Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثائقي "أطفال 11/9" يثبت أن بن لادن فشل فشلا ذريعا في توليد الكراهية

على الرغم من أن طول الوثائقي يبلغ ساعتين فإنه عمل يستحوذ على الانتباه لأن المشاهد يريد معرفة ماذا سيحدث بعد لكن ما يحصل لاحقا هو في الغالب عادة أمر طبيعي تماما بالنسبة لأي طفل من جيل بداية الألفية الحالية

إذا كان بن لادن قد حاول توليد الكراهية والنقمة عبر الأجيال، فقد فشل فشلاً ذريعاً مع أولئك الذين كانوا أكثر تأثراً بجرائمه (تشانل4.كوم)

أحد الجوانب الأكثر لفتاً للانتباه في وثائقي "أطفال 11/9: قصتنا" Children of 9/11: Our Story  هي أن قلة قليلة من الأطفال الستة الذين يظهرون في العمل تشعر بأي غضب على الإطلاق حيال ما حدث في ذلك اليوم. قد تظنون أن هذا الجانب سيحمل أهمية أكبر لأنهم كانوا أبناء لأمهات من بين مئة وخمس نساء كن حوامل في الوقت الذي قضى آباؤهن [آباء هذه الأجنة] في الهجمات. ليست هناك استهانة بحياة الآباء الراحلين وثمة شعور واضح بالخسارة، لكن في المقابل ليست لدى الأطفال رغبة محمومة في الحصول على إجابات لبعض الأسئلة أو رغبة في "لأم هذا الجرح"، أو أي مؤشرات على الهوس بالآباء الذين فقدوهم في الحادثة الإرهابية الفظيعة.

العمل موجه إلى الجمهور في كل أرجاء العالم، كما أن القصص التي يرويها مؤثرة على المستوى العالمي [الجامع والعام]، كما أنها آتية من جميع أنحاء العالم- ألمانيا وبولندا واليمن وكافة أرجاء الولايات المتحدة. على سبيل المثال، كانت باولا غوركي، حبلى بابنها نيك غوركي في ذلك الوقت. كانت تعاني من الغثيان الصباحي وغادرت العمل في ذلك الصباح تحديداً لأنها شعرت بتوعك شديد، تاركة زوجها الذي يعمل مصرفياً وراءها، وفي لحظة مغادرتها المبنى، اخترقته الطائرة الأولى وانهمر الحطام عليها. إلا أن زوجها لم يخرج بعد ذلك.

أما والد فارس فقد رجع إلى البرجين حاملاً مفاتيح متعددة الاستعمالات ليخرج الناس وخسر حياته بينما كان يساعد الآخرين. من بين الأطفال الذين باتوا الآن بالغين، هي دينا تيريك من ولاية فيرمونت التي اعترفت بأنها تشعر "بالذنب قليلاً" لأنها لا تفكر في والدها الراحل كل يوم، وهي المشاركة الوحيدة التي تأتي على ذكر شعور الغضب حيال تلك الأحداث. ومع ذلك، فهي لا تبدو كشخص غاضب أو حاقد، وكذلك والدتها التي تتحدث عن التجربة التي عاشتها في منبر "تيد توكس"  Ted Talks. بالطبع، لقد اعتاد جميع الأطفال خلال نشأتهم على كيفية تأثر عائلاتهم بالإرهاب، لكن من الأمور التي تصيب المشاهد بصدمة حقيقية هي معرفة أن والد دينا، ديفيد، كان جالساً بجانب أحد الإرهابيين على متن الرحلة AA11 ، الطائرة  الأولى التي اصطدمت بمركز التجارة العالمي. تتساءل الفتاة ما الذي كان القتلة يريدون معرفته عن والدها؟

رغم أن مدة الوثائقي هي ساعتان، فإنه عمل ينجح في الاستحواذ على الانتباه، لأنك تريد معرفة ما الذي حدث بعد ذلك - لكن ما حدث بعد ذلك عادة ما يكون طبيعياً تماماً بالنسبة لأي طفل ينتمي إلى بداية الألفية الحالية [بين نهاية التسعينيات و2010]. عندما لا يكون الحال كذلك، فإن هؤلاء الأطفال المولودين بالتزامن مع أحداث 11 سبتمبر (أيلول) لطيفون ومؤثرون ويتفكرون في حياتهم - وصادقون مع أنفسهم، ويؤكدون دائماً أن من شعر بالخسارة على نحو أكثر إيلاماً هم أمهاتهم وأقاربهم الآخرون.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهكذا، نرافق [نحن المشاهدين] هؤلاء الأطفال أثناء عاداتهم الروتينية (اليومية) ومرحلة انتقالهم إلى سن الرشد غير الاعتيادية، من خلال مقاطع فيديو وصور التُقطت في المنزل، وأحياناً الأغاني والقصائد القصيرة، إضافة إلى الاستعانة بالأرشيف الذي لا غنى عنه.

لا يوجد تعليق صوتي في الفيلم، فقط شهادات شخصية تم الإدلاء بها بجدية.[نرافقهم في حياتهم اليومية فنرى تفاصيل] هناك أشقاء جدد رحب بهم أبطال العمل وأزواج أمهات تعرفوا بهم، وحيوانات أليفة لعبوا معها، وفعاليات رياضية شاركوا فيها، وتخرج في الجامعة، والكشف عن الميول الجنسية، وقيامهم بالتصويت لأول مرة، وتجربة السباق الرئاسي لعام 2020 ، والتدريبات على استخدام الأسلحة النارية في حالة حدوث إطلاق نار، وما إلى ذلك. لكن يتم التطرق أيضاً إلى الطقوس التي ترافق الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر، واهتمام وسائل الإعلام والأصدقاء بهم بسبب وضعهم كأطفال لهم وضعهم الخاص في ذلك اليوم. إنهم يتعاطون مع كل ذلك بشكل جيد لدرجة مدهشة، على الرغم من أنهم، كما يقول أحدهم، يشعرون أن الأنظار موجهة إليهم إلى حد كبير.

إذا كان بن لادن قد حاول توليد الكراهية وتردد [سريان] النقمة عبر الأجيال، فقد فشل فشلاً ذريعاً في أوساط أولئك الذين كانوا أكثر تأثراً بجرائمه. إننا نستمع إليهم بعد مضي وقت طويل جداً، لكنني أود معرفة رأيهم في الخروج من أفغانستان. أعتقد أنني أستطيع تخمين موقفهم.

* يعرض وثائقي "أطفال 11/9: قصتنا" على القناة الرابعة "تشانل 4" وخدمة "أول 4".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات