Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لاتخاذ موقف موحد"... الجامعة العربية تستعد لقمتي مكة الطارئتين

 مصدر دبلوماسي: القاهرة تؤكد رفضها المساس بأمن الخليج وتنسق لمواجهة التحديات المشتركة

جامعة الدول العربية تستعد بتنسيق رفيع المستوى للقمة المرتقبة في مكة (أ.ف.ب)

قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون السياسية السفير خالد الهباس "إن قمتي مكة الطارئتين التي تستضيفهما السعودية سيتم التحضير لهما بالتعاون مع جامعة الدول العربية، كما جرت العادة لترتيب الاجتماعات والفعاليات التي تخص العمل العربي المشترك، سواء على مستوى القمم أو غيره، وبالتالي سوف يكون هناك تنسيق وثيق بين الأمانة العام لجامعة الدول العربية والدولة المضيفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

القمم الثلاث

وأضاف الأمين العام المساعد لشئون السياسية لـ"اندبندنت عربية" "أن دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز لانعقاد قمة عربية إضافة لانعقاد قمة إسلامية وقمة لمجلس التعاون الخليجي تأتي إدراكا من القيادة السعودية لخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة".

وأوضح "أن اجتماع القمة العربية الطارئ الذي تستضيفه السعودية يوم 30 من مايو (أيار) الحالي يهدف إلى التشاور والتنسيق وتبادل وجهات النظر بين القادة العرب حيال التأزم الذي تشهده منطقة الخليج أخيراً، جراء الاعتداءين اللذين وقعا على ناقلات النفط في الخليج قبالة الإمارات والاعتداء على مضخات النفط في السعودية، ودور أذرع إيران في المنطقة وتورطها في هذا الأمر، وكلها يشكِّل تهديدا خطيرا للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة".

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أعلن "أن الملك سلمان بن عبدالعزيز وجّه الدعوة لأشقائه من قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة يوم الخميس 30 مايو (أيار) الحالي، حرصاً من السعودية على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية".

موقف عربي

وتابع السفير خالد الهباس "أن القمتين تهدفان أيضا لاتخاذ موقف عربي جماعي حازم من هذه الأعمال التي تهدد وتزعزع الأمن والاستقرار الإقليمي، لتبيان الموقف العربي بلا لبس، ولإرسال رسالة لإيران ولغيرها من الدول حول تضامن الدول العربية، لأنه في نهاية المطاف أمن منطقة الخليج جزءٌ رئيسيٌّ من منظومة الأمن القومي العربي، بل على صلة وثيقة بالأمن العالمي لما لمنطقة الخليج من أهمية اقتصادية واستراتيجية".

وعن مستوى التمثيل المتوقع في القمة أوضح "الهباس" "أنه من المتوقع مشاركة عربية رفيعة المستوى من القادة والزعماء العرب، نظرا لخطورة الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، ولتزامن أكثر من قمة في السعودية. فعوامل النجاح لهذه القمة متوفرة، وأتوقع أن تكون كالقمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في الظهران السعودية العام الماضي".

وعن القرارات التي ستخرج عن القمة، قال "إنه من السابق لأوانه الحكم على هذا، فيجب أن يجتمع القادة ويتبادلون وجهات النظر، ومن ثمّ نتطلع لمعرفة النتيجة".

تهديدات طهران

وعقب تعرض السفن الإماراتية والمنشآت النفطية في السعودية لأعمال تخريبية أصدرت الجامعة العربية بيانين منفصلين أكد فيهما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على "أن هذه الأعمال الإجرامية تُمثل مساساً خطيراً بحرية وسلامة طرق التجارة والنقل البحري، ومن شأنها أن ترفع مستوى التصعيد في المنطقة".

  واعتبر أبو الغيط "التهديدات التي تتعرض لها الحدود البرية أو البحرية، أو طرق النقل والتجارة لأي دولة عربية عضو بالجامعة، مساساً غير مقبول بالأمن القومي العربي"، وأكد في هذا الصدد على "التضامن الكامل مع كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية في مواجهة أي محاولة تسعى للنيل من أمنهما أو أمن الملاحة في الخليج العربي، وكذلك مع أي إجراءات تتخذها الدولتان في هذا الإطار".

الأمين العام أكد أيضا "أن هذه الأعمال الإرهابية تنطوي على تهديد خطير لأمن المنطقة، بل وللأمن الدولي والاقتصاد العالمي الذي يتأثر باستقرار إمدادات الطاقة".

الخليج خط أحمر

من جانبه، رحب مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، بمسعى السعودية، إلى عقد قمتين "طارئتين" عربية وخليجية، لبحث الاعتداءات الإيرانية، وقال "إن القاهرة تتضامن حكومة وشعباً مع الدول الخليجية الشقيقة، في التصدي لكافة المحاولات الساعية للنيل من أمنها واستقرارها".

ورجح المصدر حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقمة العربية الطارئة، والتي تسبق قمة منظمة التعاون الإسلامي بيوم، وتستضيفها مكة.

وأوضح المصدر: "أن ما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة ومخاطر وتحديات مستمرة، يتطلب موقفا عربياً موحداً للوقوف بوجه أي محاولات لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما تدعو إليه باستمرار القاهرة".

وشدد على أن "القاهرة ترفض أي محاولة من أي دولة تهدف المساس بأمن الخليج، وهو ما تعبر عنه القاهرة خلال لقاءاتها مع القادة الأجانب في الدول الغربية"، على حد وصفه.

وتابع المصدر "هناك تنسيق عالى المستوى بين مصر وأشقائها في الخليج، بهدف مواجهة التحديات المشتركة، والعمل على الحفاظ على مقدرات الأمني القومي العربي والاستقرار الإقليمي". مشيرا إلى اللقاءات الأخيرة التي جمعت بين الرئيس المصري، وولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 15 مايو (أيار) الحالي، وكذلك مع ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي زار القاهرة لمدة 3 أيام انتهت في 14 مايو (أيار) الحالي، والتي تزامنت مع التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج العربي.

وأمس السبت، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السفير السعودي بالقاهرة، أسامة بن أحمد نقلي، وسلمه الأخير الدعوة الموجهة من العاهل السعودي للمشاركة في الدورة الرابعة عشر لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القمة.

من جانبه رأى السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، "أن انعقاد القمة لها أسباب منطقية وجوهرية، تدعو لانعقاد قمة عربية وخليجية وإسلامية، حتى يمكن فك حالة التوتر أو على الأقل معالجة القضايا بموقف عربي إسلامي خليجي موحد".

وأضاف "أن التطورات التي حدثت في المنطقة حاليا، خاصة في حالة التوتر والتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ثم عمليات تخريب السفن والتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول والدعم العسكري من جانب المحور التركي القطري الإيراني في بعض القضايا الساخنة في المنطقة إلى جانب تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن كلها تدعو إلى القمة الطارئة".

وأضاف "القمة ستسعى لمواجهة هذه التحديات من خلال موقف عربي وخليجي وإسلامي موحد، ولا شك أنه يذكرنا بالقمم التي عقدت عند تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب السلطة وحضوره للرياض".

وأشار إلى أن موضوع  صفقة القرن سيناقش في القمم الثلاث التي ستنعقد، متمنيا أن "تنفرج الأمور، وتنحصر موجة التصعيد ويتفكك المحور التركي القطري الإيراني، ويعود لرشده، خاصة أننا مقبلون على صفقة القرن التي من المقرر أن تعلن في نهاية شهر يونيو (حزيران)."

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة