Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تطورات غزة تربك إسرائيل... بينيت يتقلب بمواقفه قبل وصوله إلى واشنطن

أجهزة الأمن ترفض الاستعجال العسكري لكن الصوت الأعلى يدعو إلى عملية حاسمة ضد القطاع

بينيت متحدثاً إلى وسائل الإعلام قبيل مغادرته إلى واشنطن (مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية)

على الرغم من أن يوم الغضب الفلسطيني، الذي استعدت إسرائيل لاحتمال أن تشعل أحداثه الجبهة الجنوبية والضفة، مرَّ من دون تصعيد أمني وفق التقديرات الإسرائيلية واستعدادات الجيش، فإن إطلاق البالونات الحارقة كان كافياً، ليس لإشعال مناطق إسرائيلية في الجنوب فقط، وإنما لإشعال النقاش الإسرائيلي الداخلي حول كيفية التعامل مع حركة "حماس"، ليُطرح السؤال إذا ستسمح إسرائيل بأن تبقى بلدات الجنوب رهينة البالونات الحارقة أو الصواريخ التي تفاجئ بها الحركة الإسرائيليين بين الفينة والأخرى.
وتبحث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالياً إمكانية الرد العسكري، وأعلن مسؤول فيها أن الحرب على غزة باتت مسألة وقت، لكن أصواتاً من داخل تلك الأجهزة تحذر من خطوة كهذه، وتدعو إلى البحث في خطوات لإعمار غزة والتقدم نحو اتفاق لضمان تهدئة كاملة ضمن ما يشمله تبادل الأسرى.

مواقف مغايرة

وما بين هذا الموقف وذاك، أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، تصريحات بدت متضاربة بعد إطلاق البالونات الحارقة وقبل سفره إلى واشنطن، فبينما سبق أن أعلن تفضيله تأجيل أي عملية ضد غزة، عاد ليهدد بضربات قاسية واستهداف قياديين في "حماس"، ووقف داعماً الأجهزة الأمنية في جعل الملف الإيراني على رأس سلم الأولويات، لكن مسؤولين أمنيين صرحوا أن الامتناع عن الرد العسكري الفوري على "حماس" يأخذ بالحسبان أيضاً الوساطة المصرية التي، كما يرى الإسرائيليون، باستطاعتها تحقيق تقدم في المفاوضات.
لكن وقبل إقلاع طائرته إلى واشنطن، حرص بينيت بدايةً على طمأنة المشككين في مدى نجاح هذه الزيارة بقوله إنه يحمل في جعبته "روحاً جديدة من التعاون تستند إلى علاقة خاصة تجمع الدولتين وتعود إلى سنين طويلة"، وفيما لم يتطرق إلى ملف غزة مباشرةً، جعل من الملف الإيراني أولى أولوياته، وقال "سنتناول العديد من الجبهات، وعلى رأسها الجبهة الإيرانية، لا سيما الطفرة التي حققها البرنامج النووي الإيراني على مدى السنتين أو السنوات الثلاث الماضية. وسنتحدث عن الخطط المعنية بكبح هذا البرنامج بشكل خاص. كما سنعالج إجراءات ضرورية عدة للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي".
في هذا السياق لفت مسؤول أمني إسرائيلي إلى ضرورة أن تتخذ تل أبيب موقفاً مدروساً، قائلاً "إذا فقدت الحكومة الطريق بسلوكها تجاه القطاع، فإن هذا سيؤثر أيضاً في جبهات أخرى وفي ثقة الجمهور بالحكومة، التي في كل الأحوال تجد نفسها في وضع معقد جداً بسبب تركيبتها السياسية الخاصة"، مضيفاً أن "الحملة الأخيرة في غزة لم تغيّر بشكل جوهري صورة الوضع حيال القطاع وحماس. فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء الحملة العسكرية، (حامي الأسوار)، تجد إسرائيل صعوبة في تحقيق إنجازات سياسية. وكما يبدو فإننا أمام فصل انتقالي نحو مواجهة أكبر مع حماس في غزة، وهي أقرب منها إلى التسوية والاستقرار الأمني الطويل المدى مثلما تتطلع إسرائيل إلى تحقيقه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تهدئة أو تصعيد

وكانت ليلة الاثنين - الثلاثاء "23-24 أغسطس (آب)" شهدت ضربات إسرائيلية هي الأشد بعد حملة "حامي الأسوار" استهدفت مواقع لـ"حماس"، من بينها مراكز لإنتاج الأسلحة تحت الأرض وإطلاق صواريخ، وفق الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن أنه سيواصل قصف غزة رداً على البالونات الحارقة، فيما نُقل عن مصادر أن الضغوط المصرية أثمرت موقفاً أولياً من "حماس" بالتوقف عن إطلاق البالونات الحارقة.
وفي كل الأحوال طالما لم تعلن "حماس" عبر مسؤوليها موقفاً رسمياً واضحاً حول إطلاق تلك البالونات، تواصل أجهزة الأمن الإسرائيلية البحث في كيفية مواجهة هذه المقذوفات أو احتمال إطلاق صواريخ باتجاه بلدات الجنوب. وبالنسبة إلى الإسرائيليين باتت الحاجة تتطلب التوصل إلى الحسم، فإما تهدئة مع الحركة وإما تصعيد ضمن خطة تضمن القضاء على بنيتها العسكرية، وفق مسؤولين أمنيين، اعتبروا أن الضربة العسكرية على غزة باتت مسألة وقت.

"حماس" واللقاء في واشنطن

ويرى أمنيون إسرائيليون أن لـ"حماس" مصلحة في طرح التسوية في غزة كموضوع مركزي في لقاء بينيت مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن الحركة تتوقع أن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل، وأن تكون شريكاً في التسوية وفي إعمار القطاع. لكن في موقف آخر قال وزير الشتات الإسرائيلي، نحمان شاي، إن "إسرائيل ستوجه ضربة، أعدكم أنها ستكون هناك ضربة قوية لغزة، إثر المواجهات عند السياج الأمني المحيط بالقطاع"، لكنه أكد "أن ذلك لن يتم خلال زيارة رئيس الحكومة إلى الولايات المتحدة. على الجيش الإسرائيلي الرد، ولكن ليس الآن. ولا يمكن للفلسطينيين استدراجنا إلى توقيتهم وأن يقرروا هم جدول أعمال إسرائيل. وليس معقولاً أن تجري الأمور بهذا الشكل، وعلى إسرائيل أن تتخذ القرار".
ودعمت هذا الموقف جهات إسرائيلية رأت أن "الفترة الحالية، إذا دعت الحاجة، هي التوقيت الصحيح لشن عملية (حارس الأسوار 2)، وإنهاء ما لم ينفذه الجيش الإسرائيلي، وأن يشمل اجتياحاً برياً، خصوصاً أن الفترة الحالية من الناحية السياسية مريحة، لأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، سيواجهون جميعاً صعوبةً بالتنديد بإسرائيل وعرقلة مثل هذه العملية بعد الفشل الاستخباراتي – العسكري الأميركي في مرحلة إنهاء إجلاء القوات من أفغانستان".

المزيد من الشرق الأوسط