Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المخرج محمود كامل: مسلسل شقة 6 نقلة غير تقليدية في عالم الرعب

وصف منى زكي بـ"الممثلة المحترفة" ولهذه الأسباب اختار روبي

المخرج المصري محمود كامل  (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – الصفحة الرسمية للفنان على فيسبوك)

مسلسل "شقة 6" للنجمة روبي والمخرج محمود كامل تناول فكرة الرعب النفسي بنجاح كبير، وأصبح حديث الجمهور في الفترة الماضية، لا سيما أنه خرج تماماً عن نطاق التقليدية في معالجة أعمال الرعب، وقدّمه كامل بشكل غير متوقع.

 وتحدث محمود كامل، عن تفاصيل المسلسل والعمل مع روبي ورأيه في أعمال الرعب، وكذلك تعاونه مع منى زكي في فيلم "الصندوق الأسود" وطرحه في ذروة أزمة كورونا. وكشف كامل عن أزمة الاقتباس والتقليدية في بعض الأعمال، وسيطرة الأفكار التي تتناول الغيبيات وما وراء الطبيعة على مواضيع السينما والدراما حالياً.

بداية الشقة

في البداية، تطرّق محمود كامل إلى بداية مشروع مسلسل "شقة 6" وسرّ قبوله له ووجهة النظر التي قدمها.

"قبل مسلسل شقة 6، عُرضت عليّ أعمال كثيرة فيها قدر من الرعب، لكنها تقليدية جداً ولم أجد نفسي فيها لذلك رفضتها، وعندما وجدت موضوع شقة 6 وعُرضت عليّ فكرته، وجدته عملاً فيه اختلاف عن المعتاد وفيه نقلة جديدة في عالم الرعب، وأنا عموماً أحب أن أقدّم أعمالاً فيها تطور، فكلما نطرح أعمالاً مختلفة، نسهم في تطور الدراما وكسر القوالب التقليدية المملة. ومسلسل شقة 6 يمكن أن نطلق عليه مسلسل رعب، له علاقة بالغيبيات والروح والتأمل والـ"ماورائيات" وما لا نراه، وله علاقة قوية جداً بفكرة الإيمان بما نؤمن به ولا نراه، وله علاقة أيضاً بالطاقة والتطور، ويتضمّن ما يمكن أن نطلق عليه صفة روحاني أو سريالي، ويشبه بشكل ما مسلسل ’زودياك‘ الذي تناول الغيبيات ولعنة الفراعنة والسحر. وتستهويني جداً الفانتازيا والخيال واللامتوقع في الفن من ناحية، ويستهويني أيضاً العكس، أي الفن الواقعي جداً مثل فيلم ’بنات ثانوي‘. والفن بشكل عام بالنسبة لي مرتبط بالجرأة والتطور، والمخرج الجيد لا بد من أن لا يكون متوقعاً ويقدّم أفكاراً خارج الصندوق ويغامر ويجدد".

اختيار روبي

وأوضح كامل لماذا اختار روبي في دور "إنجي" كبطلة للعمل، وهي صحافية شابة تسكن في بيت جديد بعد وفاة والدها، وهناك ترى أشباحاً وتعثر على عدد من الجثث في الشقة وسط جيران غريبي الأطوار ومثيرين للقلق، مثل عم ماهر - صلاح عبد الله، والمجذوبة صباح - سما إبراهيم، والسمسار الجشع - محمود البزاوي.

اختيار روبي في دور "إنجي" كان دقيقاً جداً لأن الشخصية حساسة، وقال كامل "روبي وجه مصري فرعوني وهي محبوبة والناس تشعر أنها تشبههم ومثل ابنتهم أو أختهم، وهذا جزء من نجاح الممثل حتى يتعاطف المشاهد معه ويصدقه، ويكون معه في رحلة المصاعب التي يخوضها، وهذا حدث بالفعل، فتعاطف الناس مع إنجي وأحبوها وتوحّدوا مع مخاوفها".

مقارنة حتمية

المقارنة بين مسلسل "شقة 6" وأعمال رعب مثل "ما وراء الطبيعة" أمر حدث بالفعل، وأبدى محمود كامل رأيه في هذا الموضوع، قائلاً: "من الطبيعي جداً أن تتم المقارنة لأنها أعمال تشبه بعضها وتتحدث عما وراء الطبيعة، وكل يُقدّم هو خطوة لما قبله ونبني عليها، فمثلاً عندما طرحنا مسلسل زودياك، كان مسلسل رعب أردني عن مجموعة شباب في مغامرة مخيفة، ولهذا بني المسلسل على ما سبقه، وهذا جيد لأننا نفتح الطريق للآخرين. وعندما أخرجتُ فيلم ’أدرينالين‘ بعده قدّم الناس أعمالاً مشابهة وتثير الخوف. وأحب أن أوضح أن مسلسل شقة 6 يبدو أنه رعب، لكنه يتحدث عن الحب ولن نكتشف ذلك إلا في النهاية، وأنا دائما أحب أن أقدّم هدفاً وفكرة خاصة لكل عمل، تُكتشف في النهاية".

الرعب اتجاه إجباري

الاتجاه نحو أعمال الرعب وغير المنطقية والروحانية والماورائيات هل هو تأثر بالعالم الغربي أم تناول مواضيع جديدة وبعد عن التقليدية لكسب الجمهور الجديد؟ أجاب كامل: "أعتقد أن الأمرين صحيحان، فالاتجاه إلى الرعب والغيبيات تأثر بالتطور الخارجي للعالم، إضافة إلى محاولة كسر الروتين العربي في المواضيع، وسبب ذلك أيضاً التطور الذي حدث في التكنولوجيا واختلاف وسائل التلقي، بعيداً من التلفزيون والفضائيات وظهور منصات إلكترونية وتطور في التكنولوجيا، وزادت قدرة المشاهد على اختيار الوقت الذي يشاهد فيه العمل، وهذا وفرته المنصات التي ترتبط أيضاً بعرض أعمال من كل العالم ولا تقتصر على المحلية، لذلك كان لا بد من تقديم أعمال قادرة على مخاطبة الجميع وجمهور الشباب، الذي يريد مشاهدة أعمال مختلفة وبعيدة من أعمال الخيانة والحب. ولكن بشكل عام، أنا أحب أن أقدم أعمالاً خارج الصندوق، وفي الوقت ذاته مرتبطة بثقافتنا العربية والشرقية والمصرية، ومتصلة بالجن والسحر والحسد وبعض تفاصيلنا. ونحن نملك الكثير من التفاصيل التي يمكن أن نطرحها بمستوى ينافس الفن العالمي، فليس لدينا نقص في المواضيع ولا في الكوادر الفنية على المستويات كافة، ولكن ينقصنا التنظيم والترتيب وضبط الأمور، والاستعراض سهل بالتكنولوجيا والغرافيك، ولكني أفضل تقديم مواضيع حقيقية تُحدث صدى وليس مجرد ترند يذهب بمجرد انتهاء عرضه".

أجزاء ثانية

ترددت أخبار أن كامل بصدد طرح أجزاء جديدة من أعمال قدّمها سواء في السينما والدراما مثل مسلسل "زودياك" و"السهام المارقة"، فقال عن هذه النقطة: "طبعاً لن أقدّم أجزاء جديدة من كل هذه الأعمال على الرغم من أن الناس يطالبونني دائماً بأجزاء ثانية من بعض أعمالي، مثل بنات ثانوي والصندوق الأسود والسهام المارقة وزودياك. وطوال الوقت أقول ليس من الضروري تقديم أجزاء ثانية ولكن يمكن تقديم أعمال جديدة، فأنا ضد استثمار نجاح الجزء الأول من الفيلم أو العمل في أجزاء جديدة، وطالما ليس هناك جديد في الجزء الثاني فلا داعي أبداً لتقديمه. ويجوز أن هناك تجارب في هوليوود رائعة للأجزاء الثانية والثالثة وأعمالاً تحمل سلسلة من الأفلام، ولكن في كل جزء لا بد من أن يكون هناك جديد مبهر حتى يتم الحفاظ على المتعة والإقبال والنجاح والجودة في الوقت ذاته. في مصر، هناك صعوبة في تحقيق ذلك، إضافة إلى صعوبة جمع النجوم الذين ينجحون في جزء من الفيلم أو المسلسل، وربما لا يرغبون بالمشاركة في أجزاء أخرى، وهنا تحدث مشكلة كبيرة تهدد المشروع برمّته. ومفروض عليّ مشروع الجزء الثاني والثالث من زودياك وهو من إنتاج عالمي، وكان الاتفاق منذ البداية أنه 3 أجزاء وتمت كتابته على هذا الأساس، وكذلك فيلم الصندوق الأسود حتى الآن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رمضان والترند

معظم أعمال محمود كامل الدرامية يُعرض خارج سباق رمضان، فهل هذا يؤثر في نجاح أعماله أو تقديرها؟ سؤال أجاب عنه بالقول: "أنا غير مهموم بالعرض الرمضاني ولا الترند ولا نسبة المشاهدات والإيرادات أو توقيت العرض،  يهمني فقط المحتوى وتقديم فكرة وليس اللهث وراء الأرقام.

وللأسف نحن في أزمة اسمها الأرقام تكتشفها مثلاً في السينما عندما تسأل شخصاً: هل الفيلم جيد؟ فيجيبك أنه حقق إيرادات كبيرة... وهذه معادلة مرعبة لأن معيار الجودة لا يُقاس بالأرقام وتحوّل الفن إلى بورصة كارثة في كل الأحوال، فهناك أعمال نجحت في شباك التذاكر ولم يسمع أحد عنها بعد ذلك، وهناك العكس إذ توجد أعمال خالدة لم تكسر حاجز الإيرادات.

وأيضاً مسألة الأجور بين النجوم ومن يأخذ أجراً أكبر من الآخر والصراع حول هذه الأمور، وأنا عموماً همي الأساسي ليس الرقم والأجر ولكن القيمة والمعنى في العمل فقط. ويزعجني ربط الأرقام بالنجومية وتقييم الفنان، وهذا خطاً كبير، فلا بد من أن يكون ممثلاً وهذا أهم بكثير من كلمة نجم، لأن النجم هو مسمّى تجاري بحت وهناك فرق بين الموهبة والتمثيل، وبين النجم الذي يستطيع تحقيق إيرادات، وهناك حالات قليلة تحقق منظومة النجم الممثل في الوقت ذاته، مثل الفنانين أحمد زكي وعادل إمام.

وهناك أزمة فعلية بين أن يكون هناك ممثل يستطيع أن يكون نجماً أو أن يكون النجم ممثلاً قوياً".

الصندوق الأسود

تحدث محمود كامل عن فيلم "الصندوق الأسود" وعودته به بعد غياب كما وصف البعض، وقال: "لم أغِب أصلاً عن الساحة الفنية ولا أعرف لماذا شعر الناس بذلك وقالوا عدتُ بالفيلم بعد غياب، فلم أكُن مختفياً وكنت أقدم أفلاماً في أميركا، ولهذا أحب أن أوضح أني لم أتوقف أبداً، فقدمت مسلسلَي زودياك والسهام المارقة، ثم طرحت فيلمَي بنات ثانوي والصندوق الأسود، والأخير عملت على إنجازه لمدة عام ونصف العام وتحدثت في فكرته مع أستاذ غابي خوري المنتج على الرغم من أننا كنّا نحضر لعمل آخر، ولكننا بدأنا بالصندوق الأسود وعرضته على منى زكي ثم محمد فراج ومصطفى خاطر، ووافقوا منذ البداية وأُنجز المشروع بنجاح.

وعُرض الفيلم وسط وباء كورونا، ولكن كان هناك تفاؤل أن الأزمة الصحية ستنتهي وأنه لا موجة ثانية، إذ سينحسر الوضع وتعود السينما إلى طبيعتها. وللأسف لم تأتِ الرياح بما تشتهي السفن، ولم تحصل الأمور كما كان متوقعاً، ولكن الحمد لله أن الفيلم نجح جماهيرياً ونقدياً في ظل أزمة عصيبة دمرت أعمالاً ضخمة جداً في العالم كله".

التعاون مع منى زكي

وبالنسبة إلى التعاون مع منى زكي وقبولها بطولة "الصندوق الأسود"، قال كامل: "هي ممثلة عظيمة ومحترفة وقوية ومريحة جداً في التعاون، وكنتُ أحبها جداً منذ أيام مشاركتها في مسلسل ’زيزينيا‘، وتمنيتُ العمل معها منذ بداية حلمي بالسينما، وعندما جاءت الفرصة تحقق الحلم وتم المشروع وهي كانت على أعلى مستوى من الاحترافية والتمثيل والإحساس بكل تفاصيل الدور، كما سعدتُ بكل الأبطال مثل محمد فراج ومصطفى خاطر وشريف سلامة، وكان العمل معهم بحق رائعاً ومثمراً".

عمار

قدّم محمود كامل فيلم رعب بعنوان "عمار" يحكي عن بيت مسكون بالأرواح الشريرة، يتسبب في تحوّل رب أسرة إلى قاتل يهدد حياة أولاده، وعن تشبيه الفيلم بأفلام عالمية وعربية تحدثت عن البيوت المسكونة، أجاب: "هناك الكثير من المواضيع التي تناولت حكايات البيوت المسكونة، وهذا مأخوذ من ثقافتنا، وفي العالم كله توجد حكايات كثيرة عن البيوت المسكونة، ولا بد من أن نستوعب أن التيمات والأفكار طبيعي أن تتكرر في السينما العربية والعالمية، وهذا يحدث طوال الوقت، ولكن تُطرح بشكل جديد قطعاً، فمثلاً هناك فيلم لدنزل واشنطن ورامي مالك بعنوان "The Little Things".

وهذا الفيلم شبهوه بفيلم "seven"، وهو يدور حول ضابطين يتعقبان قاتلاً متسلسلاً يعاني من مرض نفسي، لهذا فليس أي تيمة قاتل متسلسل أو رعب أو اقتحام بيوت تعني أنها مقتبسة من أفلام أجنبية، وأنا عموماً لا أحب الاقتباس من أفلام أجنبية، والواقع مليء بالمواضيع والغرائب والأفكار والتفاصيل، وهناك حكايات وأحداث غير منطقية إذا قدّمناها على الشاشة سيتهموننا بالجنون، مثل الأب الذي ذبح ابنه لمجرد أن له سلوكاً مبالغاً فيه، أو الرجل الذي قتل أولاده ونفسه لأنه خسر أمواله في البورصة، وأنا أبحث عن مواضيع غريبة وواقعية، وأحاول أن أبحث بشكل فني عن الأسباب... وإذا قدّمناها يكون فيها شيء مهم، وهنا قد نتعرض رغماً عنا لتساؤل مزمن واتهام مباشر يدور حول سؤال واحد وهو: هل الفن هو الذي يصدّر العنف والمشكلات  للواقع؟ أم الواقع هو الذي نستقي منه العنف؟ وهذا موضوع شائك جداً".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون