقدر ما هي سياسية واستراتيجية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ ب)

تعهدت الولايات المتحدة، الخميس، الانتقال من الأقوال إلى "الأفعال" بغية التغلب على الأزمة مع فرنسا، لكنها أقرت في الوقت نفسه، على غرار باريس، بأن الأمر سيستغرق "وقتاً".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا بعد أزمة الغواصات "ستستغرق وقتاً" وتتطلب "عملاً دؤوباً" من جانب واشنطن.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "نحن ندرك أن هذا سيتطلب وقتاً وعملاً دؤوباً، ولن يُترجم ببيانات فحسب، بل أيضاً بأفعال".

وتطرق بلينكن إلى "التعاون والتنسيق" اللذين تعهد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تعميقهما خلال محادثتهما الهاتفية، الأربعاء، قائلاً إن البلدين الحليفين يمكنهما "فعل المزيد" و"القيام بعمل أفضل".

وتحدث الوزير الأميركي مطولاً عن أهمية فرنسا، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادي التي أعلنت فيها واشنطن منتصف سبتمبر (أيلول) عن تحالف مع أستراليا والمملكة المتحدة كان السبب في اندلاع الأزمة.

وعقد وزير الخارجية الأميركي لقاء، صباح الخميس، في نيويورك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. وقال بلينكن متحدثاً عن لودريان "نحن أصدقاء منذ فترة طويلة. لدي تقدير كبير له".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي لنظيره الأميركي، إن الأمر سيتطلب "وقتاً وأفعالاً" للخروج من الأزمة بين الدولتين واستعادة الثقة بينهما بعد إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع باريس إثر إبرامها تحالفاً أمنياً ثلاثياً مع واشنطن ولندن، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس 23 سبتمبر (أيلول).  

وكانت أستراليا أعلنت الأسبوع الماضي إلغاء صفقة غواصات تقليدية قيمتها 40 مليار دولار مع مجموعة "نافال" الفرنسية، وستعمل بدلاً من ذلك على بناء ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

"لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة"

بدوره، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، إن أزمة الغواصات أظهرت أن الاتحاد الأوروبي "لم يعد بإمكانه الاعتماد" على الولايات المتحدة لضمان حمايته، ودعا الأوروبيين إلى "فتح أعينهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح لشبكة "فرانس انفو" "الدرس الأول الذي نتعلمه من هذه الحلقة هو أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني استقلاله الاستراتيجي. الحلقة الأفغانية وحلقة الغواصات، تظهران أنه لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية لضمان حمايتنا الاستراتيجية".

وأضاف لومير "لدى الولايات المتحدة اهتمام استراتيجي واحد فقط، الصين، واحتواء صعود قوتها". وأشار إلى أن الرئيسين السابق دونالد ترمب والحالي جو بايدن "يعتقدان أن حلفاءهما (...) يجب أن يكونا طيعين. نحن نعتقد أننا يجب أن نكون مستقلين".

وتابع "يجب على شركائنا الأوروبيين أن يفتحوا أعينهم" منتقداً دعم الدنمارك للولايات المتحدة والذي يتعارض مع الانتقادات التي وجهتها السلطات الأوروبية بعد القرار الأسترالي بفسخ العقد الموقع مع مجموعة "نافال" الفرنسية لصالح شراكة جديدة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأشار إلى أن "التفكير مثل رئيسة الوزراء الدنماركية أن الولايات المتحدة ستستمر في حمايتنا والدفاع عنا، مهما حدث، خطأ. لم يعد بإمكاننا الاعتماد إلا على أنفسنا".

والأربعاء، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن أن بلادها، إحدى أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، "لا تفهم على الإطلاق" الانتقادات الفرنسية والأوروبية الموجهة إلى واشنطن في أزمة الغواصات، مدافعة عن الرئيس الأميركي "المخلص جداً" بايدن.

وباعتبارها الحليف القوي للولايات المتحدة التي حاربت إلى جانبها في العراق وأفغانستان، تؤكد الدنمارك بانتظام أنها تعطي الأولوية لحلف شمال الأطلسي بدلاً من إطار دفاعي أوروبي، بخلاف الموقف الذي دافع عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتهدد أزمة الغواصات التي تهز العلاقات بين دول غربية كبرى بزيادة "الاختلال" في العلاقات الدولية وداخل مجلس الأمن، وهو أمر يندد به الأمين العام للأمم المتحدة منذ سنوات.

فرنسا ليست قلقة على صناعاتها الحربية

أعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال أن فرنسا "ليست قلقة" بشأن صناعتها الدفاعية، وأوضح أتال لإذاعة "فرانس إنتر" أن الأزمة الدبلوماسية بين باريس وواشنطن التي نتجت عن فسخ العقد وعن إعلان الشراكة الإستراتيجية الثلاثية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، "ليست أزمة تجارية وصناعية بقدر ما هي أزمة سياسية واستراتيجية"، وعند سؤاله عما إذا كان بإمكان الهند شراء الغواصات التي لن تسلم لكانبيرا، أكد أتال ببساطة أنه ليس "قلقاً حيال صناعة الدفاع" في فرنسا.

وقال "منذ بداية عهد ماكرون، بعنا 88 طائرة من طراز رافال وتلقينا طلبيات إضافية بقيمة 30 ملياراً، وسلمنا معدات بقيمة 30 ملياراً، وغواصاتنا هي سفن رائدة معترف بها دولياً، استحصل عليها عدد من الدول وقد تشتريها دول أخرى".

وفي إشارة إلى المحادثات الهاتفية بين ماكرون وبايدن التي وصفها بأنها "محادثة صادقة سمحت بتحقيق عدة مكاسب مهمة"، اعتبر أتال أن بايدن اعترف "بمسؤولية الولايات المتحدة في الأزمة، وهو أمر لا يستهان به".

المزيد من دوليات