Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سر أول جريمة اختطاف لطلب فدية في بريطانيا قبل نصف قرن؟

وثائقي جديد عن اختفاء زوجة نائب إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ الذي لم يحل لغزه

مورييل ماكاي لم تكن هي المستهدفة في عملية الخطف (غيتي)

أنتجت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية وثائقياً جديداً، استمر العمل عليه لمدة ثلاثة أعوام، عن لغز اختفاء مورييل ماكاي من بيتها في ويمبلدون، جنوب لندن، في 29 ديسمبر (كانون الأول) 1969، ولم يعثر عليها حية أو ميتة حتى الآن. وعلى الرغم من إدانة شخصين في العملية والحكم عليهما بالسجن، فإن لغز الاختفاء الغامض لهذه السيدة البالغة من العمر وقتها 55 عاماً لم يحل بعد. وبثت "سكاي نيوز" مقابلة مع منتجة الوثائقي "جريمة اختطاف ويمبلدون" الذي يعيد التحقيق في القضية بعد أكثر من نصف قرن.

وعلى الرغم من أن الوثائقي على ما يبدو لا يكشف الكثير عن مصير تلك المرأة، التي كانت مجرد ربة منزل متدينة وترعى ابنتهيا وتسهر على مصالح زوجها، فإنه يفجر تساؤلات جديدة حول أول عملية خطف لطلب فدية في بريطانيا. ويخلص إلى أن الشرطة ربما تسرعت في تحقيقاتها، تحت ضغط الرأي العام وقتها والحاجة إلى تقديم متهمين للعدالة.

وقبل نحو نصف قرن، كانت عناوين الصحف البريطانية صارخة عن أول جريمة خطف من نوعها. وكانت الآراء تجمع وقتها على أن تلك "الجريمة ليست بريطانية"، أي لا تتسق مع المجتمع البريطاني. وإن كانت عمليات الخطف المماثلة معروفة وقتها في دول مثل الولايات المتحدة وإيطاليا.

لم تكن مورييل ماكاي تختلف عن أي زوجة من الطبقة المتوسطة في الحي اللندني الشهير، سوى أنها كانت زوجة أليك ماكاي، نائب إمبراطور الإعلام الأسترالي روبرت مردوخ في شركته "نيوز ليمتد". وقبل الحادث بشهر، كان مردوخ قد أعلن عن عملية إعادة إطلاق صحيفة "ذا صن"، أشهر الصحف الشعبية البريطانية، بعد أن اشترتها شركته.

وكانت عملية الخطف في البداية "خطأً في الهدف". فقد كان المستهدف بالخطف لطلب الفدية آنا، زوجة روبرت مردوخ، لكن على الرغم من الخطأ استمر الخاطفون في مطالبة عائلة ماكاي بفدية يقيمة مليون جنيه استرليني، أي ما يساوي الآن نحو 20 مليون جنيه استرليني (أكثر من 27 مليون دولار). واستمر الخاطفون في الاتصالات الهاتفية وإرسال الخطابات لطلب الفدية من عائلة ماكاي. وينشر الوثائقي صور تلك الخطابات حصلت عليها المنتجة من ابنتي مورييل ماكاي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قادت تحريات الشرطة إلى مزرعة يملكها آرثر حسين، من مواليد ترينيداد، واتهم هو وشقيقه نظام الدين بخطف وقتل مورييل ماكاي، على الرغم من أن الشرطة لم تعثر حتى الآن على أي أثر لجثتها. وحكم على الأخوين بالسجن، حيث توفي آرثر بالسجن في بريطانيا عام 2009، بينما تم ترحيل نظام الدين حسين إلى ترينيداد في الكاريبي بعد أن قضى 20 عاماً في السجن.

وفي مقابلة مع "سكاي نيوز" تقول منتجة الوثائقي، جوانا بارتولوميو، التي نشأت أصلاً في حي ويمبلدون، إنها أمضت ثلاث سنوات تحقق في القضية التي شغلت الرأي العام البريطاني بشكل غير مسبوق وقتها. وتصف ساحة الجريمة بمنزل نثرت محتوياته، وتم قطع سلك الهاتف الأرضي وإيجاد أدوات حديقة منها أداة بسلاح كبير ملقاة في المكان.

وتقول المنتجة، إن الشرطة ربما كانت تبحث عن متهمين وإجراءات إدانة بسرعة كي لا تتهم بالتقصير. كما أن الجريمة حدثت في وقت كانت الشرطة فيه متشددة تجاه المهاجرين من الكاريبي، فيما يعرف بجيل "ويندرش"، اسم السفينة التي حملت مهاجرين من المناطق الخاضعة للسيادة البريطانية ساهموا في مساعدة السلطات البريطانية هناك. وتقول بارتولوميو إنه من غير الواضح ما الذي يدفع شخصين لم يمضِ على وجودهما في بريطانيا أشهر قليلة لارتكاب جريمة غير مسبوقة وقتها. وتطرح تساؤلات عن أسرار لغز لم يحل منذ ذلك الوقت.

ولم يكن متاحاً في ذلك الوقت اختبارات الـ"دي أن أي"، ولا سجلات الهواتف الخليوية، بالتالي لم تكن أدوات البحث والتحري مثل ما هي عليه اليوم. مع ذلك، يظل من حق ابنتيها جنيفر ودايان معرفة ما جرى لأمهما. وتتحدث الابنتان في الوثائقي، وهما الآن في السبعينيات والثمانينيات من العمر. 

كما يظهر في الوثائقي أحد المتهمين، نظام الدين حسين، الذي ذهبت المنتجة إلى الكاريبي وأجرت مقابلات معه، لكنها ذكرت أنه لا يبدو أن حديثه كشف عن أي لغز متعلق بالجريمة ولا من اشتركوا فيها أيضاً. كما أجرت المنتجة مقابلة مع ابنة المتهم الثاني، التي وإن لم تنفِ احتمال ارتكاب والدها آرثر وعمها نظام الدين أخطاء، إلا أنها استبعدت تماماً أن يقتلا أحداً.

المزيد من تقارير