Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدينة الشمس: ثلاثة مشاريع لتحويل هارتلبول إلى مركز طاقة نظيفة

ثلاثة مرافق ستغطي منطقة بحجم 250 ملعب كرة قدم وتزود 43 ألف منزل بالطاقة، لكن السكان القريبين يعبرون عن قلقهم من "الحجم الهائل" للمخططات

تنتج المواقع حوالى 150 ميغاواط من الطاقة (غيتي)

إنها المدينة الساحلية التي تقع في الشمال الشرقي (من بريطانيا) حيث يمزح السكان المحليون أحياناً أن الطقس رمادي وممطر وبارد، وفصول الشتاء أسوأ بعد.

لكن هارتلبول تأمل الآن بأن يتغير مستقبلها بفعل أشعة الشمس، إذ سيتم بناء ثلاث مزارع شمسية ضخمة على مشارف ميناء تيسايد، تبعد كل واحدة منها مسافة خمسة أميال عن الأخرى، مما يحولها فعلياً إلى محطة الطاقة الشمسية الأبعد احتمالاً في المملكة المتحدة.

يُعتقد أن كل موقع من هذه المواقع المبعثرة في الأراضي الزراعية على طول الطريق A19 سيغدو بشكل منفرد من بين أكبر 10 مزارع لهذا النوع من الطاقة في البلاد إذا تم افتتاحها اليوم، أما إذا جمعنا المواقع الثلاثة معاً فهي ستغطي مساحة تقارب حجم 250 ملعب كرة قدم، وستخلق طاقة كافية لتشغيل أكثر من 43 ألف منزل محلي، وستبلغ الطاقة القصوى التي ستولدها حوالى 150 ميغاواط.

وعلى نحو ذي صلة، على الرغم من أن التطورات ليست نتيجة لاستراتيجية محددة رسمتها السلطة المحلية، فالأمل معقود على أنها ستعزز الرغبة الواضحة في وضع هذه المنطقة في قلب ثورة صناعية خضراء مستقبلية، علماً أن "مزرعة رياح تيسايد" (Teesside Wind Farm) الواسعة موجودة أصلاً في بحر الشمال، بينما يتم إنشاء أول محطة توليد طاقة صافية الانبعاثات إلى حد الصفر (first net-zero powerplant) بالمملكة المتحدة في منطقة ريدكار المجاورة. 

ويقول شين مور، الرئيس المستقل لـ "مجلس هارتلبول البلدي"، "الحقيقة هي أننا إذا أردنا بلوغ الهدف المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 فسنحتاج إلى رؤية مزيد من تلك التطورات، وبرأيي طالما أنها تطبق في الأماكن الصحيحة، فنحن بحاجة إلى اعتناق مزيد منها، إذ إنها مفيدة للبيئة لا بل أيضاً للاقتصاد المحلي، فهي تشمل 43 ألف منزل يتم فيها توليد الكهرباء هنا مباشرة في عقر دارنا".

المرافق الثلاثة بحد ذاتها قد أثمرت بدرجات متفاوتة، فقد نال أحدها بالقرب من قرية "هلام" تصريحاً لرسم تخطيطي في العام الماضي، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء خلال الأشهر المقبلة.

الثاني وهو عبارة عن مشروع مقترح بمساحة 200 فدان بالقرب من شيراتون، ما زال يمر بعملية التخطيط وسيصدر القرار في الخريف المقبل، علماً بأن شركة الطاقة " لايت سورس بي بي " ومقرها لندن، هي التي تطور هذين المشروعين. أما المرفق الثالث الواقع بالقرب من هارت فقد نال الموافقة للمضي قدماً هذا الأسبوع بعد تقديم طلب من "سي إس يو كي هولدنغز" CS UK Holdings.

جون ليتلفير مالك الأرض حيث سيتم تطوير المرفق الأخير، يشير إلى أن "الزراعة تتدهور هنا، وهذه طريقة لإنتاج دخل لائق من تلك الأرض مجدداً وجعلها مفيدة مرة أخرى، مما يمنحها معنى وهدفاً".

على الرغم من أن البدء في إنشاء المزارع الشمسية في أماكن غير متوقعة لم يكن مرتقباً قبل السنوات المقبلة (تم اقتراح أكثر من 620 مشروعاً حالياً في المملكة المتحدة)، فهناك ثلاثة عوامل رئيسة تبرر لماذا وجدت هذه الزاوية الصغيرة من الشمال الشرقي نفسها فجأة تتحول إلى مركز مهم نوعاً ما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العامل الأول هو أن هذا الموقع قريب مما يسمى بشبكة توزيع التيار الكهربائي ذات الجهد العالي، مما يعني أن المرافق الثلاثة ستكون قادرة على التوصيل بسهولة بالشبكة الوطنية من دون تمديد أميال وأميال من الأنابيب والكابلات الجديدة، وفي الواقع فهذا هو السبب الذي جعل مجموعات مماثلة من المزارع تنتشر بشكل متزايد في أماكن مثل الجنوب الغربي وشرق أنغليا.

العامل الثاني هو أن التضاريس المسطحة نسبياً في المنطقة تعني أن الألواح نفسها ستكون أقل ظهوراً بالنسبة إلى المقيمين القريبين، مما يجعل المنطقة أكثر جاذبية لشركات الطاقة الشمسية التي ترغب في رحلة سلسة خلال عملية التخطيط.

ماذا عن الثالث؟ في الحقيقة يبدو أن المنطقة تتعرض لكمية من أشعة الشمس تفوق تصور كثير منا، ففي ورقة بحثية عام 2015 أعدها أكاديميون في "شيفيلد سولار"، وهو مشروع بحثي طويل الأمد بتنسيق من معهد الطاقة بجامعة شيفيلد، تبين أن المنطقة تنتج سنوياً حوالى 856 كيلوواط في الساعة خلال وقت الذروة. في المقابل، حقق الساحل الجنوبي، وهو أكثر منطقة مشمسة في المملكة المتحدة، 978 كيلوواط.

وصرح جيمي تايلور، كبير علماء البيانات في "شيفيلد سولار"، "من الواضح أن هذا الفارق ليس ضئيلاً، لكنه لا ينفي أن مزارع الطاقة الشمسية في الشمال الشرقي عالية الإنتاجية". وتابع، "بناؤها هناك هو بالتأكيد طريقة أفضل للقيام بالأشياء بدلاً من توليد الطاقة ذاتها مثلاً في الجنوب الغربي ثم نقلها بعد ذلك"،

كما أوضح تايلور أنه بهدف جعل الطاقة المتجددة أكثر كفاءة في ظل قيود الشبكة الوطنية الحالية، فمن الأفضل توليدها بالقرب من نقطة الاستخدام.

وأضاف، "لذلك عندما نرى مزارع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح تبنى في مناطق مختلفة، فهذا يعني بالتأكيد شيئاً جيداً. بشكل أساس يعد هذا التنوع الجغرافي شرطاً مسبقاً إذا أردنا الانتقال إلى مصدر كهرباء أكثر استدامة في السنوات المقبلة"، ولا يعتبر الجميع مجموعة هارتلبول الجديدة "شيئاً جيداً".

في الحقيقة اعترض عدد من السكان المحليين على طلبات التخطيط، وفي هذا الإطار كتب أحدهم في رسالة مقدمة إلى مجلس هارتلبول، "سيكون التأثير مدمراً في مجتمع صغير يشعر بأنه تعرض للاستغلال بشكل عادل بسبب الحجم الهائل لكل هذا. أصحاب المنازل يتساءلون لماذا هنا؟ لماذا نحن؟"

في غضون ذلك، احتج مجلس أبرشية إيلويك على أن "تحويل هذه الأرض الزراعية إلى صناعية" غير مناسب للمنطقة.

وبالعودة إلى جون ليتلفير، رئيس مجلس أبرشية هارت، فهو يعرب عن ثقته في أن هذا هو المستقبل.

ويشير إلى أنه عند حلول اليوم الذي ستصبح فيه الألواح الشمسية غير مرغوب فيها، يمكن إزالتها من دون أي ضرر دائم للأرض، إذ لم يتم صب خرسانة لدى بنائها ولا نبش أي تربة إلى حد كبير، وتحت الألواح المرتفعة ما زال العشب موجوداً إلى درجة أن أغنامه تستطيع أن تستمر في الرعي هناك إذا أراد ذلك.

ويقول الرجل البالغ من العمر 67 عاماً، "ستسمع دائماً بعض الناس يشتكون من أي شيء، ولكن بالطريقة التي أنظر فيها إلى الأمر فهذه أرض للزراعة وستبقى كذلك عند تركيب هذه الألواح، غير أنها ستزرع السماء".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير