Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يعاود الصعود وسط مؤشرات شح الإمدادات الأميركية

خام برنت قرب 75 دولاراً بعد انخفاض جلستين متتاليتين

يترقب المتعاملون إعلان البيانات الرسمية ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأميركية الأربعاء (أ ب)

عاودت أسعار النفط، الثلاثاء، الصعود في ظل مؤشرات شح في الإمدادات الأميركية، متأثرة بالأعاصير التي ضربت خليج المكسيك، في الوقت الذي لا يزال يطارد فيه الأسواق العالمية شبح التأثير المحتمل في الاقتصاد الصيني جراء أزمة مجموعة العقارات المثقلة بالديون "إيفرغراند". 

وجاء ارتفاع أسعار الخام بعد جلستين متتاليتين من الهبوط، وسط انخفاض الدولار أمام أغلب العملات الرئيسة وقبيل صدور بيانات المخزون الأميركي

وارتفع سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، قرب مستوي 75 دولاراً بزيادة بنسبة واحد في المئة، تعادل 71 سنتاً ليصل إلى 74.63 دولار، بعدما نزل 1.9 في المئة خلال جلسة الإثنين.

فيما زاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 61 سنتاً بنسبة 0.8 في المئة ليصل إلى 70.90 دولار للبرميل، بعد هبوط بنسبة 2.3 في المئة في الجلسة السابقة. 

إعصار "آيدا" 

وتظهر بعض المؤشرات أن جزءاً من الطاقة الإنتاجية في الولايات المتحدة في خليج المكسيك لن تتم استعادتها لعدة أشهر بسبب الأضرار التي سببها إعصار "آيدا" على الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على وصوله إلى اليابسة. 

ويعطل انقطاع التيار الكهربائي لشركة شل، أكبر منتج للنفط في الخليج الأميركي، حوالى 300 ألف برميل من الطاقة الإنتاجية اليومية، أو برميل واحد من كل ستة براميل يتم ضخها في المنطقة، ويجبر الاضطراب المصافي والمشترين الآخرين على البحث عن إمدادات بديلة، بحسب ما ذكرته "بلومبرغ إنتليجنس".

ديون "إيفرغراند" 

ولا يزال المستثمرون في مختلف الأصول المالية متأثرين بالتداعيات الناجمة عن مجموعة القارات الصينية العملاقة "إيفرغراند" المثقلة بالديون، والتهديد بهزة أوسع نطاقاً في السوق على المدى الطويل. 

وتواجه "إيفرغراند" العقارية أزمة ديون ضخمة وسط توقعات بعدم قدرتها على السداد، مما سيؤثر سلباً في القطاع العقاري وقطاعات أخرى بوجه عام في البلاد. 

وقال كبير محللي الأسواق في "أواندا" إدوارد مويا لوكالة رويترز، "مشكلات إيفرغراند تهدد التوقعات بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتجعل بعض المستثمرين يتساءلون عن توقعات النمو في الصين وما إذا كان الاستثمار هناك آمناً". 

وفي حين تضغط على الأسواق وجهة النظر هذه عن حال الاقتصاد الصيني، فمن المتوقع أيضاً أن يبدأ مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي تشديد السياسة النقدية، وهو ما من المرجح أن يجعل المستثمرين أكثر حذراً حيال الأصول مرتفعة الأخطار مثل النفط. 

"أوبك+" لا يحتاج لتغيير الاتفاق  

وقال وزير النفط الإماراتي سهيل المزروعي، الثلاثاء، إن تحالف "أوبك+" لا يحتاج إلى تغيير اتفاق الإنتاج الحالي. 

وتتناغم وجهة نظر المزروعي مع تصريحات نظيره العراقي إحسان عبدالجبار الذي قال الأحد إن السوق ستبقى متوازنة خلال الربع الأول من العام المقبل، حيث يحوم النفط حول 70 دولاراً للبرميل إذا أبقى "أوبك+" على خططه. 

وأضاف المزروعي الذي كان يتحدث في مؤتمر للغاز في دبي، "بخصوص رفع سقف إنتاج النفط في منظمة أوبك فهو قرار جماعي ولا يرتبط بقرار فردي من دولة ما". 

يذكر أن التحالف الذي يضم 23 دولة على رأسها السعودية وروسيا، وافق على إضافة 400 ألف برميل يومياً من الإنتاج شهرياً مع تعافي الاقتصاد العالمي. 

وقال مصدران من تحالف منتجي النفط "أوبك+" لوكالة رويترز إن التزام المجموعة بخفوض الإنتاج زاد إلى 116 في المئة خلال أغسطس (آب)، من 109 في المئة في يوليو (تموز). 

وقلصت أوبك الشهر الحالي توقعها للطلب العالمي على النفط خلال الربع الأخير من 2021 بسبب متحورة "دلتا"، وقالت إن مزيداً من التعافي سيتأخر جزئياً حتى العام المقبل حين يتجاوز الاستهلاك معدلات ما قبل الجائحة. 

وفي أحدث تقرير شهري لها، أعلنت منظمة "أوبك" عن رفع توقعات الطلب على النفط الخام خلال العام المقبل، بينما خفضت توقعات الطلب على النفط خلال الربع الأخير من العام الحالي بسبب متحورة "دلتا". 

وخفضت "أوبك" توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال الربع الأخير من العام الحالي بمقدار 110 آلاف برميل يومياً ليصبح الطلب 99.70 مليون برميل يومياً، وذلك بسبب تأثير متحورة "دلتا" في الأسواق. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


توقعات الاسعار

من ناحية ثانية، توقع بنك "أوف أميركا" وصول أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة في حال واجه العالم شتاء بارداً. 

وأفاد البنك في مذكرة بحثية، خلال سبتمبر (أيلول) الحالي، أن زيادة الإنتاج من السعودية وغيرها من أعضاء "أوبك+" عوض عن تحسن الطلب، فيما ذكر بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" أن الشتاء الأكثر برودة وارتفاع أسعار الغاز عالمياً قد يؤديان إلى صعود أسعار النفط بأكثر من المتوقع هذا العام، ويدفع سعر البرميل إلى 85 دولاراً خلال الربع الرابع من 2021. 

وأوضح محللو البنك في مذكرة نقلتها "رويترز" أن أزمة الغاز الطبيعي إلى جانب شتاء أكثر برودة من المعتاد في أوروبا وآسيا قد يشكلان خطراً صعودياً قدره خمسة دولارات للبرميل على توقعات "جولدمان ساكس" للسعر خلال الربع الرابع والبالغة 80 دولاراً.  

المخزونات الأميركية

ومن المنتظر أن يقوم معهد البترول الأميركي، وهو مؤسسة تمثل مصالح شركات النفط الأميركية، في وقت لاحق، الثلاثاء بالإعلان عن بيانات أولية غير رسمية لمخزونات النفط في الولايات المتحدة عن الأسبوع الماضي. 

ويترقب المتعاملون إعلان البيانات الرسمية ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأميركية في وقت لاحق من يوم الأربعاء الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش.  

ومن المتوقع أن تنخفض مخزونات الخام الأميركية لأكثر من 3 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لمسح أجرته وكالة "بلومبرغ"، مما سيقلص المخزونات إلى أدنى مستوى تم تسجيله في 2018. 

انخفاض الدولار

وتلقت أسعار النفط دعماً إيجابياً من انخفاض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.21 في المئة إلى 93.097، ويحوم الدولار دون أعلى مستوى له في شهر مقابل منافسيه، في حين يبحث المستثمرون الذين يستعدون لتعثر محتمل لشركة التطوير العقاري الصينية "إيفرغراند"، عن الأمان في "الين" و"الفرنك" السويسري. 

المزيد من البترول والغاز