Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانتخابات في واد والعراقيون في آخر

يرى مراقبون أن نسبة المشاركة ستكون أقل مقارنة بالماضية التي جرت عام 2018

تنتشر في الساحات العامة والطرق الرئيسة في بغداد ومدن العراق كلها صور وملصقات كبيرة لمرشحين من مختلف الكتل السياسية، ومستقلين في إطار حملة الانتخابات المبكرة، وبعض هؤلاء سياسيون بارزون وآخرون غير معروفين، ويعقد مرشحون تجمعات يومية بحضور وجهاء وزعماء عشائر ومؤيدين لجمع الأصوات.

لكن المزاج الشعبي مختلف عن هذه الحيوية "الصورية"، ويرى مراقبون أن نسبة المشاركة في الانتخابات المقررة في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ستكون أقل مقارنة بالماضية التي جرت العام 2018.

وذكرت إحصاءات رسمية عراقية أن نسبة المشاركة في انتخابات 2018 كانت 44.52 في المئة، واعتبرتها جهات كثيرة مبالغاً فيها.

يجلس سجاد البالغ من العمر 23 عاماً في باحة مقهى وسط بغداد، وحاله مثل كثيرين في العراق لا يبالون ويشعرون باليأس من تحسن أوضاع بلادهم عبر الانتخابات.

لا يبدو سجاد متحمساً للمشاركة في الانتخابات، معتبراً أن كل برامج المرشحين تقتصر على "وعود" لن تنفذ.

ويقول سجاد الذي حلق شعره بالكامل ويرتدي قميصاً أبيض مع وشم على ذراعه لوكالة الصحافة الفرنسية، "أرى صور مرشحين لكنني لا أعرف أسماءهم ولا برامجهم".

ويضيف الشاب الموظف في شركة بينما يجلس مع أصدقائه في مقهى بالعاصمة، "كلهم عندهم البرنامج نفسه، سنفعل كذا ونقوم بكذا وكلها مجرد وعود".

لماذا أصوّت؟

وتمثل الانتخابات التشريعية المبكرة التي حددت تحت ضغط مطالبة متظاهرين بها خلال احتجاجات أكتوبر 2019 بدلاً من موعدها في العام 2022، أحد التنازلات القليلة التي قدمتها السلطات إلى المحتجين الذين خرجوا رفضاً للفساد المستشري ونقص الخدمات العامة في العراق.

ويقول محمد (30 عاماً) الحاصل على شهادة جامعية في الاقتصاد، إنه غير مقتنع بالانتخابات، لأنها "لن تغير شيئاً".

ويسأل الشاب الذي اضطرته ظروفه الاقتصادية إلى إرجاء زواجه أكثر من مرة، "لماذا أصوّت وأنا لا أحصل حتى على أبسط الخدمات؟".

ويعاني العراق عموماً من نقص حاد في الخدمات، بينها الكهرباء التي تنقطع بشكل متكرر خلال أيام الصيف الحارق الذي تتجاوز الحرارة خلاله 50 درجة مئوية.

ويتابع، "آخر مرة تمت صيانة شوارع المنطقة التي أسكن فيها قبل 2003"، تاريخ الاجتياح الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين.

ويضيف الشاب الذي يعرف اثنين من أصل خمسة مرشحين في دائرته الانتخابية، لكنه لم يطلع على برامجهم الانتخابية، "إنها الأحزاب السياسية نفسها منذ العام 2003، الوجوه تغيرت وحسب".

ويلاحظ أن "المقترعين إما حصلوا على وظائف وإما يصوتون لأقرباء أو لأحد من عشيرتهم".

نسبة المشاركة

وترى الباحثة العراقية مارسين الشمري أن الانتخابات ستجري في أجواء من "عدم المبالاة واليأس خصوصاً بين الشباب"، وتحذر من أن "الاحتمالات تشير إلى أن النسبة ستكون أقل هذه المرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوقع الكاتب السياسي صالح العلوي "ألا تتعدى نسبة المشاركة 20 في المئة"، بسبب "رد الفعل الذي تركته الاحتجاجات الشعبية"، خصوصاً بسبب الإحباط الذي خلفته لعدم نجاحها في تحقيق أهدافها على الرغم من التضحيات التي قدمها مئات النشطاء والمحتجين الذي تعرضوا للخطف والاغتيال وسقوط قتلى ومئات الجرحى خلال المواجهات.

وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الاغتيالات والخطف، يتهم ناشطون فصائل مسلحة مدعومة من إيران بذلك، وهو ما تنفيه هذه الفصائل.

ويرفض علي أن يكون شريكاً في انتخابات يصفها بـ "الجريمة والبعيدة من الديموقراطية".

ويقول الشاب بأسف، "الانتخابات لن تكون شفافة"، مضيفاً أن "هناك سيطرة للمال السياسي والسلاح المتفلت في جميع الدوائر"، معتبراً أن "المرشح النزيه يخسر ويفوز من يحمل السلاح".

القانون والاحتمالات

ودعت مفوضية الانتخابات المستقلة نحو 25 مليون ناخب إلى المشاركة في الانتخابات المبكرة التي يتنافس فيها أكثر من 3200 مرشح للفوز بـ 329 مقعداً، هو مجموع مقاعد مجلس النواب التي خصص 25 في المئة منها للنساء.

وستجري الانتخابات بحسب قانون انتخابي جديد يعتمد دوائر انتخابية مغلقة، بحيث أصبح الترشيح لا يتطلب الانضواء في قوائم، ويمكن أن يقتصر على عدد محدود من المرشحين بحسب عدد السكان في كل دائرة.

ويرجح أن تلجأ الكتل السياسية إلى ترشيح وجهاء وشخصيات بارزة ضمن 83 دائرة انتخابية، لكن غالباً ما تتغير الحال وتتشكل تحالفات جديدة بعد إعلان النتائج، بما يشكل تغييراً للكتل السياسية تحت قبة البرلمان.

وفي ظل الأوضاع السياسية التي يعيشها العراق فمن الصعب التكهن بالحزب الذي سيتصدر الانتخابات في ظل التنافس الكبير، خصوصاً بين التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وتحالف "الفتح" الذي يمثله مرشحون مدعومون من فصائل قريبة من إيران.

المزيد من العالم العربي