Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تفاقم "بيتكوين" أزمة النفايات الإلكترونية العالمية؟

تمثل العملة المشفرة حوالى 0.11 في المئة من الإجمالي العالمي المقدر في عام 2021

أشار تقرير إلى أنه يمكن أن تُنتج "بيتكوين" ما يصل إلى 64.4 كيلو طن متري (64400 طن) من النفايات الإلكترونية في ذروة مستويات أسعار العملة المشفرة التي شوهدت أوائل 2021" (أ ف ب)

من المقرر أن تستهلك "بيتكوين" التي تحتل المرتبة الأولى في تداولات العملات المشفرة على مستوى العالم، حوالى 95.68 تيراواط ساعة (تيراواط/ ساعة، أو تريليون واط/ ساعة) بحلول نهاية العام، وفقاً لمؤشر "كامبريدج بيتكوين" لاستهلاك الكهرباء، أي ما يعادل ما تستهلكه الفيليبين، وستستهلك شبكة "بيتكوين" 91 تيراواط/ ساعة بحلول نهاية العام، وقد استهلكت بالفعل أكثر من 67 تيراواط/ ساعة المقدرة لعام 2020 بأكمله، وفقاً للتقرير الذي أوردته "بلومبيرغ".

ووجدت دراسة منفصلة أجرتها "ساينس دايركت"، بحسب "روسيا اليوم"، أن عمال مناجم "بيتكوين" يتنقلون عبر كمية متزايدة من الأجهزة قصيرة العمر والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم النمو في النفايات الإلكترونية العالمية.

وأشار تقرير "ساينس دايركت" إلى أنه يمكن أن تنتج "بيتكوين ما يصل إلى 64.4 كيلو طن متري (64400 طن) من النفايات الإلكترونية في ذروة مستويات أسعار بيتكوين التي شوهدت في أوائل عام 2021"، وتشير النفايات الإلكترونية عموماً إلى أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية المهملة.

وتمثل "بيتكوين" نحو 0.11 في المئة من الإجمالي العالمي المقدر للنفايات الإلكترونية في عام 2021، وهو 57.4 مليون طن متري، وفقاً لـ "بيانات ستاتيستا"، كنسبة مئوية من إجمالي استهلاك الكهرباء العالمي، يمثل تعدين "بيتكوين" 0.43 في المئة فقط، هذا أقل من 104 تيراواط/ ساعة التي تستخدمها الثلاجات في الولايات المتحدة وحدها، وفقاً لجامعة "كامبريدج".

74 مليون طن من النفايات الإلكترونية

وسيناقش مؤتمر وأكبر معرض تجاري دولي في أوروبا "إيه وييست وورلد"، الذي سينعقد في فرانكفورت ميسي في ألمانيا يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى الأول من ديسمبر (كانون الأول) 2021، أخطار وتحديات النفايات الإلكترونية، وجمع وفرز ومعالجة وتقليل كل أشكال النفايات الكهربائية، وتعتبر نفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والنفايات الكهربائية هي أسرع تيارات نفايات متنامية في العالم، ومع تسارعنا نحو عالم مليء بمزيد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية وظهور السيارات الكهربائية والاتجاه المستمر نحو الطاقة الخضراء الذي من المقرر أن ينمو في هذا الاتجاه.

 وسيشارك في حدث هذا العام 80 عارضاً و140 متحدثاً خبيراً من جميع أنحاء العالم خلال جلسات مؤتمر الخبراء مع 1000 شخص من المتوقع أن يشاركوا في معرض هذا العام خلال نسخته الثالثة.

وكان تقرير لمراقبة المخلفات الإلكترونية نشر على موقع المؤتمر في سبتمبر (أيلول) 2021 أشار إلى أنه تم إنتاج 53.6 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم عام 2019 وحده، وتوقع التقرير أن يصل إجمالي تلك النفايات إلى 74 مليون طن يتوقع أن نواجهها بحلول عام 2030.

استخدام "بيتكوين" للكهرباء مقارنة بالدول

الاستهلاك المقدر للكهرباء (تيراواط/ ساعة) سنوياً تمثل المنطقة المظللة في نطاق القيم الممكنة، وهذا الاستخدام الذي يقترب من نصف في المئة من إجمالي الكهرباء المستهلكة في العالم تضاعف بمقدار 10 أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية فقط.

وتستهلك عملية إنشاء "بيتكوين" للإنفاق أو التجارة حوالى 91 تيراواط/ ساعة من الكهرباء سنوياً، أي أكثر مما تستخدمه فنلندا، وهي دولة يبلغ تعداد سكانها حوالى 5.5 مليون نسمة.

وفي الأيام الأولى لعملة "بيتكوين" عندما كانت أقل شهرة وقليلة القيمة، كان بإمكان أي شخص لديه جهاز كمبيوتر التعدين بسهولة في المنزل، ولكن الحال تغير اليوم حيث تحتاج إلى آلات عالية التخصص وكثير من المال ومساحة كبيرة وقدرة تبريد كافية للحفاظ على الأجهزة التي تعمل باستمرار من السخونة الزائدة، ولهذا السبب يحدث التعدين الآن في مراكز البيانات العملاقة المملوكة لشركات أو مجموعات من الأشخاص.

وتم توحيد العمليات بدرجة كبيرة لدرجة أن سبع مجموعات تعدين فقط تمتلك الآن ما يقرب من 80 في المئة من كل طاقة الحوسبة على الشبكة، والهدف من تجميع قوة الحوسبة هو توزيع الدخل بالتساوي بحيث يحصل المشاركون على 10 دولارات في اليوم بدلاً من 50 ألف دولار كل 10 سنوات، على سبيل المثال.

التعدين ومصادر الطاقة المتجددة

ولكن ماذا لو كان من الممكن تعدين "بيتكوين" باستخدام مزيد من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح أو الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهرومائية؟

تقول "نيويورك تايمز" إنه من الصعب معرفة مقدار تعدين "بيتكوين" المدعوم من مصادر الطاقة المتجددة بسبب طبيعة هذه العملة المشفرة ذاتها، فهي عملة لامركزية ولا يعرف معدنها إلى حد كبير.

وعلى الصعيد العالمي تتراوح تقديرات استخدام "بيتكوين" لمصادر الطاقة المتجددة من حوالى 40 في المئة إلى 75 في المئة تقريباً، ولكن بشكل عام، ويقول الخبراء إن استخدام الطاقة المتجددة لتشغيل تعدين "بيتكوين" يعني أنها لن تكون متاحة لتشغيل منزل أو مصنع أو سيارة كهربائية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان عدد قليل من عمال المناجم بدأوا في تجربة تسخير فائض الغاز الطبيعي من مواقع التنقيب عن النفط والغاز، لكن مثل هذه الأمثلة لا تزال قليلة ويصعب تحديدها كمياً، وإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي هذه الممارسة في النهاية إلى مزيد من الحفر، كما ادعى عمال المناجم أنهم يستغلون فائض الطاقة الكهرومائية المتولدة خلال موسم الأمطار في أماكن مثل جنوب غربي الصين، ولكن إذا عمل هؤلاء خلال موسم الجفاف فإنهم سيعتمدون بشكل أساس على الوقود الأحفوري.

وقال الأستاذ المساعد في الاقتصاد بجامعة نيو مكسيكو بنجامين جونز، "بقدر ما يمكننا أن نقول فإن الوقود الأحفوري الأساس هو الذي لا يزال قيد الاستخدام، لكن هذا يختلف بحسب الموسم، وكذلك من بلد إلى آخر". وأضاف جونز الذي يتضمن بحثه التأثير البيئي لعملات التشفير، "هذا هو سبب حصولك على هذه التقديرات المختلفة تماماً".

طاقة أقل؟

والسؤال هو هل يمكن إعادة كتابة طريقة عمل "بيتكوين" لاستخدام طاقة أقل؟

لقد عززت بعض العملات المشفرة الثانوية الأخرى نظاماً بديلاً لمسك الدفاتر، إذ يتم كسب معاملات المعالجة ليس من خلال العمل الحسابي، ولكن من خلال إثبات ملكية عدد كاف من العملات المعدنية، وسيكون هذا أكثر كفاءة إلا أن ذلك لم يتم إثباته على نطاق واسع، ومن غير المرجح أن تترسخ مع "بيتكوين" لأنه من بين أسباب أخرى يمتلك أصحاب المصلحة في العملة المشفرة حافزاً مالياً قوياً لعدم التغيير، نظراً إلى أنهم استثمروا بالفعل كثيراً في التعدين.

ولا تزال بعض الحكومات حذرة من "بيتكوين" مثل دعاة حماية البيئة، فالحد من التعدين يمكن أن يقلل ذلك نظرياً من إجهاد الطاقة، مع التذكير أن شبكات العملات المشفرة مصممة لتوجد من دون وسطاء، في حين تفرض أماكن مثل الصين قيوداً على التعدين، لكن يقال إن عمال المناجم ينتقلون إلى كازاخستان الغنية بالفحم وشبكة تكساس الكهربائية الرخيصة لكنها مضطربة.

وفي المستقبل المنظور فمن المرجح أن يظل استهلاك "بيتكوين" للطاقة متقلباً طالما ظل سعره كذلك، وعلى الرغم من أن تعدين "بيتكوين" قد لا ينطوي على فؤوس صلبة، إلا أنه ليس تجريداً رقمياً بحتاً فهو مرتبط بالعالم المادي للوقود الأحفوري وشبكات الطاقة والانبعاثات وأزمة المناخ التي نعيشها اليوم، وبالتالي له تداعيات في العالم الحقيقي ما زالت في تزايد.

المزيد من عملات رقمية