Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يفوز بالمنافسة المشتعلة على سوق التحويلات المالية الرقمية؟

مع تزايد انضمام العملات المشفرة لمعيار "أيزو 20022" لتبادل البيانات الإلكترونية

يتميز معيار "أيزو 20022" بالمرونة مع تطور التقنيات المتاحة حالياً (رويترز)

انضمّت عملتا "أكس آر بي" من "ريبل"، وعملة "ستيلار" من "آي بي أم"، إلى معيار "أيزو 20022"، الخاص بتبادل البيانات الإلكترونية بين المؤسسات المالية العالمية. ويحدد هذا المعيار الدولي شروط وضوابط البيانات التي يتم تحوليها خلال دفع وتداول الأوراق المالية والتسوية المالية وبطاقات الائتمان والخصم والمعاملات الأخرى، التي تمر عبر الشبكات المالية العالمية. ومن المنظمات التي انضمت لهذا المعيار "سويفت" و"فيزا"، والرابطة الدولية للمقايضات والمشتقات، وبروتوكول تبادل المعلومات المالية "فيكس"، ومؤسسة الودائع والمقاصة في الولايات المتحدة. وبغض النظر عن أن انضمام "ريبل" و"ستيلار" إلى هذا المعيار يعني أنهما ستصبحان عملتين أساسيتين في المدفوعات والخدمات المالية والتجارية العالمية، بينما ستصبح "بيتكوين" هي الذهب الرقمي أكثر من أنها عملة، حتى بات السؤال الآن: من يفوز بالمنافسة المشتعلة على سوق التحويلات المالية الرقمية في العالم؟

معيار 20022

وتعتبر بروتوكولات الدفع المستخدمة في مناطق واسعة من العالم حالياً مجزّأة ومقيدة إلى حد كبير، لأن الدول والشبكات المالية تتبع معايير مختلفة، بالتالي ينتج عن هذه الشبكات المغلقة التي لا تتحدث إلا مع بعضها البعض عدم انتظام في البيانات، ومدفوعات غير شفافة تتطلب تدخلاً يدوياً عالياً، ما يؤدي لتجربة دفع وتحويل سيئة. ولهذا أنشأت منظمة المعايير العالمية "أيزو" معيار 20022 لتحديث البنى التحتية في العالم وتحسين تجربة العملاء، وتم اعتماد هذا المعيار في 70 دولة فقط حتى الآن، لكن يتوقع أن تتم 87 في المئة من التحويلات العالمية بهذا المعيار بحلول 2023.

وستساعد اللغة المشتركة لهذا المعيار القياسي البنوك والمؤسسات المالية والأنظمة على القيام بمعالجة شاملة ومباشرة ومنظمة للبيانات، ما يجعله عنصراً أساسياً للتشغيل البيني الفعال بين كل المؤسسات المالية في العالم، لأنه بالتزام شبكات التحويل بالقواعد والبروتوكولات نفسها، فإن المعالجة المباشرة للمعلومات ستتحسن بشكل كبير، بالتالي ستقل الأخطاء، كما يعد الوصول إلى مستويات عالية جداً من الدقة في المعالجة المباشرة للمعلومات مثل المدفوعات من آلة إلى آلة وإنترنت الأشياء وسلاسل التوريد الذكية، شرطاً أساسياً لنضوج الاقتصاد الرقمي العالمي، واستفادة المجتمع والتجارة العالمية، كما أنه من متطلبات زيادة الشمول المالي، وهذا لأن كل هذه النماذج تحتاج إلى معاملات فورية وموثوقة للغاية وذات حجم كبير لتكون فعالة، و"أيزو 20022" يعد أمراً بالغ الأهمية في تحقيق ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع تطور التقنيات المتاحة حالياً، يتميز معيار 20022 بالمرونة. ففي حالة تعطل جزء من النظام، يمكن استخدام البيانات الموحدة نفسها لإعادة توجيه المعاملات بكفاءة. وستفرض كل هذه العوامل والمعايير قدراً أكبر من المنافسة والابتكار في هذه الصناعة، ما يطرح سؤالاً هاماً، هو من الذي يتوقع فوزه في هذه المعركة؟ لأنه إن كان الفائز من "ريبل" أو "آي بي أن" فإن ذلك يعني أرباحاً كبيرة لمن يملك العملتين اللتين ترتفع أسعارهما يوماً بعد الآخر.

التلغراف والهاتف

وقال سمير رؤوف، المحلل المالي، "كما لم يكن التلغراف منافساً للهاتف، بالمثل، فإن (سويفت) ليست منافسة لتقنية (البلوك تشين) من شركتي (ريبل) و(آي بي أم)، فهما خدمتان مبنيتان على تقنيات مختلفة منذ البداية، وتتمتعان بالتوافق السهل والمدمج أساساً في تصميمهما مع معيار 20022، بينما تم إنشاء سويفت عام 1974 كنظام دولي، لكنه في جوهره مجرد منصة مراسلة تستخدمها البنوك لإرسال الأموال. ومع انتقال المدفوعات على طول شبكة (سويفت)، يأخذ كل جزء في الشبكة رسومه. وعلى الرغم من أن (سويفت) كانت شبكة ثورية يوماً ما، لكن مع التطور التكنولوجي والمتطلبات الجديدة للتحويلات المالية أصبح اسمها مرادفاً للرسوم المرتفعة والتعتيم، لكنها تحاول التخلص من هذه المشكلات عن طريق نشر استخدام (جي بي آي) أو مبادرة إبداع المدفوعات العالمية".

أضاف رؤوف، "أعلنت (سويفت) أيضاً أنها ستطبق معيار أيزو 20022 للمدفوعات بشكل شامل، بدءاً من نهاية عام 2022، ما يمدد التاريخ المعلن سابقاً لمدة عام واحد، بحيث يمكن للبنوك اعتماد المعيار الجديد بالسرعة التي تناسبها، وخفض إجمالي تكاليف الصناعة. وهذا يعني أنه يمكن للمؤسسات المالية الحفاظ على المعايير الحالية والتخطيط للتغيير بسرعتها الخاصة بما يتماشى مع أولويات الابتكار الخاصة بها، وهذا يعني أن (سويفت) بداية، لم تخرج من السوق".

وتابع رؤوف، "بالنسبة للتقنيات الأحدث، فإن شركة (ريبل) هي المزود بالخدمة، وعملتها (أكس آر بي) هي التقنية، وبالمثل فإن (آي بي أم) هي المزود بالخدمة و(ستيلار) هي التكنولوجيا، وتمتلك كل منهما نقاطاً في صالحها في هذا السباق. وأبرز النقاط لصالح (آي بي أم)، التي انضمت لتوها إلى معركة المدفوعات العالمية، هي تفوقها في الحواسيب المركزية وأنها توفر الأجهزة والبرامج للعديد من المؤسسات المالية، ما يجعل العملية مجرد تركيب وتشغيل، علاوة على سهولة فائقة في واجهة التشغيل".

عملية تحويل

وأوضح رؤوف أنه "في المقابل، لاستخدام (ريبل) في تحويل الأموال النقدية يجب أن تكون هناك عملية تحويل من وإلى العملات الرقمية على الجانبين، وقد يمثل هذا صداعاً في بعض الأحيان، ما يحد فرص انتشارها، لكن تقنيتها لا تتطلب سوى ثوانٍ معدودة لتبادل المعلومات بسرعة ودقة وثراء، ما يؤدي إلى زيادة تأكيد الدفع وتقليل مشكلات التسوية".

وحول الفائز المنتظر في هذه المعركة، قال سمير رؤوف، إنه يميل شخصياً إلى القول إن "المعركة ما زالت مبكرة على حسم الفائز، إذ لدى (سويفت) ميزة امتلاك الشبكة الأكبر التي تضم 11 ألف بنك مع سعيها للتطوير، بينما لا يتطلب الاستثمار مبلغاً كبيراً لاستخدام تقنية (ريبل)، في الوقت نفسه أميل في اعتقادي الشخصي أنه مع استمرار التطور في سوق التحويلات المالية ستكون لدى (آي بي أم) الحصة الكبرى لتفوقها على الصعيد التقني، لكن هذا الأمر يتطلب بعض الوقت، كما أنه يعتمد على مسألة التسويق إلى حد ما".

وتابع، "وقد يتغير وجه السوق تماماً إذا تشكلت تحالفات في السوق مثلاً بين (آي بي أم) و(مايكروسوفت) في هذا المجال، فقد يستحوذان على 50 في المئة من السوق بسهولة، لتفوقهما في التعاون مع (سيسكو)، وإذا دخلت شركات أخرى في هذا الجانب مثل (هواوي) قد تتغير المعادلة. السوق ما زالت تتشكل، لكن سيتحدد وجهها الجديد قريباً جداً خلال سنوات قليلة، لكن في الوقت نفسه الاحتمالات كبيرة جداً".

اقرأ المزيد