نجحت جهود البعثة الأثرية المصرية العاملة بمعبد تل الفراعين المشهورة باسم "بوتو" بمدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ شمال العاصمة، في العثور على مجموعة من الأدوات الأثرية المستخدمة في الطقوس الدينية داخل أطلال معبد قديم يعود للأسرة الفرعونية الـ 26، ويضم عدداً من المناظر والجداريات المميزة، بعد جهود بحث متواصلة استمرت أربعة أعوام بأيد مصرية خالصة.
محتويات الكشف الأثري
يقول رئيس قطاع الآثار المصرية والفرعونية أيمن عشماوي لـ "اندبندنت عربية"، "إن هذا الكشف يضم جزءاً من عمود من الحجر الجيري في تصميم ساحر على هيئة (حتحور) معبودة الحب والجمال بوجهها الرائع، إضافة لمجموعة من المباخر المقدسة المصنوعة من مادي الفيانس"، لافتا إلى "أن إحدى تلك المباخر تحمل رأس المعبود حورس".
وأضاف عشماوي "أن المكتشفات ضمت كرسياً صغيراً لولادة الأميرات، وحامل قرابين بحجم كبير، وبقايا قشور ذهبية استخدمت في تذهيب بعض القطع الأثرية".
وأشار إلى "أن البعثة الأثرية اكتشفت مجموعة من المناظر المصورة على العاج لسيدات يحملن القرابين، وهي مشاهد تصور الحياة اليومية لأفراس الدلتا وكذلك عدد من النباتات والطيور والحيوانات، إضافة إلى لوحة ملكية لملك يؤدي الطقوس الدينية بمعبد بوتو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بئر وحمام بطلمي
وفي سياق ذي صلة، أوضح مدير البعثة الأثرية صاحبة الاكتشافات حسام غنيم في تصريح خاص، "أنه جرى العثور على بئر ماء كانت مخصصة للطقوس الدينية للكهنة والأمراء والملوك، وبجانبها حمام بطلمي مبني من الطوب الأحمر يتكون من صالة بانيو وحوض للمياه وركن لتسخينها".
وأشار إلى أن "ما يعكس عظمة تصميم الحمام المكتشف أنه يخضع لدورة مائية على أعلى مستوى سواء لدخول المياه الجديدة أو لصرفها"، لافتاً إلى "أن أرضية الحمام عليها طبقة من البلاط التي تحتاج إلى الترميم".
أهمية الكشف الأثري
وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية مصطفى وزيري في بيان صادر عن الوزارة، "أن هذا الكشف يوضح تفاصيل الطقوس الدينية في مصر القديمة، واهتمام المصري القديم البالغ بالحياة الروحية التي خصص لها أفضل ما يملك لتعظيمها في المقابر والمعابد".
وأضاف، "تحليل السيناريو الكشفي يرجح أن تلك الأدوات وضعت بشكل سريع أسفل مجموعة من الكتل الحجرية المرصوصة بشكل منتظم أعلى تلة من الرمل في جنوب معبد المعبودة واجيت بتل الفراعين بوتو من قبل عدد من الكهنة"، مؤكداً "أن تلك الاكتشافات ستحظى بدراسات عميقة وتفصيلية قبل عرضها في المتاحف المصرية، كما ستشهد الجداريات عمليات ترميم دقيقة لتعرض في أفضل وضع".