لم تستطع لمياء وليد، الطالبة في الصف الأول المتوسط، الانضمام إلى الفصول الدراسية مع زميلاتها، على الرغم من إلزام فئتها الحضور مع بدء العام الدراسي، ولكنها بدأت في متابعة حصصها الدراسية عن بعد يومياً، وذلك لأنها لم تتلق جرعة اللقاح اللازمة، فهي لم تكمل 12 عاماً بعد، ففي أكتوبر (تشرين الأول) المقبل تتأهل للحصول على الجرعة الأولى حسب الأنظمة الصحية المعمول بها في السعودية.
أما محمد معتوق، وهو طالب في الصف الثالث المتوسط، فحددت له إدارة المدرسة يومي الأحد والأربعاء للحضور، في حين يتلقى دروسه الأيام المتبقية من الأسبوع عن بعد. وقال "وُزع الطلاب على مجموعات للحضور إلى المدرسة، بحيث لا يتجاوز عدد الطلاب في الصف عشرة، لتطبيق التباعد في توزيع المقاعد الدراسية والإجراءات الاحترازية التي تتطلب التأكد من أن الطالب حصل على جرعتي لقاح ضد فيروس كورونا من خلال تطبيق (توكلنا) المحلي، الذي يظهر حالة الفرد الصحية من مختلف فئات المجتمع، فوق 12 سنة".
وفي الوقت الذي قسمت فيه إدارة مدرسة محمد الطلاب على مجموعات، لم تتبع مدرسة سلطان الثبيتي الإجراءات ذاتها، فسلطان بدأ في الحضور إلى المدرسة بشكل يومي منذ مطلع الأسبوع في الفترة الصباحية التي ينتهي دوامها عند الواحدة ظهراً، لتستقبل الفصول المجموعة الأخرى التي ينتهي دوامها في الساعة السادسة والنصف مساءً، بحيث لا يتجاوز عدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد ثمانية طلاب.
إجراءات الدخول
والتحق ما يقارب ستة ملايين طالب بالفصول الدراسية في البلاد هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ عام ونصف العام، بعد أن أشارت البيانات الحكومية إلى استقرار الإصابات بفيروس كورونا وانخفاض الوفيات.
لكن السلطات السعودية تتوخى الحذر في ما يتعلق بحضور الطلاب، فبحسب القرارات يمنع حضور الطلاب دون عمر 12 سنة، حتى وإن كانوا في المرحلة المتوسطة، كما ألزمت المدارس فحص درجات الحرارة لجميع الطلاب عند الدخول للتأكد من سلامتهم، ولا يقتصر فحص درجات الحرارة على الطلاب بل يشمل جميع العاملين في المدرسة، إضافة إلى التأكد من تحصنهم بجرعتي اللقاح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال حسين الفيفي، مدير متوسطة ابن الحاجب بالعاصمة السعودية، "وفرنا العديد من الاحترازات كالكمامات والتباعد الجسدي، إلى جانب تباعد الطاولات داخل الفصول"، أيضاً هناك العديد من البروتوكولات التي أقرتها وزارة التعليم حفاظاً على سلامة أبنائنا كإلغاء الفُسح والاقتصار على تقديم وجبات صحية داخل الفصول.
كما مُنعت الأنشطة التي يكون فيها تقارب جسدي والاكتفاء بالأنشطة التي يكون فيها التباعد، فيما خصصت وزارة التعليم جزءاً من وقت الحصة الأولى في بداية اليوم الدراسي لتوعية وتثقيف الطلبة والطالبات بأهمية تطبيق الإجراءات الاحترازية.
الحصانة المجتمعية
وبدأت الحكومة السعودية منذ شهر مايو (أيار) الماضي حملات تطعيم للطلاب والعاملين في القطاع التعليمي على حد سواء، وأكدت المتحدثة الرسمية لـ"التعليم"، ابتسام الشهري، أن طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بدأوا عامهم الدراسي حضورياً بعد الحصول على جرعتين من لقاح كورونا، بينما يبدأ طلبة المرحلة الابتدائية عامهم الدراسي عن بُعد من خلال منصة "مدرستي"، وطلبة رياض الأطفال من خلال منصة "روضتي"، وذلك حتى الوصول إلى الحصانة المجتمعية المطلوبة 70 في المئة أو بتاريخ 30 أكتوبر من العام الحالي 2021 أيهما يسبق أولاً.
ولفتت الشهري إلى أن عدد طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية ثلاثة ملايين و100 ألف طالب وطالبة. منوهة بأن الطلبة الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة والتحقوا بالصف الأول المتوسط يعاملون مثل بقية الطلبة الذين لم يتلقوا اللقاح، وسيبدأ عامهم الدراسي عن بُعد، وكذلك الطلبة الذين يعانون أمراضاً مزمنة تمنعهم من الحصول على اللقاح، سيتم توفير التعليم عن بُعد لهم.
عودة آمنة
وفي مايو الماضي، أكدت وزارة التعليم أنها أقرت بعد اتفاقها مع وزارة الصحة خطة عودة التعليم، تتضمن أربع نقاط أساسية، لضمان استمرار العملية التعليمية بما يتوافق مع متطلبات السلامة العامة في ظل جائحة كورونا، بينها عودة أعضاء الهيئات التدريسية إلى مقرات العمل في المدارس والكليات والجامعات والمعاهد ومؤسسات التدريب المهني، مقابل أخذ جرعات كاملة للقاحات كورونا، كمطلب لدخول المباني، إذ سيتم التأكد من هذا الأمر باستخدام تطبيقات "توكلنا" و"تباعدنا".
وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن نسبة الطلبة الذين حصلوا على جرعة واحدة من لقاح كورونا في التعليم العام بلغت 93 في المئة، فيما 37 في المئة فقط على جرعتين. أما طلبة التعليم الجامعي الذين حصلوا على جرعة واحدة فبلغت نسبتهم 85 في المئة، مقابل 59 في المئة حصلوا على اثنتين، وسط توقعات بزيادة هذه النسب في المستقبل.
منصة مدرستي
وفي السياق ذاته أكد وزير التعليم السعودي، حمد آل الشيخ، في تصريحات صحافية، أن الطلبة الذين لم يحصلوا على جرعتي لقاح كورونا لن يتاح لهم الحضور للمنشأة التعليمية، وذلك حفاظاً على سلامة الجميع وأسرهم، موضحاً أن الكادر التدريسي سيقوم برفع الدروس اليومية للطلاب على منصة "مدرستي" لاستكمال رحلة الطلاب التعليمية لمن لم يحضروا، وكذلك إتاحة البدائل التعليمية في المنصة.
وأشار إلى أنه سيتم التعامل مع المعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس الذين لم يحصلوا على جرعتي لقاح، وفق الآلية المعتمدة والمعلنة من وزارة الموارد البشرية كجهة اختصاص.
أضاف آل الشيخ أن "الشراكة مستمرة مع وزارة الاتصالات في توفير شبكة إنترنت في المواقع النائية، لضمان الدخول على المنصات التعليمية، مع توفير بدائل قنوات (عين) الفضائية لاستمرار الرحلة التعليمية للطلبة".
استقرار الحالات
واستقرت إصابات كورونا الجديدة في السعودية عند بضع مئات يومياً خلال أغسطس (آب) من ذروة تزيد على أربعة آلاف إصابة جديدة يومياً في يونيو (حزيران) 2020. كما انخفض متوسط عدد الوفيات اليومية لأقل من عشر حالات خلال أغسطس الحالي.
وقالت وزارة الصحة السعودية في بيان لها "إنه تم إعطاء ما يزيد على 36 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19، وتلقى 78 في المئة من سكان البلاد الذين يقدر عددهم بنحو 35 مليون نسمة جرعة لقاح واحدة في الأقل".
