Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبح الإغلاق خيم على حي المال في لندن وسط تداعيات كورونا

توقعات بعودة أكثر من 80 في المئة من الموظفين إلى مكاتبهم في سبتمبر مع إجراءات الانفتاح الاقتصادي

رفعت بريطانيا كامل تدابير الإغلاق في يوليو الماضي بفضل برنامج التطعيم السريع الذي طبّقته (أ ف ب)

تعود الحياة إلى حي "سيتي" المالي في لندن، لكنها مصحوبة بالآثار التي خلّفها الوباء، ما يثير تساؤلات جديدة حيال مستقبله.
وأدت أزمة "كوفيد-19" التي بدأت في المملكة المتحدة في أبريل (نيسان) 2020 إلى فرض تدابير إغلاق على الصعيد الوطني، حوّلت المركز المالي العالمي إلى مدينة أشباح.
وأُجبر موظفو حي المال المعروف أيضاً باسم "سكوير مايل" على العمل عن بعد، فيما تبنّى بعضهم منذ ذلك الوقت أسلوباً هجيناً أو مرناً يقوم على العمل أحياناً من المنازل وأحياناً من المكاتب.

تدابير الإغلاق

ورفعت بريطانيا كامل تدابير الإغلاق في يوليو (تموز) الماضي بفضل برنامج التطعيم السريع الذي طبّقته، لكن لا يبدو أن عدداً كبيراً من الموظفين في عجلة من أمرهم للعودة إلى المكاتب في ظل المخاوف المرتبطة بتفشي المتحورة "دلتا".
وقالت المتخصصة في العقارات المرتبطة بالشركات لدى مؤسسة "ريمت للاستشارات" لورنا لانديلز لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا يزال هناك تردد لدى كثيرين في المخاطرة بالتعرّض للفيروس، إما في مكان العمل أو في الطريق إليه".
وأثّرت العطل المدرسية وسياسة الحكومة لاحتواء كورونا في عودة الموظفين إلى المكاتب، لكن لم يعُد على البريطانيين الذين يخالطون شخصاً مصاباً، عزل أنفسهم في حال كانوا محصّنين بالكامل.

إشغال المكاتب محدود

مع ذلك، بلغت نسبة إشغال مكاتب وسط لندن 10.3 في المئة فقط من كامل طاقتها الاستيعابية في الأسبوع الذي انتهى في 20 أغسطس (آب) الحالي، وفق بيانات جمعتها "ريمت".
وقال رئيس شركة "ليغال أند جنرال" للتأمين نايجل ويلسن في مقابلة أجرتها معه صحيفة "غارديان" أخيراً، "عندما أطلُّ من نافذة مكتبي، تبدو الشوارع خالية نوعاً ما". وأضاف "ما زلنا في الأيام الأولى لإعادة فتح الاقتصاد وأتوقع أن يعود المزيد من الأشخاص في سبتمبر".
في المقابل، يعتقد رئيس مصرف "ناتويست" والمدير السابق لهيئة الرقابة المالية في لندن هاورد ديفيز بأن "سيتي" تغيّر للأبد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال لـ"بلومبيرغ" "انتهت تلك الأيام عندما كان 2500 شخص يدخلون من باب مكتبنا في الساعة 08:30 صباحاً ويخرجون عند الساعة 06:00 مساءً". وأكد ديفيز "سيبدو المشهد مختلفاً كثيراً خلال النهار ولن تتردد على وسط لندن الأعداد التي كنا نراها في السابق. الناس يشعرون بالقلق حيال مخاطر التنقل واكتشفوا أنه يمكنهم القيام بالأمور بطريقة أخرى".
لكن وزير المال البريطاني ريشي سوناك يصرّ على ضرورة العودة إلى المكاتب، مشيراً إلى أن ذلك يساعد الشباب في مسيرتهم المهنية.
لكن المجموعات المصرفية العملاقة مثل "باركليز" و"إتش إس بي سي" تراهن على أنماط العمل الهجينة على الأمد البعيد، وهو أمر خفّف الحاجة أيضاً إلى مساحات مكتبية.

عودة الموظفين إلى "سيتي"

ويخطط نحو 80 في المئة من موظفي حي "سيتي" للعودة إلى مكاتبهم اعتباراً من سبتمبر، بحسب استطلاع نشرته أخيراً شركة "مايكل بيج" للتوظيف. لكن لا يتوقع إلا 25 في المئة من هؤلاء العودة إلى أسبوع العمل الكامل من المكاتب بأيامه الخمسة.
ويحاول المسؤولون عن حي المال إضفاء طابع إيجابي على التوقعات بالنسبة إلى المنطقة التي تطغى عليها الضبابية نتيجة "بريكست".
وأفادت رئيسة السياسات لدى "مؤسسة سيتي" في لندن كاثرين ماكغينيس في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، "ما زال لدى المكاتب المركزية دور مهم تقوم به، سواء من أجل تطوير الموظفين أو معنويات الفريق أو التعاون والإبداع أو فرص إقامة علاقات أو أكثر من ذلك بكثير".
وتابعت "عدد من الموظفين أنفسهم يتوقون للعودة إلى المكتب لجزء من الأسبوع على الأقل، وستوفّر عودتهم الإقبال الذي يحتاج إليه قطاعا الضيافة والتجزئة".

لندن مركز المال

وتدير "مؤسسة سيتي" المركز المالي التاريخي الذي يضم أيضاً "بنك إنجلترا" وكاتدرائية القديس بولس.
ويرى أستاذ الاقتصاد لدى "كينغز كوليدج لندن" جوناثان بورتس أن "سيتي" ستحافظ على أهميتها على الرغم من تراجع الإقبال. وقال "بينما ستتغير أنماط العمل بالتأكيد، وربما يعني ذلك بعض التغييرات في أجواء سيتي، أعتقد أن لندن ستبقى مركزاً مالياً عالمياً مهماً".
وتردد أكثر من نصف مليون شخص يترددون على حيّ "سيتي" المالي وعملوا فيه قبل الوباء، ما بثّ الحياة في مقاهيه وحاناته ومطاعمه.