Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تمرد أسرى وإحراق زنازين في السجون الإسرائيلية يمنع تفريق عناصر "الجهاد الإسلامي"

دهم عدد من بلدات فلسطينيي 48 وتعزيزات عسكرية بحثاً عن الأسرى الستة الفارين 

تظاهرة داعمة للسجناء الفارين في رام الله، الأربعاء 8 سبتمبر الحالي (أ ف ب)

في الوقت الذي كانت فيه مصلحة السجون الإسرائيلية معززةً بقوات عسكرية وشرطية، تنقل أسرى "الجهاد الإسلامي" من سجن جلبوع، الذي فر منه الأسرى الستة فجر الاثنين الماضي، اشتعلت النيران في زنازين سجن النقب الصحراوي، المعروف باسم "كتسيعوت"، ضمن أعمال الاحتجاج التي قام بها الأسرى الفلسطينيون على قرار توزيع أسرى حركة "الجهاد الإسلامي"، وأعمال التنكيل والملاحقة التي تطال الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون.

اتساع رقعة العنف

وفي غضون ساعات قليلة، اتسعت رقعة الاحتجاجات إلى مختلف السجون، حيث أحرق الأسرى زنازين عدة. وحدثت أبرز أعمال الاحتجاج في سجن مجيدو، حيث جرت مواجهات بين الأسرى والسجّانين سُكبت خلالها المياه المغلية على وجه أحد رجال الشرطة من قبل الأسير مالك حامد، الذي نُقل إلى زنزانة انفرادية ويُتوقع محاكمته خلال هذا الأسبوع.

وفي سجن عوفر، وقبل أن تصل قوات الجيش والشرطة لإخراج الأسرى وتوزيعهم، هدد الأسرى بالتمرد مع خروج أول سجين من غرفته، ما أدى إلى التراجع وعدم دخول هذا السجن.
وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن "قسم 6" في سجن النقب تعرض لهجمة بشعة، إذ اقتُحِم من قبل وحدات خاصة مدججة بكل أنواع الأسلحة والكلاب البوليسية، ومدعمة بعدد كبير من الجنود الذين تم استدعاؤهم بشكل عاجل من قاعدة عسكرية قريبة.
وكانت إسرائيل نقلت أكثر من 400 أسير من سجن جلبوع، في محاولة لعدم إبقاء مجموعات منهم في السجن ذاته خشية التخطيط المشترك لأعمال داخل السجون. وكبّل الجنود أيدي وأرجل الأسرى، وألقوهم خارج السجن بعد الاعتداء بالضرب المبرح عليهم، حتى جاء الرد بإحراق الزنازين، فتوقفت مصلحة السجون عن نقل الأسرى وتراجعت عن ممارسة عنفها والتنكيل بالأسرى، خشية أن تنتقل المعركة الأمنية في إسرائيل من خارج السجون بحثاً عن الأسرى الفارين إلى داخلها. فوفق عمليات سابقة شبيهة، فإن أي تصعيد داخل السجون ينتقل إلى الميدان وتتسع المواجهات لتصبح مواجهات عامة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وهذا ما لا تريده إسرائيل، في الأقل في الوقت الحالي، طالما لم تصل إلى الأسرى الستة الهاربين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حالة استنفار قصوى

وفيما أبقت إسرائيل جنودها في حالة استنفار قصوى، وصلت إلى ذروتها في الخارج بحثاً عن الأسرى الهاربين، نفت جهات أمنية ما تم إعلانه سابقاً من تقديرات بأنهم اجتازوا الحدود. وأُضيفت سبع كتائب من الجيش الإسرائيلي، انتشرت في مختلف المناطق داخل الخط الأخضر وخارجه. وبعدما وصلت الأجهزة الأمنية إلى طريق مسدود في محاولاتها الوصول إلى الأسرى الستة ومعرفة مصيرهم، اتجهت نحو بلدات فلسطينيي 48 واقتحمت بلدات عدة قريبة من سجن جلبوع، بعدما وصلتها اتصالات وبلاغات عن مشاهدة الأسرى في بعض هذه البلدات، على الرغم من الكشف أخيراً أن هذه الأنباء تحولت إلى تهكمات على الشرطة، ففي أحدها بعث أحد سكان بلدة مجاورة من السجن ببلاغ قال فيه إنه شاهد ستة شبان يحملون ست ملاعق في مطعم (هناك حديث أن الأسرى استخدموا الملاعق في حفر النفق) فداهمت الشرطة البلدة التي تبعد 15 كيلومتراً عن سجن جلبوع.
وتبيّن من عدة عمليات دعم للبلدات العربية أن أعمال الشرطة تعكس حالة غضب قصوى، إذ دخلت إلى أماكن بشكل عفوي وعبثت فيها ونكلت بالسكان من دون أن يكون لأي شخص علاقة بالموضوع.


العبور الكبير

تسميات عدة أُطلقت على عملية هروب الأسرى، لكن أبرزها كانت "العبور الكبير"، الاسم الذي بات الأكثر استخداماً. وكلما كُشفت معلومات إضافية عن عملية حفر النفق والهروب، التي تعكس ضعف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، صعّد الإسرائيليون تهديداتهم للأسرى والفلسطينيين، ما استدعى مطالبة "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، "بالتحرك الفوري لوضع حد لأعمال التنكيل التي يتعرض لها الأسرى".

في هذه الأثناء، تبذل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية جهوداً للوصول إلى الأسرى الهاربين، وفي الوقت نفسه قررت في أعقاب اجتماعات أمنية ماراثونية عدم اتخاذ خطوات تصعيدية، سواء داخل السجون أو خارجها لمنع أي تصعيد يؤدي إلى اتساع الحلقة نحو غزة، منعاً لحدوث مواجهات عسكرية تحول دون الوصول إلى هدفها الأكبر، ألا وهو ضبط الأسرى الستة الهاربين.

المزيد من الشرق الأوسط