Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان المتحورة" ستصطدم بمجتمع المدينة في كابول

محمد الهادي الحناشي يشرح مكامن قوة هذه الحركة وكيف نشأت

شهدت عدد من المدن الأفغانية تظاهرات احتجاجية ضد طالبان لكن الحركة لجأت إلى العنف لتفريق المحتجين ( أ ف ب)

في صيف عام 2001، خاض الصحافي التونسي محمد الهادي الحناشي تجربة صحافية تمثلت في سلسلة تحقيقات مطولة أجراها في أفغانستان تحت حكم حركة "طالبان"، ونُشرت في صحيفة "القبس" الكويتية، إذ نقل فيها الواقع الأفغاني من الداخل، فيما تنقّل في ظروف قاسية عبر الحدود الباكستانية إلى كابول، ثم إلى قندهار وهرات، ولمس مأساة النازحين وعايش ظروفهم القاسية والتقى أبرز قادة "طالبان" في تلك الفترة، ثم صاغ هذه الرحلة في كتاب، صدر عن دار الزمان اللندنية عام 2002، وبدأه كمقدمة لفهم الشأن الأفغاني وعقل الحركة، بعنوان "سقوط الحاءات الثلاث – حركة – حكومة – حرب".

 واستمر في متابعته لهذا الملف الذي تصدّر الأحداث، حتى التحاقه بقناة "العربية" الإخبارية التي منحته فرصة جديدة في تغطية أول انتخابات أفغانية عام 2005، ومن هناك بدأ برصد التحوّلات الحاصلة في البلد بعد سقوط نظام "طالبان".

وتكرّرت زياراته الميدانية إلى أفغانستان في مناسبات عدة، كما واكب انتخابات عام 2009، وأجرى سلسلة مقابلات مع الفاعلين الأفغان، وعدداً من التقارير والتحقيقات التلفزيونية، ثم صاغ الأعوام العشرة الأولى، على سقوط حكم "طالبان" في كتاب "العاصفة والعمامة، جمهورية بلا نصر وإمارة بلا هزيمة"، الذي صدر عن دار مدارك للنشر عام 2013، وقدّمه الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي. ويُعدّ هذا الكتاب محاولة لفهم عقل "طالبان" في سياق أفغاني.

وفي تقديم الكتاب، يقول الكاتب السعودي "تبدو أفغانستان نائيةً على طرف قصيّ من الأحداث الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، بعد ما سُمّي بالربيع العربي، ولكنها كانت دائماً في قلب تلك الأحداث، لا تنأى عنها حيناً إلا لتعود إليها أحياناً".

ويأخذ الكتاب القارئ في رحلة عبر التاريخ والجغرافيا، في بلد ألِف الحروب والصراعات. وفي هذا اللقاء مع الصحافي محمد الهادي الحناشي، نكتشف خفايا الصراع وكيفية تشكّل حركة "طالبان" وعودتها إلى الواجهة السياسية بعد حوالى 20 عاماً على سقوطها.

أفغانستان أرض الصراعات

حول الصراعات التي عاشتها أفغانستان، يقول الحناشي في حواره مع "اندبندنت عربية" إن "الموقع الجغرافي لأفغانستان كمفترق طرق تربط بين آسيا الوسطى، وجنوبها، وبين الشرق الأقصى والغرب، جعل منها على الدوام ساحة للصراع بين المحاور والإمبراطوريات الكبرى، وما يفرضه ذلك من اصطفاف بين أطرافها الداخلية متعددة الأعراق والمذاهب واللغات، فلم تكُن أفغانستان عبر تاريخها بمعزل عما يحصل حولها وإن اختلفت المسمّيات وتبدلت أدوار اللاعبين الكبار، كما أن طبيعة تضاريس البلد، تجعل منه حصناً طبيعياً ضد كل حملات الغزو. وداخل هذا الحصن الكبير، تنتشر حصون أخرى، تتمترس وراء القبيلة والعرقية والمنطقة، وتسعى إلى الدفاع عن بقائها بوسائل شتى، إما بالتحالف داخلياً مع من يماثلها، أو خارجياً مع من يوافق هواها العرقي أو اللغوي أو الديني. وفي المحصلة، فإن التركيبة الأفغانية تعيش دائماً على تفاعلات الداخل وتأثيرات الخارج، وهذا هو المقصود بالأرض الحبلى بالصراعات إلى اليوم".


تجربة حكم معزولة

وفي إجابته عن سؤال حول الأسباب التي دفعته إلى الكتابة حول هذا البلد، يقول الحناشي، "منذ وصول طالبان إلى الحكم عام 1996، كانت أفغانستان مادة رئيسة في وسائل الإعلام العالمية والعربية، وكانت تجربة حكم معزولة، محفوفة بالألغاز، بما في ذلك وصولها السريع وإخراجها القادة الكبار من كابول، وعلى رأسهم الزعيم الأفغاني أحمد شاه مسعود".

أصل تسمية "طالبان"

وعن أصل تسمية "طالبان"، يقول الحناشي، "في الحرب الأفغانية – الباكستانية، فرّ ملايين الأفغان من جحيم الحرب، واستقر منهم نحو ثلاثة ملايين شخص في باكستان لوحدها، ونشأت مخيمات عدة، عاش فيها الأفغان ظروفاً قاسية وصعبة للغاية. وككل الأزمات الإنسانية، تكون الفئات الهشة هي الأكثر تضرراً، ووجد مئات آلاف الأطفال أنفسهم بلا مدارس وبلا رعاية صحية، وحتى بلا غذاء. ولاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الأطفال اللاجئين، ظهرت مدارس دينية عدة في باكستان، ينفق عليها المتبرّعون بسخاء، وتديرها شخصيات دينية. وتستقبل هذه المدارس الأطفال وتوفر لهم الطعام والمأوى واللباس، فكانت ملاذ الأسر الفقيرة التي تدفع أبناءها إلى هناك ليصبحوا طلبة، وفيها يعيش الطالب حياةً معزولة عن العالم الخارجي".
وزار الحناشي بعضها قرب مدينة بيشاور الباكستانية، ونقل كيف تُبنى عقول هؤلاء الصغار، فلا علاقة لما يتلقّونه بالعالم الخارجي، ولا تُترك أي فرصة للنقد، أو لقول يناقض قول النص الذي يتم انتقاؤه، بالتالي وعلى مدى عقود الحرب، تخرّج من هذه المدارس آلاف الطلبة، من ضمنهم النواة الأولى التي أسست حركة "طالبان".

"طالبان" والحاضنة الشعبية

وحول كيفية تمكّن الحركة في ظرف وجيز بعد تأسيسها، من الوصول إلى الحكم وإقامة "الإمارة الإسلامية"، يقول الحناشي "لا بد من العودة إلى الظروف التي أعقبت انسحاب القوات السوفياتية عام 1989، إذ لم ينجح قادة "الجهاد" في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تجمع الأفغان وتلملم جراحات الحرب، بل على العكس من ذلك، نشبت حرب أهلية مدمّرة بين الجماعات التي كانت تقاتل السوفيات جنباً إلى جنب، وفرّ نجيب الله، آخر رئيس للحكومة إلى مقر الأمم المتحدة، ودُمّرت العاصمة بالصواريخ، وكذلك بقية المدن الكبرى، وتحصّن كل فريق بعرقيته وقبيلته، وعمّت الفوضى أنحاء البلاد، ونمت العصابات وعمليات الخطف والقتل لتخلّف أزمة لجوء جديدة. في هذه الظروف، ظهرت حركة طالبان بمجموعة شباب من غير الزعامات الجهادية التقليدية، وانطلقت من قندهار عام 1994، وبدأت بفرض الأمن شيئاً فشيئاً، بحيث كانت بداياتها بمواجهة اللصوص وقطّاع الطرق وإزالة الكمائن التي كانت ترعب المسافرين والتجار. ومن هناك، بدأت تلقى ترحيباً وحاضنة اجتماعية وتشجيعاً من التجار، وبدأت تتقدّم شيئاً فشيئاً، لتصل إلى العاصمة كابول عام 1996، وتعلن إقامة إمارة إسلامية، كانت غريبة في الشكل والمضمون ومنهج الحكم التيوقراطي، الذي يقوم على قواعد صارمة وضعها الملا عمر، زعيم الحركة".

"مقبرة الغزاة"

ويعود الكاتب محمد الهادي الحناشي إلى بدايات القرن التاسع عشر، حين خاض الأفغان حرباً مع القوات البريطانية، عُرفت حينها بالحرب الإنجليزية الأولى، التي اندلعت عام 1842 واستمرت لأربعة أعوام، تم خلالها تهديم العاصمة كابول ونفي العائلة الملكية إلى الهند. وأظهر الأفغان مقاومة كبيرة في هذه الحرب، على الرغم من كون أسبابها تتجاوز حيّزهم الجغرافي، فهي نتيجة تنازع نفوذ بين الإمبراطورية الروسية وبريطانيا العظمى.

وعلى الرغم من عمل المملكة المتحدة على تغيير حدود البلاد وفرض واقع جديد، تولّى الأفغان إدارة شؤونهم الداخلية وتولّت إنجلترا الشؤون الخارجية. وانتظر الأفغان أربعة عقود أخرى لمواجهة بريطانيا في حرب ثالثة قضت على جيوشها وأجهزت على فرق عسكرية بأكملها، وانتهت باستقلال أفغانستان عام 1919. وهكذا تجدّد التدخل الخارجي مرّة أخرى، بعد خمسة عقود، وانسحب الاتحاد السوفياتي عام 1989.

وعرفت البلاد خلال قرن كامل أصنافاً من التدخل الخارجي، وواجه الأفغان أعتى الجيوش في العالم، تلك هي أرض أفغانستان، التي وُصفت في المدونات وكتب المؤرخين الرحالة بـ"مقبرة الغزاة".

التصوّف والزهد والفكر "الديوبندي"

وفي إجابته عن سؤال يتعلّق بمرجعيات "طالبان"، أكد الحناشي أن الحركة تنتهج المذهب الحنفي كإطار عام وتتبنّى فكراً "ديوبندياً" نسبة إلى مدرسة دار العلوم في مدينة ديوبند في الهند، وهو فكر ينزع نحو التصوف والزهد، وتنصهر كل هذه الروافد في الانتماء القومي بتراكماته الاجتماعية والثقافية لقومية "البشتون". ومن هنا، يلتبس التنسيب الحقيقي لمنهج "طالبان"، نظراً إلى تعدد المنابع والمصادر التي تنهل منها فقهياً، وغالبية المنتمين إليها تتحدر من نسيج قروي تتميز به أفغانستان، وهي قرى تقوم على أساس الأنشطة الزراعية وعلى نظام المقايضة والتضامن الاجتماعي، وعلى وحدة القبيلة وانضباطها بقيادة أعيانها ووجهائها، في طبيعة جبلية معقدة وفي دروب وعرة، يصعب التواصل فيها. فغالبية عناصر "طالبان"، ترعرعوا في بيئات خارج مسارات التطور الذي يشهده العالم، وربما حتى ما تشهده المدن والقرى الأخرى التي لا يمكنهم الوصول إليها، ولهذا "شاهدنا في تجربتهم السابقة تشدّداً لا علاقة له بالدين، وإنما بالبيئة الاجتماعية، التي قدِمت منها غالبية قيادات الحركة وعناصرها، وهو أمر يحتاج إلى دراسات اجتماعية معمقة، لأنه بفهم الخصوصية المجتمعية، يمكن فهم سلوك الحركة".

مجتمع القرية والقبيلة

وحول رؤية "طالبان" لتنظيم المجتمع، يؤكد الحناشي أن "المجتمع الذي تراه الحركة هو نتاج حتمي لمرجعيتها، وهو مجتمع القرية والقبيلة بشروطهما القاسية وبارتفاع سقف الضوابط والمحاذير التي يصيغها المجتمع القروي لضمان بقائه وحماية وحدته. لذلك شاهدنا تلك الدهشة التي ارتسمت على وجوه بعض مقاتلي الحركة، حينما دخلوا مدينة كبيرة مثل كابول، تعداد سكانها أكثر من ستة ملايين نسمة، وهي مدينة شهدت في الأعوام العشرين الماضية، تطوراً عمرانياً، وتوافراً للكثير من وسائل الحياة العصرية، فشاهدنا هؤلاء يلهون في الملاهي ويجلسون بطريقة لافتة على الأرائك والمكاتب وفي المطاعم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مجتمع المدينة في مواجهة القبيلة

ولفت الحناشي إلى المواجهة الحتمية بين "مجتمع المدينة" الذي تمثله كابول والمدن الكبرى الأخرى، وأولئك الوافدين من القرى والأرياف، إضافة إلى مرجعيات "طالبان" الفكرية والدينية الأخرى.

ويضيف أن الحركة كانت تمنع نشاطات عدة في العاصمة والمدن الكبرى، مثل الرياضة وكرة القدم والشطرنج والموسيقى والرسم وألعاب الطائرات الورقية والمطاعم والمقاهي، وهي عناصر الحياة المدنية في المدن. ويقول "اليوم ننتظر لنرى النسخة المتحوّرة من طالبان، كيف ستتفاعل مع جيل جديد في المدن الأفغانية، الآلاف منه خريجو وخريجات الجامعة، المئات ناشطون في جمعيات ونوادٍ ثقافية وفنية ورياضية، وعدد غير محدود من المدونين والفنانين والإعلاميين، ووسائل الإعلام، من صحف وإذاعات وتلفزيونات. المشهد ملتبس، ولكنه يعكس مقاومة لمشروع طالبان المجتمعي".

ولن يكون بحسب تقدير الحناشي سهلاً على "طالبان"، التي تتطلع إلى اعتراف العالم بها، مواجهة كل هذه التحولات الطارئة في العاصمة والمدن الأفغانية.

"طالبان" لم تلغِ المؤسسات القائمة

والمؤسسات لدى "طالبان"، وفق الحناشي، "هي فقط وسائل لتحقيق الأهداف، وهي تُبنى وفق الحاجات. والمثير للاهتمام أن الحركة بوصولها إلى كابول، وجدت مؤسسات قائمة تم إنفاق المليارات لبنائها، لم تلغِها حتى الآن، وطوّعت عناصرها وقياداتها للتعامل معها، كما هي. واللافت أيضاً أنها كانت جاهزة، إذ نشرت مسؤوليها في الوزارات والمؤسسات الأمنية والبلديات ومصالح الخدمات والأسواق، وبدت الأمور تسير سيراً عادياً، مما يفيد بأنها كانت جاهزة لاستلام الحكم، وأن الأمر تم العمل عليه منذ فترة طويلة".

مفهوم الدولة عند "طالبان"

وبخصوص مفهوم الدولة لدى الحركة، أكد الحناشي أن "طالبان في نسختها الأولى، التي حكمت لخمسة أعوام، كانت لها رؤية خاصة للدولة، وهي أن الأرض التي يعيش عليها مسلمون عليهم تطبيق الشريعة، كما تقدمها طالبان، بمعزل عما يراه العالم، بالتالي كانت دولة معزولة ترى في العالم قوى شريرة تريد بالإسلام شراً، وفق تصورها. أما "طالبان المتحوّرة"، فتواجه اليوم أسئلة صعبة، فالدولة التي يقبل بها العالم هي تلك التي تستجيب للمعايير الدولية، التي يفرضها القانون الدولي الإنساني، وتضبط العلاقات بينها المواثيق والعهود والاتفاقيات، كما تتحدّد بمدى قبولها مثلاً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية مكافحة التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل وغيرها من المدونات القانونية ذات العلاقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. على طالبان الإجابة عن هذه الأسئلة الصعبة، من دون مواربة أو تعويم، في خطاب يدور في فلك العلاقات العامة، وهذا لم يتحقق إلى اليوم. فكيان الدولة الحديثة لا يعيش بمعزل عن العالم الخارجي، الذي يبدو اليوم في ريبة شديدة من عودة طالبان".


"طالبان تتغيّر"

تبعث "طالبان" اليوم رسائل طمأنة، وتتبرّأ من "القاعدة" ومن الجماعات الإرهابية، وكان ذلك ركناً أساسياً في اتفاقها مع الولايات المتحدة، بالتالي فإن اعتراف العالم بها، هو ما سيحدد إن كانت فعلاً تلتزم مفهوم الدولة ومعاييرها، أو ستبقى حركة حاكمة معزولة، مع ما يستتبع ذلك من حروب أهلية ومواجهات مسلّحة، وربما هجمات وتدخلات خارجية من جديد.

ويقول الحناشي "لن يكون من اليسير على طالبان الحكم بالآليات والمرجعيات ذاتها التي حكمت بها قبل عقدين من الزمن. أفغانستان اليوم ليست كما كانت عليه، المجتمع تغيّر، وتقلصت نسبة الأمّية في المدن وتحسن الوضع الصحي وانتشرت المدارس والتحقت بها آلاف البنات، وستكون طالبان مجبرة على تغيير سلوكها".

الملا عمر "الأمير الشبح"

وحول شخصية الملا عمر، يقول محمد الهادي الحناشي "كان شخصية غامضة وقلة من الناس قابلوه، إلا أنه يحظى بمكانة كبيرة لدى عناصر الحركة وقياداتها، ويعود هذا التقدير إلى القيمة الكبيرة التي توليها الصوفية إلى ’القطب‘ أو ’الغوث‘ أو ’الشيخ‘ كزعامات روحية، وتأثير الرجل الروحي هو الغالب، بخاصة أنه مستمر حتى بعد وفاته. يتحدثون عنه بتأثر كبير ويمدحون خصاله تماماً كما يتم الحديث عن الأولياء الصالحين، فيقدّمونه وليّاً، وفي السياسة يقدّمونه حكيماً حصيفاً وصارماً، وفي الدين، يقدّمونه ورعاً ناسكاً، وفي الحرب، يقدّمونه مقداماً شجاعاً".

ويؤكد الحناشي أن هذا التأثير الكبير في أتباعه، يفسّر تأخر الإعلان عن وفاته لمدة طويلة، قبل اختيار خليفة له. وقال  في كتابه "العاصفة والعمامة" إنه "الأمير الشبح الذي يحكم من وراء ستار".

"طالبان" استثمرت فساد الحكومات

وحول ما ساعد "طالبان" على استعادة قوتها وإعادة السيطرة على عدد من المدن تدريجاً، وصولاً إلى كابول وكامل البلاد، يوضح الحناشي أن "الحركة لم تغِب يوماً عن المشهد الأفغاني، وفقدت توازنها لمدة عامين نتيجة الضربات الأميركية والغربية، إلا أنها استعادت قوتها المجتمعية تحت شعار طرد المستعمر الأجنبي للبلاد، وأعادت بناء قدراتها، خلال قتالها القوات الأجنبية والحكومية، ولاقت دعماً من القرى والقبائل، وباتت لاعباً أساسياً يعيق القوات الأجنبية والحكومية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في حوار معها، تُوّج باتفاق العام الماضي، وهو ما اعتبرته الحركة انتصاراً، وبدأت بإعداد العدة لاستلام الحكم، ساعدها على ذلك التذمر الكبير لملايين الأفغان من أداء الحكومات المتتالية التي نخرها الفساد".

المزيد من تقارير