Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن أنهى أطول حروب أميركا لكنه أعطى أعداءه كثيرا من الذخيرة

قد يدفع بايدن في الانتخابات النصفية المقبلة ثمن الخروج الفوضوي من أطول حرب خاضتها أميركا كما يرى أندرو بونكومب في ما يلي:

سلم بايدن الجمهوريين بعض الذخيرة السياسية الثقيلة من أجل مهاجمته (غيتي)

يكون جو بايدن في كثير من الأحيان عاطفياً عندما يتحدث، ويصبح الرئيس مفعماً بالحيوية حين يحكي عن الجيش أو عن ابنه بو أو عن أشياء أخرى تهمه كثيراً.

وهو دافع الثلاثاء الماضي عما فعله، وذلك بعد يوم من إشرافه على عملية الإجلاء النهائي للجنود والمدنيين الأميركيين من أفغانستان، وهو العمل الذي طوى من خلاله صفحة عقدين من التاريخ.

استمر الخطاب الذي ألقاه الرئيس من البيت الأبيض ما يزيد على 25 دقيقة، وقدم فيه دفاعه الأكثر حماسة ليس فقط عن قرار إعادة هذه القوات الى الوطن، بل أيضاً عن الطريقة التي أعيدوا بها.

قال بايدن الذي كان يرتدي بزة زرقاء داكنة وربطة عنق فاتحة، "لم أكن لأُطيل هذه الحرب إلى الأبد، ولم أكن لأطيل الخروج إلى الأبد".

وأكد الرئيس الذي كان يتحدث من قاعة الطعام الرسمية في البيت الأبيض أنه يتحمل مسؤولية القرار.

وأوضح، "قد يقول بعضهم الآن كان ينبغي علينا أن نبدأ عمليات الإجلاء في وقت أبكر، وألم يكن من الممكن أن يتم ذلك بطريقة أكثر تنظيماً؟. أنا أختلف بكل احترام مع هذا الرأي". وأضاف، "خلاصة القول هي أنه ليس هناك عملية إجلاء في نهاية حرب يمكنك أن تقوم بها في معزل عن أنواع التعقيدات والتحديات والمخاطر التي واجهناها، قطعاً لا".

ومن تابع مشاهدة كلمة بايدن رأى أن هناك اتساقاً عاطفياً وفكرياً لعبارات الرئيس، كما كان هناك شيء من المنطق في هذه الكلمات.

كان بايدن يضغط منذ العام 2009 حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما من أجل سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وجادل في ذلك الوقت أن الاحتفاظ بالجنود هناك لم يكن ببساطة في مصلحة أميركا، وقد كرر تلك النقطة في خطابه يوم الثلاثاء الماضي، وهي تمثل من نواح عدة اعترافاً صادقاً بشكل صارخ بأن أولويات أميركا في تلك البلاد لم تكن أبداً تتعلق بتعليم البنات أو نشر الديموقراطية.

وقال، "أنا ببساطة لا أعتقد أن سلامة أميركا وأمنها سيتعززان من خلال الاستمرار في نشر آلاف العسكريين الأميركيين وإنفاق مليارات الدولارات سنوياً في أفغانستان".

سيبعث دفاع بايدن المحموم بهذا الشكل عن أفعاله، السرور في قلوب أنصاره حتى وإن سعى فيه إلى إلقاء اللوم على عدد من الأشخاص الآخرين، منهم دونالد ترمب بسبب توقيعه الصفقة مع "طالبان" ومن ثم الرئيس الأفغاني أشرف غني لكونه فرّ من البلاد، بيد أن هذه الأشياء لا تتعلق بالمنطق أو حتى بالصدق.

وبينما استطاعت "عملية إنقاذ الحلفاء" التي أشرف عليها بايدن أن تُجلي ما يصل إلى 120 ألف شخصاً، بمن فيهم 6 آلاف أميركي، فإنها عجزت عن إعادة مجموعة يصل عدد أفرادها إلى 200 مواطن أميركي كانوا يرغبون بأن يكونوا على متن هذه الطائرات التي أقلعت من مطار كابول قبل وقت قصير من منتصف ليل الإثنين بالتوقيت المحلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يمكن للناس أن يجادلوا بشأن العدد الدقيق، ويمكنه هو في هذه الحال أن يشير إلى أن المسؤولين قد بعثوا بـ 19 رسالة إلى هؤلاء الأشخاص منذ الربيع لإبلاغ الجميع كيف يمكنهم أن يغادروا.

ويستطيع بايدن أيضاً أن يتعهد بمواصلة الجهود لانتشال أولئك الأميركيين الذين تقطعت بهم السبل وإعادتهم، على الرغم من أن هذه الجهود يجب أن تعتمد على مدى تعاون "طالبان". (قد نكتشف في ما بعد أنه تم إبلاغ المسؤولين الأميركيين بأن "طالبان" ستساعد شرط أن يكون الأميركيون خارج البلاد في 31 أغسطس).

بيد أنه من الممكن القول من دون مجازفة إن الرأي العام الأميركي لا يحب أن يكون هناك مواطنون أميركيون أو أفغاناً ممن ساعدوا الجيش الأميركي، قد تخلفوا عن ركب المنسحبين، وتُظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية كبيرة من الناخبين أرادت القوات أن تبقى إلى أن يصبح بوسع كل أميركي أن يركب طائرة النقل الضخمة من طراز (سي-17).

يرى الجمهوريون في هذا فرصة سانحة لشن هجمات على بايدن والديمقراطيين قبل الانتخابات النصفية لعام 2022، ويطالب البعض سلفاً بعزله.

هكذا وصف كيفين مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب طريقة تعامل الرئيس مع الإجلاء بأنها "ربما تكون أكبر خطأ ارتكبته الحكومة الأميركية على المستوى العسكري في حياتي كلها. لا يمكننا على الإطلاق أن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى".

وعزا عضو الكونغرس مايكل ماكول إطلاق النار من قبل "طالبان" بمجرد أن أقلعت الطائرة الأخيرة إلى "أنهم يحتفلون الآن بانتصارهم على الولايات المتحدة الأميركية. إنه أمر محرج ومعيب وخطأ في حق قدامى المحاربين لدينا بشكل خاص".

ومن جهته، نشر السناتور تيد كروز، وهو ليس من الأشخاص الذين يفوتون فرصة كهذه لمهاجمة الديموقراطيين، تغريدات على "تويتر" جاء فيها إن هذا مرعب وخاطئ أيضاً. أميركا لا تترك الأميركيين وراءها".

وهناك عنصر آخر أكثر خبثاً في الهجمات التي يشنها المحافظون، فبعدما وجهوا الانتقادات لبايدن بسبب فشله في إخراج الناس من أفغانستان من طريق الجو بسرعة أكبر، يسعى أمثال تاكر كارلسون الذي يعمل في قناة "فوكس نيوز" وآخرون، إلى التحريض ضد أولئك الذين جيء بهم من هناك إلى الولايات المتحدة، وذلك من خلال خطاب متعصب معاد للاجئين.

وقال كارلسون هذا الأسبوع، "إذا كان التاريخ يصلح دليلاً، وهو دليل على الدوام، فإننا سنرى العديد من اللاجئين الأفغان يستقرون في بلادنا خلال الأشهر المقبلة، ومن المرجح أن يعيشوا في حيّكم نفسه، وعلى امتداد العقد المقبل قد يتضخم ذلك العدد ليصل إلى الملايين. هكذا نقوم بالغزو أولاً ثم نتعرض نحن للغزو، والأمر دائماً هكذا".

وتعرب المجموعات التي تعمل مع لاجئين جدد هربوا من واحد من أكثر المناطق خطورة في العالم، عن قلقها سلفاً من الإساءات وأيضاً من ردود الفعل الأسوأ من مجرد الإساءة، التي قد يتعرض لها الناس بسبب كلمات كتلك التي صدرت عن كارلسون، وإذا سعى عتاة العنصريين في الحزب الجمهوري إلى استغلال هذا الأمر كأداة انتخابية، فسيكون من المرجح أن يتفاقم الأمر.

وكما أشار بايدن، فإن أياً من هذا لن ينته بشكل جيد أو يمكن إنجازه بسهولة، ولكن مثلما ترك الجيش الأميركي مجموعة من مروحيات بلاك هوك، التي يطير بها حالياً مالكوها الجدد من "طالبان" حول كابول بشكل طائش، فمن خلال الفشل في إخراج الأميركيين، وهو أمر وعد به الرئيس في مناسبات منها مقابلة أجرتها معه قناة "آ ب سي نيوز"، سلم بايدن الجمهوريين بعض الذخيرة السياسية الثقيلة من أجل مهاجمته.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء