Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحدث الأفغاني يفتح "خانة المؤجلات" أمام قضايا العالم

انتشار "طالبان" والدعاية لها على مواقع التواصل الاجتماعي أشعل فتيل الاهتمام والمنظمات الأممية تعيد ترتيب أولوياتها بعدما جرى في كابول

لاجئون يتوجهون إلى حافلة في مطار دالاس بعد إجلائهم من كابول عقب استيلاء طالبان على أفغانستان  (أ ف ب)

أحيل سد النهضة إلى أرشيف مؤقت، وتوارت فلسطين ومعها إسرائيل وفي صحبتهما "حماس" و"السلطة" والصواريخ الهائمة هنا والرصاصات المصوّبة هناك، وتراجعت حرب البحث عن المصير بين الحربين الواقعة في العراق، وتقزّم الجدل المستعر حول خطوات بريطانيا نحو الفتح الكامل المتعجل بحثاً عن مناعة قطيع لا تتحقق، واحتجب لبنان وآلامه وكهرباؤه ووقوده وغذاؤه وماؤه ومرفأه وساسته، وتبخرت صدمة القطيعة بين الجزائر والمغرب وكأنها لم تكُن، وأخذ "هنري" ساتراً مفسحاً الطريق لـ"إيدا" وإن ظل كلاهما وصيفاً بعيداً من الصدارة.

الصدارة لأفغانستان حيث "طالبان" المسيطرة عليها، والقوات الأميركية المنسحبة منها، والانفجار الذي حدث في مطار كابول، والطائرة المسيّرة الأميركية التي قتلت شخصاً يفترض أنه ضمن تنظيم "داعش" هناك، والقوات الفرنسية التي تركت وراءها مترجمين عملوا في صفوفها، والمهاجرين الأفغان الذين وصلوا إلى بريطانيا حفاة مغشياً عليهم مرتعشين، والنساء والفتيات والصحافيات والفنانات المهددات بالدفن في بيوتهن أو مقابرهن بأفغانستان، والصين التي تطالب بمحاسبة عناصر الجيش التي سمحت لـ"طالبان" بالسيطرة على البلاد، وتلميحات روسيا عن الأسلحة بالغة الدقة والتعقيد التي تركتها أميركا هناك، وآفاق التعاون المستقبلي بين باكستان والحركة في صفحة علاقات جديدة مع كابول، وخسارة استثمارات الهند المليارية، واحتفاء تركيا بقواتها العائدة وتأكيدها على أنها لن تتحمل المزيد من اللاجئين الوافدين من أفغانستان، وترتيبات الولايات المتحدة لإقامة آلاف الهاربين من قبضة "طالبان"، والتكهن والشرح والتحليل لموقف ملايين المواطنين الباقين داخلها، والمستقبل الذي ينتظرها، والمستقبل الذي ينتظره العالم في ظل حكم "طالبان".

أفغانستان تسيطر

سيطرت كابول على الأثير، وهيمنت على العقول واحتلت القلوب واحتكرت العيون. كمّ الإثارة والتشويق والغرابة التي لا تخلو أحياناً من طرافة مبكية النابعة من "مقبرة الإمبراطوريات"، و"الدولة الحبيسة، وأرض الليثيوم المدفون، وإحدى أكثر دول العالم التي وطأتها أقدام الغزاة والبغاة من خفي منهم ومن بطن ومن بقي قابعاً بين بين مذهل. هذا الكمّ أزاح قضايا العالم المصيرية ومشكلاته المتشابكة ومعضلاته المتواترة وأوبئته المنذرة بهلاك وإضعاف من دون هوادة أو مهادنة.

فبين انسحاب أميركي مباغت مفاجئ مداهم وضحاه، انسحب بساط اهتمام سكان الكوكب من كل الأخبار عاجلها وآنيها وآجلها. الشريط الأحمر المنذر بـ"خبر عاجل" على القنوات الإخبارية العالمية والإقليمية أعلن إذعانه الكامل لأفغانستان وأحداثها وحوادثها. مصائب العالم الأخرى وكوارثه وأحداثه الجسام التي لم تحصل على إجازة صيف أو هدنة لالتقاط الأنفاس تجاهد وتصارع حتى تفرض نفسها ولو مرة في اليوم ضمن الأخبار العاجلة. الأمر يحتاج إلى بضعة عشرات من القتلى، أو مئات من الجوعى، أو آلاف من النازحين، أو ملايين من المهددين بمجاعة أو زلزال أو بركان أو خطر نووي يلوح في الأفق حتى تنجح في ضمان وجود ولو قصير على الشريط الأحمر المنذر والمخبر بكارثة.

تعددية وإثارة

ولأن الكوارث الناجمة عن الوضع المروع والمفاجئ في أفغانستان تتمتع بتنويعة نادرة وتعددية ثرية وإثارة بالغة ومكونات غير متوقعة وتطورات لا تدع الملل يتسلل أو الضجر يتمكن بعد، نجحت في إزاحة الغالبية المطلقة من قضايا العالم المصيرية من على قوائم الاهتمام، ناقلة إياها إلى قوائم الانتظار لحين تحوّل أفغانستان إلى "خبر قديم" سواء بالتقادم أو بالتضاجر.

الضجر والضيق الباديان على وجه خالد مصطفى (58 سنة) حين هرعت زوجته أميرة حامد (52 سنة) إلى الـ"ريموت كونترول" لتحويل دفة المشاهدة من "سكاي نيوز" عربية حيث تحليل لعلاقة الحب والكراهية التي تربط بين "داعش" و"طالبان" في أفغانستان إلى "سي أن أن" لم يخفف منهما تبريرها بأن الوقت حان لمؤتمر جين بساكي (المتحدثة باسم البيت الأبيض) للحديث عن المستجدات في أفغانستان. الغريب أن الأجواء في غرفة الجلوس القاهرية تظل أفغانية النزعة للأسبوع الثالث على التوالي. مَن مرّ على هذه الغرفة قبل ثلاثة أسابيع لن يصدق أنها الغرفة ذاتها التي كانت تهيمن عليها نقاشات سد النهضة المحتدمة، وخطر شح المياه الذي يلوح في أفق مصر، وما يجري في إقليم تيغراي، وتعقّد وغموض المواقف الدولية في ملف الأزمة المصيرية في حياة المصريين.

لكن تحوّل دفة حياة المصريين الغارقة في مشكلات حياتية يومية من أسعار وثانوية عامة وقانون جديد لـ"السايس" والدكتوراه الفخرية الممنوحة لـ"نمبر وان" الفنان المثير للجدل محمد رمضان صوب أفغانستان وأحداثها هو القاعدة هذه الأيام في كل بقاع الأرض. الخط البياني للكلمات الأكثر بحثاً على "غوغل" يشير إلى ارتفاع مفاجئ من العدم للبحث عن "كابول" بين 8 و14 أغسطس (آب) الحالي. الارتفاع الجنوني ذاته شهده محرك البحث لكلمتي "طالبان" و"أفغانستان". وفي مرحلة لاحقة، انضمت "داعش" و"القاعدة" إلى الجمهرة الباحثة عن أصولها ومكوناتها وتاريخها الحافل.

المد الأفغاني الخبري

المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، بما في ذلك الأسرية وتلك التي تدور في دوائر الأصدقاء والأقارب حول الأرض استسلمت، أو ربما سُلّمت، إلى المد الأفغاني الخبري الطاغي طغيان أزمات الوقود وانقطاع الكهرباء والاتصالات وتأثر خدمات المصارف والسوبرماركت وألبان الأطفال، وحتى ذكرى تفجير مرفأ بيروت الأليمة وجدت ما يهدّئ من حدتها ويسكّن زخمها ولو مؤقتاً أمام حدة الأحداث الدائرة رحاها في أفغانستان وزخم التأييد العجيب الحاصلة عليه "طالبان". صحيح أن اللبنانيين يجدون دائماً ما يعيدهم إلى دائرتهم المفرغة المؤسفة حيث تساؤلات حول أوجه الشبه بين ترك أميركا أفغانستان تسقط في أحضان "طالبان"، وترك لبنان في أحضان كيانات سياسية متنازعة ومتنازع عليها، لكن البحث والتقصي الخبريين ما زالا في الملعب الأفغاني، الذي يتسم بالمؤثرات التشويقية والأحداث التفاعلية والعناصر التي يتنازع الواقع والخيال على هويتها، ما يضمن أياماً وربما أسابيع إضافية يهيمن خلالها على قضايا العالم الساخنة واهتمامات الشعوب على الرغم من اختلاف مشكلاتها وهمومها وتطلعاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تطلعات الألمان إلى مستقبل بلادهم السياسي بعد 16 عاماً من الهدوء السياسي النسبي لبقاء المستشارة أنغيلا ميركل في السلطة ونجاحها بشكل عام في قيادة البلاد والتعامل بحكمة مع غالبية القضايا الكبرى والصغرى في أعوام حكمها كبحتها أفغانستان. المناظرة الأولى بين المرشحين الثلاثة لخلافة ميركل في 29 أغسطس الحالي جذبت الاهتمام، لكن ليس بالقدر الذي تستحقه مناظرة مهمة كتلك. "هجوم داعش- خراسان على مطار كابول" تقدّم على "استمرار زيادة الإصابات بكورونا في ألمانيا" و"فيضانات ألمانيا التي تسببت في أضرار هائلة والمتهم فيها التغيّر المناخي" في أيام أفغانستان العجاف.

"حيص بيص" بريطانيا

حتى بريطانيا الواقعة في "حيص بيص" لأسباب عدة تتراوح بين آثار "بريكست" الآخذة في التبلور اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ومعدلات الإصابة القياسية بمتحورات كورونا الجديدة وانقشاع أمل مناعة القطيع وجدت نفسها أسيرة أفغانستان. فعلى الرغم من انسحاب قوات المملكة المتحدة وإعادة مواطنيها إلى بلادهم بشكل أكثر تنظيماً وأسرع وتيرة من أقرانهم الأميركيين، وذلك من دون وعود الإنسانية الخلابة وعهود رد الجميل الصداحة للأفغان الذين ساعدوا قواتهم، إلا أن كابول تستحوذ على الشريط الخبري والمحتوى النقاشي. هل كان على بريطانيا أن تفتح أذرعها وحدودها لآلاف الأفغان كما فعلت أميركا؟ هل حسناً فعلت بريطانيا بعدم رفع سقف توقعات الأفغان الراغبين بالهروب من قبضة "طالبان" والمجيء إلى المملكة المتحدة، فلم تقدم وعداً أو تقطع على نفسها عهداً بالإنقاذ؟ بل وصل الأمر إلى درجة السجال الساخن على أثير مواقع التواصل الاجتماعي وتعليقات الأخبار حول ما إذا كانت لندن تفضل الكلاب على الأفغان، وذلك بعدما هبطت طائرة صباح الأحد في بريطانيا، آتية من كابول وعلى متنها ركاب من القطط والكلاب مع جندي سابق في الجيش البريطاني تحوّل إلى حماية وإنقاذ القطط والكلاب الضالة في كابول!

قطط وكلاب كابول

ومن قطط وكلاب كابول المهيمنة على سجالات البريطانيين إلى "عرين الشهداء" (أفغانستان)، كما يصفها عضو المكتب السياسي لـ"طالبان" محمد نعيم، الذي كان مقيماً في قطر قبل "تحرير" كابول ووقوعها في قبضة الحركة، إذ قال في تغريدة باللغة العربية "الحمد لله أولاً وأخيراً. مبروك لكل أبناء الوطن والشعب العزیز: اليوم خرجت جميع القوات الأجنبية من أرضنا الطاهرة، عرین الشهداء"، وتُرجمت على "تويتر" باللغة الإنجليزية.

انتشار "طالبان" على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرع أو ربما تكليف البعض بمهمات العلاقات العامة والدعاية والإعلان لها بلغات أجنبية أبرزها الإنجليزية، أدى إلى تأجيج الاهتمام بالحركة ومتابعة تغريداتها وتدويناتها كنوع من المتابعة الخبرية. اللافت أن بعض مترجمي تغريدات الحركة يجودون ويجتهدون ويضيفون رؤاهم، وربما رؤى الحركة، الخاصة بـ"مستقبل الأمة" الواعد في ضوء "نصر الحركة الكبير على الصليبيين"، فيضيفون ما يجذب آلاف المتابعين من دول العالم كافة. أحدهم كتب، "الحقبة المقبلة هي حقبة انتصارات لكل المجتمعات المسلمة المقهورة حول العالم. لقد مضى وقت طويل. لقد تحمّلنا الكثير من الأحمال والدموع". ثم عاد مغرداً بالإنجليزية أيضاً: "الحرب بين الإسلام والصليبيين على أرض خراسان انتهت الآن. الله أكبر كبيراً. طالبان تنتصر".

طالبان تنتصر

"طالبان تنتصر" صار الـ"هاشتاغ" الذي يبحث عنه كثيرون حول العالم على سبيل المتابعة الخبرية "المختلفة" عن تلك السائدة في غالبية المنصات الإعلامية التقليدية، لا سيما أن التغطيات الخبرية لا تتعامل مع الأحداث من هذا المنظور.

وإن كان الواقع يشير إلى صدق الـ"هاشتاغ"، الذي يصدّق الرؤى الخاصة بمستقبل أفغانستان، وربما دول إسلامية أخرى تحقيقاً لـ"هاشتاغ" آخر يجري استخدامه "أمة واحدة - الشريعة تحكمنا"، الذي يستعمله مغردون باللغة الإنجليزية حول الواقع والمأمول في البلاد تحت حكم "طالبان". حتى إن أحدهم استشهد بإحصاء عن نسبة المواليد في علاقات خارج إطار الزواج الرسمي في دول غربية، ثم غرد: "هذه إحصاءات الغرب الذي يريد أن تكون أجيالنا النقية مثلهم. يريدون حرية للنساء حتى يدخلن في علاقات غير شرعية. عدّلوا القوانين ويريدون أن يفرضوها علينا تحت مسميات حقوق الإنسان وحقوق النساء إلخ".

مثل هذه التغريدات أصبحت هذه الأيام، لا سيما بعد انتهاء "جلاء" كل القوات الأجنبية، نقطة جذب رئيسة لملايين البشر حول العالم. تركوا قضاياهم المصيرية ومشكلاتهم اليومية وتفرغوا مؤقتاً لمتابعة إحدى أغرب مجريات الأمور السياسية والعسكرية والأمنية والمصيرية في العصر الحديث.

مصير المنظمات الأممية

المثير أن المنظمات الأممية هي الأخرى وجدت نفسها مضطرة إلى إعادة ترتيب أولوياتها الخبرية والعملية في ضوء الوضع في أفغانستان. منظمة "يونيسف" وضعت كابول في مكانة الصدارة بحثاً عن تبرعات لاستمرار عملها هناك وأملاً في استدامة مشاريع المياه الصالحة للشرب والتطعيمات والملاجئ المؤقتة للنازحين من الاقتتالات وتقديم العون للأطفال الذين تعرّضوا للعنف الناجم عن الحروب والفقر، والتعليم، ورعاية الأم الحامل صحياً وغيرها.

غير ذلك من المنظمات الأممية العاملة في أفغانستان لم تعُد مصدراً للأخبار الخاصة بنوعية عملها، مثل المرأة والسكان والتنمية والمخدرات التي تجمدت أخبار عملها في البلاد منذ يوليو (تموز) الماضي، باستثناء منظمة الصحة العالمية.

الباحثون عن الأخبار من النوع المستنبط لما يجري على أرض الواقع عبر عمل المنظمات والهيئات يتحولون إلى مواقع الإنترنت الخاصة بها لقياس حجم العزلة المرتقبة لأفغانستان الواقعة في قبضة "طالبان". منظمة الصحة العالمية أعلنت في 30 أغسطس الحالي هبوط طائرة تحمل أدوية ولوازم صحية، هي "أول شحنة من الإمدادات الطبية تصل إلى أفغانستان منذ أصبح البلد تحت حكم سلطات طالبان"، بحسب توصيف المنظمة. 

وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط (إمرو) أحمد المنظري، "بعد أيام من العمل المتواصل لإيجاد حل، يسرّني بشدة أن أقول إننا استطعنا الآن تجديد أرصدة المرافق الصحية في أفغانستان جزئياً، وأن نضمن استمرار الخدمات الصحية التي تدعمها المنظمة حالياً".

 وتناقل كثيرون تصريح المنظري الذي حمل رسالة شكر لـ"حكومة باكستان والخطوط الجوية التابعة لها على جهودهم لدعم منظمة الصحة العالمية والشعب الأفغاني. فقد واجهت الوكالات الإنسانية مثل منظمة الصحة العالمية تحديات هائلة في إرسال الإمدادات المنقذة للحياة بكابول في الأسابيع الأخيرة بسبب القيود الأمنية واللوجستية". يشار إلى أن طائرة الإمدادات قُدّمت من قبل الخطوط الجوية الباكستانية.

ملايين الأفغان المستضعفين

حديث المنظري عن "الحاجة الملحة إلى جسر جوي إنساني موثوق به لزيادة الجهود الإنسانية الجماعية" لأفغانستان اعتبره الباحثون عن الأخبار مقياساً للمتوقع في البلاد في ظل حكم "طالبان" لحين اتضاح نوايا الحركة. كما تداول مغردون وآخرون على "فيسبوك" وغيرهم بيان "إمرو" باعتباره مؤشراً آخر بالغ الأهمية يثير القلق والخوف في ما يختص بمستقبل البلاد القريب، إذ لفت إلى أن اهتمام العالم تركز خلال الأسبوعين الماضيين على الإجلاء الجوي من مطار كابول، لكن العمل الإنساني الشاق لتلبية حاجات "ملايين الأفغان المستضعفين الذين بقوا في البلاد" بدأ لتوه، منوّهاً إلى أنه لا يمكن للعالم أن يصرف انتباهه عن شعب أفغانستان في هذا الوقت الحرج.

"ملايين الأفغان المستضعفين الذين بقوا في البلاد" عبارة خبرية دالة لكثيرين، بمن فيهم المهتمون والمهمومون بمصير "كوفيد-19" في البلاد. منظمة "يونيسف" تقول إن معدلات التطعيم ضد كورونا تراجعت بنسبة 80 في المئة في الأسبوع الذي أعقب سيطرة "طالبان" على كابول.

المنقبون في أغوار الأخبار وجدوا أن الحركة طالما اعتبرت تطعيمات الوقاية من شلل الأطفال "مؤامرة أميركية لنشر العقم بين المسلمين وتقليل أعدادهم". الطريف أن كثيرين توقفوا عن متابعة أخبار متحورات كورونا وأحدث النسخ التي ظهرت في جنوب أفريقيا وأعداد الإصابات وعودة المدارس التي باتت على الأبواب على الرغم من تطعيم أقل من 28 في المئة من سكان الأرض فقط، ويتابعون موقف "طالبان" من التحصين من "كوفيد-19" الذي يتضارب في المواقع الخبرية بين السماح بالتطعيم وانقشاع خطر "عقم المسلمين"، ومنع التحصين وإغلاق المراكز التي تقدمه، وتوقعات بضرب "طالبان" لهذه المراكز. لكن يظل جميعها أخباراً غير مؤكدة ونقاطاً للنقاش أكثر من كونها وقائع ومعلومات.

وقائع أفغانستان ومعلوماتها وأخبارها تهيمن على العالم أجمع. المفاجأة المباغتة ضمنت الاهتمام، والتفاصيل الأقرب إلى الخيال أكدت استمرار المتابعة، وضلوع أطراف العالم شرقه وغربه في "مقبرة الإمبراطوريات" و"عرين الشهداء" التي جذبت الجميع من دون استثناء وأبقت على قضاياهم المصيرية في خانة المؤجلات والأقل قراءة لحين إشعار آخر.

المزيد من تحقيقات ومطولات