Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اتهام "طالبان" بتنفيذ عمليات اغتيال انتقامية رغم وعودها بالعفو

غوتيريش يدعو إلى حوار مع الحركة وتجنب انهيار اقتصادي يخلف "ملايين الوفيات"

عناصر من حركة "طالبان" في كابول (أ ف ب)

أفادت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا لايونز مجلس الأمن بأن حركة "طالبان" نفذت اغتيالات بدوافع انتقامية منذ استيلائها على السلطة، وذلك رغم وعودها بالعفو.

وأضافت "نشعر بالقلق، إذ رغم التصريحات العديدة حول منح عفو عام لموظفي (قوات الأمن الأفغانية) وأولئك الذين عملوا كموظفين مدنيين، فقد كانت هناك مزاعم ذات مصداقية بارتكاب أعمال قتل انتقامية بحق أفراد ينتمون إلى (قوات الأمن) واحتجاز مسؤولين عملوا في الإدارات السابقة".

وأعربت لايونز عن قلقها إزاء انهيار الاقتصاد الأفغاني، وحضت المجتمع الدولي على مواصلة تقديم المساعدات الاقتصادية لأفغانستان على الرغم من الهواجس المرتبطة بحكومة "طالبان".

وحذرت من أن قطع المساعدات الاقتصادية عن أفغانستان سيؤدي إلى "ركود اقتصادي قد يغرق ملايين الأشخاص في الفقر والجوع وقد يؤدي إلى موجة لجوء كبيرة (...) ويعيد أفغانستان أجيالاً عدة إلى الوراء".

غوتيريش يدعو إلى حوار مع "طالبان"

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي لإجراء حوار مع حركة "طالبان" التي استولت على السلطة في أفغانستان، مشدداً على ضرورة منع حدوث "انهيار اقتصادي" في هذا البلد لأنه قد يؤدي إلى "ملايين الوفيات".

وقال غوتيريش لوكالة الصحافة الفرنسية "يجب علينا أن نبقي على حوار مع طالبان. حوار نؤكد فيه مبادئنا بصورة مباشرة. حوار مع شعور بالتضامن مع الشعب الأفغاني".

وشدد الأمين العام على أن "واجبنا هو أن نتضامن مع شعب يعاني بشدة، حيث يواجه الملايين والملايين خطر الموت جوعاً".

واشنطن تشيد بـ"تعاون ومرونة" "طالبان"

من جهتها، أشادت الولايات المتحدة بـ"تعاون" حركة "طالبان" و"مرونتها" وذلك بعيد وصول عشرات بينهم أميركيون إلى الدوحة وافدين من مطار كابول، في أول رحلة إجلاء لرعايا أجانب من العاصمة الأفغانية منذ استكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال البيت الأبيض في بيان إن "(طالبان) أبدوا تعاوناً بإتاحتهم مغادرة مواطنين أميركيين وحاملي تأشيرات إقامة دائمة" إلى الولايات المتحدة. وأضاف "لقد أبدوا مرونة ومهنية في التواصل الذي تم معهم على هذا الصعيد"، واصفاً الأمر بأنه "خطوة أولى إيجابية".

وأفاد مصدر مطلع على العملية وكالة الصحافة الفرنسية، بأن الطائرة أقلت 113 راكباً بينهم أميركيون وكنديون وألمان وأوكرانيون.

ولم تكشف السلطات الأميركية عدد الأميركيين الذين أقلتهم الطائرة من كابول إلى الدوحة لدى استيضاحها هذا الأمر، مشيرة إلى أن الرحلة وصلت للتو، وإلى أن واشنطن ليس لديها كل المعلومات.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن "أكثر من 30 شخصاً بين مواطنين أميركيين ومقيمين دائمين بصورة شرعية" في الولايات المتحدة قد تمت "دعوتهم إلى هذه الرحلة"، مشيراً إلى أن بعضهم اختار البقاء في أفغانستان في الوقت الراهن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل الخميس، كانت تقديرات الحكومة تفيد بوجود نحو مئة أميركي في أفغانستان ممن يريدون مغادرة البلاد بعد انتهاء علميات الإجلاء التي بدأت في منتصف أغسطس (آب). وقد أتاح الجسر الجوي نقل نحو 123 ألف شخص من مطار كابول خلال 15 يوماً.

وقال البيت الأبيض "سنواصل هذه الجهود الرامية إلى تسهيل المغادرة الآمنة والمنظمة للمواطنين الأميركيين ولحاملي تأشيرات الإقامة الدائمة" إلى الولايات المتحدة "وللأفغان الراغبين بمغادرة أفغانستان ممن عملوا لدينا".

وأعرب برايس عن أمله في إمكان تنظيم رحلات إضافية على غرار تلك التي وصلت، الخميس، إلى الدوحة.

ولدى سؤاله عن رضا الإدارة الأميركية عن أداء "طالبان"، قال برايس "سنواصل مطالبة طالبان بالالتزام بتعهداتها"، خصوصاً إزاء الأشخاص الجاهزين للمغادرة.

واتهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والنائب الجمهوري مايك والتس "طالبان" بـ"احتجاز أفراد عائلات حاملي التأشيرات الأميركية رهائن للضغط على الولايات المتحدة".

وبعدما رحبا بالرحلة التي أجريت، الخميس، اعتبرا أنه "من غير المبرر أن تكون إدارة بايدن قد سمحت لنظام إرهابي أن يفرض شروطه لكي يسمح لأميركيين بالمغادرة".

الأمم المتحدة: أفغانستان مهددة بالغرق أكثر في الفقر

أعلنت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في منطقة آسيا والمحيط الهادي كاني وينياراجا أن أفغانستان البلد الفقير في الأصل، مهدد بالغرق أكثر في الفقر إذا لم تُتخذ تدابير سريعة.

وأوضحت في مؤتمر صحافي أن 72 في المئة من الشعب الأفغاني يعيشون حالياً تحت خط الفقر (أي بأقل من دولار واحد في اليوم)، وقد تصل هذه النسبة إلى 97 في المئة بحلول منتصف العام المقبل.

وقالت "نحن نواجه انهياراً كاملاً للتنمية، إضافة إلى أزمات إنسانية واقتصادية" تضرب أفغانستان. وأشارت إلى أن دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تُظهر "أننا على طريق تدهور سريع وكارثي لحياة الأشخاص الأكثر ضعفاً".

وبالنسبة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن أسباب هذا الوضع المقلق هي وباء كورونا والانتقال السياسي في ظل تجميد الاحتياطات بالعملات الأجنبية في الخارج وضغوط متزايدة على النظام المصرفي إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر.

وأعلن المسؤول عن البرنامج في أفغانستان عبد الله الدردري أن 70 في المئة من الاقتصاد الأفغاني يرتكز على التجارة غير النظامية التي تمارسها النساء.

وأشار مسؤولو البرنامج إلى أن هذه الأخيرة هي "العمود الفقري" للاقتصاد، مؤكدين أهمية الحفاظ على إنجازاتهم.

وللحيلولة دون تدهور الوضع، وضعت الوكالة الأممية مجموعة تدابير لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً، تهدف خصوصاً إلى الحفاظ على حقوق النساء والفتيات.

وأكدت كاني وينياراجا أن الأزمة "تتطلب تحركاً عاجلاً" داعية المجتمع الدولي إلى أن يُظهر سخاءه. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، في جنيف إلى مؤتمر دولي لتسريع إرسال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

وأوضحت وينياراجا أن خطة عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "تهدف إلى المساهمة في تحسين حياة الأكثر ضعفاً، مع تقليص التنقلات التي يمكن أن تفاقم الوضع".

المزيد من دوليات