Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تستعد لاستقبال أسراب الطيور المهاجرة

يمر بها سنوياً نحو 350 نوعاً مختلفاً من أوروبا وآسيا إلى أفريقيا

نجاح رحلة الطيور المهاجرة وتأمين طريقها من أبرز وسائل الحفاظ عليها من الانقراض (وزارة البيئة المصرية)

رحلات طويلة وممتدة تقطعها أسراب الطيور المهاجرة كل عام مع بدايات الخريف من أوروبا وآسيا حيث الطقس البارد إلى جنوب أفريقيا مروراً بمصر التي تُعتبر ثاني أهم ممر لهجرة الطيور في العالم.

ويُعدّ نجاح رحلة الطيور منذ بداية انطلاقها وحتى عودتها مع بدايات موسم الربيع، أحد وسائل الحفاظ عليها وعلى التنوع البيولوجي، فخلالها تتعرض لمخاطر متنوعة، بعضها بفعل الطبيعة مثل العواصف والأعاصير والأمطار وكثير منها بفعل الإنسان مثل الصيد والتسمم بالكيماويات وعدم الحفاظ على البيئة، بخاصة في المناطق التي تتخذها محطات رئيسة خلال رحلتها. ومن هنا، فإن الدول التي تمر بها يتعين عليها اتخاذ الإجراءات كافة التي تضمن سلامتها وتوفر لها الحماية والتي اعتمدت مصر مجموعة منها، بينها تطوير ورفع كفاءة المحميات الطبيعية والمناطق التي تستقبل الأفواج المهاجرة سنوياً، مثل منطقة جنوب سيناء، كما أُغلقت طواحين الهواء الموجودة في طريقها حتى لا تسبب لها الأذى.

رصد أولى أسراب الطيور المهاجرة

أعلنت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، في بيان صحافي، رصد منطقة محميات سيناء لأولى أسراب الطيور المهاجرة خلال هذا الموسم، إذ شوهدت مجموعات كبيرة من طائر اللقلق الأبيض في مناطق محمية رأس محمد وبحيرات الأكسدة بمدينة شرم الشيخ، التي تتخذها الطيور محطة لها، خصوصاً مع الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر لتطويرها وتأهيلها. وأوضحت أن استمرار هبوط اللقلق الأبيض في محميات جنوب سيناء يؤكد سلامة النظام البيئي ونجاح جهود الوزارة في تطوير المحميات والحفاظ على تنوعها البيولوجي ومواردها الطبيعية ووفاء مصر بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية المعنية في هذا الشأن.

أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة

تمر بمصر أعداد كبيرة وأنواع مختلفة من الطيور المهاجرة، بعضها نادر ويتعين اتخاذ الإجراءات كافة للحفاظ عليه. يقول أسامة الجبالي، مدير مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة لـ"اندبندنت عربية"، "تُعدّ مصر من أهم مسارات الطيور المهاجرة في العالم لموقعها المتوسط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويمر عليها سنوياً نحو 500 مليون طائر في موسم الهجرة تنقسم إلى 350 نوعاً مختلفاً، تشكّل الحوامة منها 37 نوعاً، وأبرزها طائر اللقلق والنسور والصقور والعقبان ومنها أنواع مهددة بالانقراض". ويشير إلى أن "الطيور الحوامة هي التي تقوم بارتقاء تيارات الهواء الساخنة حتى ترتفع وتحلق من دون رفرفة أجنحتها، فتقطع مسافات طويلة من دون بذل أي مجهود خلال رحلتها الممتدة".

إجراءات متعددة لتأمين الطيور

يوضح الجبالي أن "الطيور تواجه خلال رحلتها مخاطر متعددة يمكن إبراز أهمها في خطوط نقل الكهرباء والصيد والمخلفات والتسمم بالمبيدات الحشرية، ومن هنا فإنه لا بد من وجود منظومة متكاملة تتعاون من خلالها  المؤسسات الحكومية والأهلية لحمايتها خلال رحلاتها، وبالفعل يتم تجهيز غرفة عمليات بالتواكب مع بداية موسم الهجرة. وأخيراً تم رصد أولى أسرابها من خلال رادارات متخصصة في هذا الأمر وبناء عليه يتم إبلاغ غرفة العمليات التي تبدأ باتخاذ التدابير اللازمة، بينها إغلاق طواحين الهواء المنتشرة في المنطقة الواقعة في مسار الطيور حتى تعبر بسلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف، "الصيد يُعدّ واحداً من أهم الأخطار التي تواجه الطيور المهاجرة في الدول التي تمر بها، ومن هنا لا بد من إطلاق حملات موسعة للتوعية بأهميتها وتوضيح مفهوم التنوع البيولوجي، ويمكن القول إن مصر قدمت نموذجاً يُحتذى في منطقة جبل الزيت بجنوب سيناء، أحد أهم محطات الطيور المهاجرة".

متابعة ورصد

آليات متعددة تُتّخذ لمتابعة ورصد أسراب الطيور المهاجرة خلال رحلتها من جانب الدول والمنظمات الدولية المهتمة بالبيئة والتنوع البيولوجي والطيور وأصبح هناك دور كبير للتطور التكنولوجي في متابعة الطيور منذ انطلاق أسرابها في رحلة الهجرة وحتى وصولها إلى المحطة الأخيرة. ويذكر الجبالي أن "هناك إجراءات عدة تُتخذ حالياً لرصد الطيور في خلال مسارها، أهمها وضع جهاز تتبّع (Gps) على ظهر الطائر في الدولة التي سينطلق منها لمراقبته ومتابعة خط سيره خلال الرحلة بدقة ومعرفة الأماكن التي سيتوقف فيها والمدة التي سيقضيها في كل منطقة، والطريقة الأخرى هي قيام بعض المنظمات المهتمة بالطيور بوضع شارة على ساق الطائر تحتوي على ترقيم وتاريخ واسم المؤسسة بحيث تتابعه جهات الرصد في الدول المختلفة التي يمر بها ويتم إبلاغ المنظمة برقم الطائر في حال نفوقه ويعطي هذا مؤشراً عن مدى الفاقد في الطيور خلال الرحلة".

يضيف، "هذا العام ومن خلال المتابعة والرصد إلى جانب التدابير كافة التي اتُّخذت، يمكن القول إن عدد الطيور المفقودة قليل جداً، وأن الرحلة تسير بشكل جيد وهذا دليل على كفاءة البرنامج الذي تتّبعه مصر، فعدد الطيور النافقة هو المقياس على النجاح أو الفشل في هذا الأمر".

مردود سياحي

يشير مدير المشروع إلى أن "السياحة البيئية أصبحت من أهم أنواع القطاع، ومصر لديها تنوع كبير في هذا المجال مثل الغطس ومشاهدة الشعب المرجانية في منطقة البحر الأحمر الواقعة على مسار هجرة الطيور ورحلات الـBird Watching ، أو ما يُطلق عليه مراقبة الطيور، التي تحظى باهتمام السائحين، بخاصة الإنجليز والألمان والوافدين من دول أوروبا بشكل عام فهي تجربة ثرية لمن يقوم بها".

يضيف، "إدراكاً لأهمية هذا الأمر، أطلقت وزارة البيئة المصرية حملة Eco Egypt  العام الماضي التي كان من ضمنها تنظيم بروتوكول تعاون مع شركات سياحية لإدراج رحلات مراقبة الطيور على برامجها في منطقة جنوب سيناء. وبالفعل، لقي الأمر استجابة وإقبالاً كبيراً من السياح ليسلّط الضوء على واحد من أهم أنواع السياحة البيئية الموجودة في البلاد".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة