Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تشعل العملات الرقمية الأنشطة المالية في العالم؟

ارتفاع جاذبية التعاملات وإطلاق التشريعات للتداول في اقتصاديات الدول

أطلق السلفادور المحفظة الوطنية "شيفو"، وتسابق المواطنون للاستفادة من مكافأة قدرها 30 دولارا توضع في حساب كل شخص تحفيزا له لاستخدام "بيتكوين" (رويترز)

بغض النظر عن اختلاف الأنظمة السياسة والاقتصادية، وخلال وقت متقارب جداً، اتخذت كوبا والسلفادور وأوكرانيا وسويسرا خطوات جديدة تتعلق باللحاق بالاقتصاد المشفر. فأصدرت هافانا وكييف قوانين لتنظيم التعامل بالعملات الرقمية، وافتتحت برن البورصة الأولى للأصول الرقمية في العالم، إلا أن السلفادور هي الوحيدة التي شهدت تظاهرات ضد اعتماد "بيتكوين" عملة رسمية، لتحترق في مسيرات غاضبة ماكينات صرف العملة الرقمية الأغلى في العالم.

العملات الرقمية

 في اليوم الأخير من أغسطس (آب) الماضي، أعلنت حكومة هافانا أنها ستعترف بالعملات الرقمية، وسيتولى البنك المركزي وضع القواعد اللازمة. وفي هدوء، دخل القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية حيز التنفيذ "لتنظيم وترخيص استخدام أصول افتراضية معينة في المعاملات المتعلقة بالأنشطة المالية والتبادل والتحصيل أو الدفع إلى أو من الأراضي الكوبية، لأسباب تتعلق بالمصالح الاجتماعية والاقتصادية".

ويجيء ذلك بعد أن اكتسبت العملات الرقمية شعبية كبيرة في كوبا، بخاصة "بيتكوين"، وأصبحت تستخدم على نطاق واسع، بسبب الشباب الماهر في التكنولوجيا، وكذلك لصعوبة الحصول على الدولار الأميركي نتيجة العقوبات المشددة التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على كوبا، التي تضافرت مع تأثير أزمة كورونا العالمية، لينخفض الناتج المحلي الإجمالي لكوبا بنسبة 11 في المئة. ويعد هذا القرار غير مفاجئ، إذ كان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أعلن قبل فترة أن حكومته كانت تدرس إمكانية استخدام العملات المشفرة.

استخدام "بيتكوين"

وفي الثامن من سبتمبر (أيلول)، أقر البرلمان الأوكراني قانوناً ينظم ويشرع استخدام "بيتكوين" بأغلبية 276 صوتاً ضد ستة أصوات. وبهذا يتوقع أن تصبح إحدى نقاط الجذب للمعدنين على مستوى العالم، حيث تمتلك أوكرانيا 15 مفاعلاً نووياً تولد نصف احتياجاتها من الطاقة.

وتمتدح وسائل الإعلام الأوروبية تلك الخطوة، لأن كييف التي تعتمد بشكل كبير على روسيا في الوقود المخصب، تحاول تقليل اعتمادها على موسكو من طريق شراء الوقود النووي من شركة "ويستينغهاوس" الأميركية، وسيؤدي انتهاج سياسة تنويع مصادر الطاقة إلى جانب استراتيجية قومية للتعدين وبناء احتياطي وطني من "بيتكوين" إلى تراجع تأثير روسيا على أوكرانيا.

البورصة الأولى

وفي 10 سبتمبر الجاري، وفي واحدة من أقوى وأقدم النظم المالية في العالم، حصلت بورصة "أس آي إكس" على موافقة هيئة السوق السويسرية لإطلاق البورصة الأولى للأصول المشفرة في العالم، التي تسمى اختصاراً "أس دي إكس"، لتكون نواة لإطلاق شبكة عالمية لتداول الأصول الرقمية التي تعتمد على تقنية "البلوك تشين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول موقع "أس دي إكس" على الإنترنت، "لقد وضعنا البنية التحتية للسوق الرقمية المشفرة الأولى في العالم، بأعلى المعايير السويسرية للرقابة والتنظيم، والاحتمالات، للتجارة والتبادل والتخزين في مكان واحد. وبهذه الخطوة تسعى سويسرا للحفاظ على مكانتها كعاصمة آمنة لأموال العالم. وقال توماس زيب رئيس البورصات العالمي وعضو المجلس التنفيذي في "أس آي إكس"، "تستمر عملية التحول الرقمي للأسواق في العالم على قدم وساق، وبينما لا يزال الشكل النهائي للسوق يتطور فإن أس آي إكس ستعمل على تشكيل الأسواق للمستقبل".

وجرت كل هذه التحولات بهدوء، إلا أن الأسبوع الماضي شهد تظاهرات عارمة في السلفادور، الدولة التي تجرأت على أن تكون الأولى في أميركا اللاتينية والعالم التي تعتمد "بيتكوين" عملة رسمية، على الرغم من تقلب سعرها الشديد، وذلك في سعيها للاستغناء عن الدولار، إذ لا يوجد لدى السلفادور عملة وطنية.

احتجاجات

وفي العاصمة سان سلفادور، خرج المتظاهرون احتجاجاً على ما يبدو أنه رفض لعملة "بيتكوين"، وبعد أن أطلقت حكومة السلفادور المحفظة الوطنية "شيفو"، شابت الطرح أخطاء في النظام وفترات انقطاع متكررة في الخدمة أو الاتصال تسبب فيها جزئياً تسابق السلفادوريين على الاستفادة من مكافأة قدرها 30 دولاراً توضع في حساب كل شخص تحفيزاً له على استخدام "بيتكوين".

إلا أن ماكينات السحب والإيداع كانت متعطلة معظم الأوقات خلال الأسبوع الماضي كله. وبعد نفاد الصبر، خرجت جموع الغاضبين لتدمير وحرق ماكينات "شيفو"، وعلى الرغم من الفقر الشديد في السلفادور، إلا أن المتظاهرين رفعوا لافتات ترفض العملة المشفرة لارتباطها بغسيل الأموال، وقالوا لوسائل الإعلام، إن المسيرة تعبر عن انتهاكات الحكومة للدستور، وإنها جاءت للدفاع عن الديمقراطية، مطالبين باستقلال القضاء، في ما يبدو أنه مؤشر إلى أن البنية التحتية أهم من النوايا الطيبة والأفكار الثورية في التحول للاقتصاد الرقمي.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية