Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توقيف رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بعد كلامه المسيء بحق البطريرك صفير

ردود فعل منددة ومستنكرة ودعوات إلى محاكمة الأسمر واستقالته من منصبه

شطب عضوية بشارة الاسمر من الرابطة المارونية والتقدم بشكوى جزائية بحقه (الوكالة الوطنية للإعلام)

ما إن ودّع لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وتياراته السياسية البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تنديداً واستنكاراً بكلام قاله رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر تعرّض فيه للبطريرك صفير قبيل مؤتمره الصحافي.

وتوالت ردود الفعل مندّدة ومستنكرة كلام الأسمر وداعية إياه إلى الاعتذار والاستقالة وإلى محاكمته.

بكركي... آسفة

وأسف البطريرك الماروني الكردينال بشارة الراعي ومعه كل ابناء الكنيسة المارونية لما صدر من كلام مهين بحق البطريرك الراحل صفير عن الاسمر، وهو شخص في موقع مسؤولية، واضاف "اننا ندين بشدة هذا الكلام الذي تسبب بجرح بليغ في نفوس كل اللبنانيين مقيمين ومنتشرين وسواهم. ونؤيد ردود الفعل الرسمية والشعبية ومن بينها الصادرة عن مؤسساتنا البطريركية والرابطة المارونية التي قابلت هذا التصرف اللامسؤول بالبيانات المطالبة باستقالته ومقاضاته، كما ننوّه بتحرك النيابة العامة الفوري. وفي كل حال فان هذا الكلام يُفقد صاحبه حكماً الاهلية للاضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام. ويُلزمه بالاعتذار من روح البطريرك صفير ومن جميع اللبنانيين الذين اساء اليهم بكلامه. ولو ان ابواب المغفرة تبقى مفتوحة دائماً امام كل تائب، فإن ابواب بكركي ستبقى مقفلة امامه الى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يحفظ  قدسية وفاة البطريرك الكبير و كرامة اللبنانيين".   

توقيف الأسمر

وبعد الفيديو المتداول للأسمر الذي أهان فيه البطريرك صفير، أكد وزير العدل اللبناني ألبرت سرحان أنه يتابع مع النائب العام التمييزي بالإنابة قضية الأسمر و"أعلمني أنه نتيجةً للتحقيق معه جرى توقيف الأسمر والتحقيقات مستمرّة مع جميع المعنيين". واستدعت المباحث الجنائية المركزية بناء لطلب النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان، الأسمر للاستماع إلى إفادته عن التعرّض كلامياً للبطريرك صفير، ووفق المعلومات جرى طلب الشريط الصوتي لسماعه وتفريغ مضمونه.

وقال القاضي قبلان "باشرنا تلقائياً بالتحقيق ونحن في طور استكمال الإجراءات".

شطبه من عضوية الرابطة المارونية

وقرّر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية شطب عضوية الأسمر من الرابطة المارونية، والتقدم بشكوى جزائية بحقه. كما قرّر الطلب من جميع وسائل الإعلام والناشطين على مواقع التواصل وسائر الجهات، وقف التداول فوراً بالفيديو الذي ينقل "ما تفوّه به الأسمر من كلام مشين في حق صفير."

وردّ مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم على الكلام الذي صدر عن الأسمر قائلاً "فوجئنا بالكلام المنحطّ بحقّ صفير، ولم نكن ننتظر من رئيس الاتحاد أن يصل بمستوى كلامه المتدنّي إلى هذه الدرجة، وعندما يتكلم أحد بصِغر عن رجالات كبار أمثال البطريرك صفير فهو لا يستحق البقاء في موقع المسؤولية، ولا ينفع بعد إطلاق الإهانات وكلام السوء التلطّي وراء اعتذار وأعذار كمثل المزاح وزلّة اللسان".

استنكار وزاري ونيابي

ولفتت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق إلى أنه "بدل تلاوة الصلوات عن روح البطريرك صفير هناك من استسهل تلاوة النكات الرخيصة بحقه"، وتوجهت شدياق إلى الأسمر في تغريدة عبر "تويتر" قائلة "تلاوة فعل الندامة لا تنفع! خطيئتك لا تغتفر! وجودك في مركز عام إساءة إلى الطائفة المارونية"، وأشارت إلى أن "بعض زلاّت اللسان أشدّ وطأةً من أكبر الخطايا، ولا يمكن هذه الإساءة أن تمرّ من دون محاسبة".

رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ لفت إلى "أنّني أتمنّى أن يكون توقيف الأسمر​ عبرةً لكلّ من يتخطّى حدود الأخلاق وكرامة الإنسان وحرمة المقامات"، وشدّد في تعليق على مواقع التواصل الإجتماعي على "وجوب أن يقف الجميع عند حدود الحقيقة والأخلاق. فرق كبير بين حرية التعبير وقلّة الآداب".

وصدر عن النائب شوقي الدكاش عضو تكتل الجمهورية القوية وهو تكتل نواب حزب "القوات اللبنانية" بيان قال فيه "صُدمت كما صُدم آلاف المواطنين بالكلام الموثّق الصادر عن الأسمر وفيه إهانات غير مقبولة للبطريرك، أيقونة الكنيسة، نصر الله بطرس صفير".

وأكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط أن ما قاله الأسمر اعتداء مباشر على شخصية وطنية يحترمها ويجلّها اللبنانيون وفيه وقوع في خطيئة لا تغتفر.

كما غرّد النائب فريد هيكل الخازن عن تكتل لبنان القوي وهو تكتل "التيار الوطني الحر" عبر تويتر قائلاً "بشارة الأسمر قليل الأدب وعديم الأخلاق ومن حوله في الصورة أسوأ منه، أدعو القضاء الجزائي إلى التحرك وملاحقتهم نتيجة التطاول على مقام البطريرك صفير".

عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي غرّد عبر "تويتر" داعيا الأسمر إلى الاستقالة والاعتذار وتحمل مسؤولية كلامه وتداعياته امام القضاء.

ورأى النائب السابق أنطوان زهرا أن "حصر الإهانة بالبطريرك صفير يصغّرها، هذه إهانة لكل مسيحيّ ولكل لبنانيّ وهذه الخطيئة لا غفران لها وقبل أي إجراء كان يجب أن يقدّم استقالته والاعتذار لا يكفي لمن يتناول رمزاً دينيّاً ووطنيّاً بهذا الشكل".

نقابات العمال استنكرت كلام الأسمر وطالبت بعزله

واستنكر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، بعد اجتماع استثنائي لقيادات اتحاد نقابات عمال ومستخدمي جبل لبنان واتحاد نقابات العاملين في قطاع الغاز والتنقيب والاتحاد اللبناني لنقابات العمال والمستخدمين والاتحاد العام لنقابات عمال لبنان "الكلام المسيء والمهين الموثّق بالصوت والصورة للأسمر ويتعرّض فيه للبطريرك الراحل".

واعتبر أن "الأسمر أساء من موقعه إلى تاريخ الحركة النقابية ومناقبية هذه المدرسة التي تقوم على أسمى وأنبل القيم الإنسانية واحترام حقوق العمال والدفاع عنها، هذه الحقوق التي تبنّاها البطريرك صفير ودافع عنها وراجع من أجل إحقاقها المسؤولين على مختلف المستويات". ودعا إلى "محاكمته وتحويله قبل القضاء إلى مجلس تأديبي نقابي لإقالته فوراً، ليكون عبرةً لمن تسوّل له نفسه التطاول على مقامات بحجم البطريرك صفير وتشويه روحية العمل النقابي وإنجازاته".

واستنكرت مصلحة النقابات العمالية في "تيار المستقبل" ما صدر عن لسان الأسمر من إسفاف كلاميّ بحقّ البطريرك صفير، وما يمثله في وجدان اللبنانيين من قيمة وطنية وروحية، واعتبرت أن ما صدر عن الأسمر كلامٌ مهين بحقّ كل اللبنانيين، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولا يمكن تبريره بأنه زلة لسان، وهو بالتالي مردودٌ له ولمن وافقوا عليه وضحكوا له، ولا يليق بالاتحاد العمالي العام وتاريخه النقابي".

وصدر عن قطاع المهن في "التيار الوطني الحر" بيان أسف للمستوى المتدني الذي وصل إليه الأسمر إلى حد التطاول بكل استخفاف واستهزاء على البطريرك الراحل وعلى قدسية المحرّمات الدينية والسماوية وحرمة الموت بما يسيء إلى رمز دينيّ وما يمثله لدى الطائفة المارونية في أنطاكية وسائر المشرق، ويهيب بمن يدعي الدفاع عن حقوق العمال أن يكون على المستوى المطلوب من الأخلاق والكرامة".

كما استنكرت مفوضية العمل في الحزب التقدمي الاشتراكي "الكلام غير المسؤول الذي صدر عن الأسمر" واعتبرت أن "هذا الكلام المسيء لا يمحى بالاعتذار فهو أكبر من أن يطوى بسطرين لا يقلّل من فداحة التجريح والاستخفاف والإهانة الموثّق بالصوت والصورة"، ولفتت إلى إن "المطالبة باستقالة الأسمر واعتزاله العمل النقابي والشأن العام هو الحد الأدنى المقبول لإعادة الاعتبار إلى الحركة العمالية والنقابية ونصاعة نضالاتها في سبيل حقوق العمال".

وطالبت مصلحة النقابات في حزب "القوات اللبنانية" الأسمر بالاعتذار العلني عما تفوّه به، وبتقديم استقالته من رئاسة الاتحاد العمالي العام مع الأعضاء الحاضرين، وحضّت القضاء على التحرّك الفوري وإجراء المقتضى بعد التعرّض لرمز وطنيٍ وليس فقط مسيحيٍ.

الأسمر يعتذر... ولكن

ولاحقاّ صدر عن الأسمر بيان قال فيه، إنه يجري التداول بفيديو مصوّر ينقل عنه كلاماً قاله في معرض المزاح، وقبل بدء التصوير أثناء مؤتمر صحافي، إلا أن بعض المغرضين قاموا بتسريبه عمداً، وأكد أنه يكنّ للبطريرك الراحل جزيل الاحترام، كما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولجميع المقامات الروحية، وما "قلته ليس سوى زلة لسان أملك الجرأة للاعتذار عنها وأضع اعتذاري هذا بتصرف البطريرك الراعي، رأس الكنيسة المارونية التي لي شرف الانتماء إليها".

المؤسسة المارونية... لمحاكمته

ورد رئيس المؤسسة المارونية للانتشار شارل الحاج على كلام الأسمر بطلب عاجل للنيابة العامة التمييزية للإيعاز فوراً إلى القوى الأمنية باعتقال الأسمر وزجّه بالسجن ومحاكمته لارتكابه جملة جرائم تبدأ بالقدح والذم ولا تنتهي بالاعتداء على اللبنانيين من خلال التعدّي على أيقونتهم المقدّسة، وأعلنت أنها ستتخذ صفة الادّعاء الشخصي على من اعتدى على مؤسسها واهابت بالمرجعيات القضائية ووزارة العدل للتحرّك وإنهاء هذه المسألة بسرعة، كما أهابت بأعضاء مجلس عام الاتّحاد العمالي التبرؤ من هذا الشخص وإقالته ونبذه كي يذهب من السجن إلى مزبلة التاريخ.

المزيد من العالم العربي