Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تعتزم إقامة منشأة لتحويل طائرات "بوينغ" في إثيوبيا

سمحت العوامل التاريخية والتطورات الإقليمية بتعزيز التقارب بين أديس أبابا وتل أبيب

أعضاء من الجالية الإثيوبية اليهودية في إسرائيل يتظاهرون أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس في 25 نوفمبر 2020 من أجل جلب الآلاف من أقاربهم إلى إسرائيل (أ ف ب)

أعلنت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المحدودة (IAI) في بيان، الخميس 19 أغسطس (آب) الحالي، أنها ستقيم في إثيوبيا منشأةً لتحويل وجهة استخدام طائرات "بوينغ"، من نقل الركاب إلى نقل البضائع.
ووقعت الشركة الإسرائيلية مع شركة الخطوط الجوية الإثيوبية اتفاقاً لإنشاء موقع تحويل طائرات الركاب "بوينغ 767-300". وأشار بيان الشركة إلى أن المركز الجديد لتحويل طائرات الركاب إلى الشحن، سيوفر حلولاً للطلب المتزايد على طائرات الشحن من هذا الطراز، كما  سيوفر حلولاً في مجال تلك الصناعة التحويلية، إلى جانب توفير خدمات الصيانة وإصلاح الطائرات وتدريب الموظفين، فضلاً عن المساعدة في الحصول على الشهادات والتراخيص. وسيعمل المركز الجديد في موقع الصيانة التابع لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية في مطار العاصمة أديس أبابا. وأوضحت "القناة 7" الإسرائيلية، أن "خط التحويل في إثيوبيا سينضم إلى خطوط شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية المحدودة العاملة في محيط مطار بن غوريون التابع لها، وكذلك موقع التحويل في المكسيك. ويُعد مركز الصيانة في إثيوبيا الأكبر والأكثر تقدماً في أفريقيا".

الرائدة في القارة السمراء

وتُعد شركة الخطوط الجوية الإثيوبية الأكبر على مستوى القارة الأفريقية من حيث عدد الركاب المسافرين، والوجهات التي تقصدها حول العالم، إلى جانب تنامي الشركة، ومواكبتها التطور العالمي في خدمات النقل، والزيادة المستمرة لحجم أسطولها الجوي الذي يتجاوز حالياً الـ100 طائرة معظمها من طراز "بوينغ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وضمن الحاجة المتزايدة في حركة النقل الجوي، يُشير متخصصون إلى اهتمام الشركة الإثيوبية بهذا القطاع ليتماشى وريادة الخطوط الجوية الإثيوبية في قطاع السفر إلى جانب الاهتمام العالمي بالنقل الجوي (Cargo)، في ظل أزمات النقل البحري للسلع والبضائع، والأوضاع المتباينة التي تواجه تلك الحركة الحيوية، على مستوى العالم جراء الظروف السياسية والأمنية التي يتأثر بها هذا القطاع، وانعكاسها في ارتفاع تكلفته بنسبة 800 في المئة خلال عام، وفق بعض الإحصائيات، إلى جانب الصراع التنافسي بين محاور قوى إقليمية ودولية وانعكاساته الباهظة في ارتفاع نفقات التأمين، فضلاً عما سببته جائحة كورونا من إغلاق لعديد من أرصفة الشحن والموانئ.
وتشير بعض الآراء إلى تجمّد نشاط السفر، وما تواجهه شركات الطيران من ركود نتيجة توقف حركة المسافرين في ظروف الإغلاق الذي يعيشه عديد من دول العالم نتيجة كورونا، إلى جانب فتور حركة السياحة عالمياً.
ويرى البعض أن الاتجاه نحو تنشيط قطاع النقل الجوي الإثيوبي ضرورة مستقبلية، وتهتم به شركة الخطوط الجوية الإثيوبية للأسباب التالية:  

- السوق النشطة والإقبال المتزايد.

- التطور الطبيعي لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية كطيران رائد.

- تطور قطاع النقل الجوي ونشاطه المتنامي وما يحققه من مكاسب مادية.

- الظرف الجغرافي لإثيوبيا كدولة مغلقة (لا منافذ بحرية لديها)، ما يحتم عليها اهتماماً خاصاً بمرفق النقل الجوي في ظل ظروف دولية وإقليمية تتطلب النظر تجاه المستقبل.

دعوة إسرائيل إلى مزيد تعاون

ويأتي الاتفاق الإثيوبي مع إحدى أهم الشركات الإسرائيلية في مجال الفضاء، في ظل انفتاح متبادل بين الجانبين. وكانت السفارة الإثيوبية في تل أبيب قد نظمت في 9 أغسطس الحالي، بالشراكة مع مؤسسة التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلية، مائدةً مستديرة جمعت رجال أعمال وأصحاب مصالح، وحضرها مستثمرون إسرائيليون يعملون في إثيوبيا وشركات إسرائيلية مهتمة بالاستثمار في إثيوبيا ومتخصصون، لأجل تعزيز التعاون التجاري والإستثماري بين إثيوبيا وإسرائيل، وفق إفادة وكالة "إينا" الإخبارية الإثيوبية.

ودعت السفيرة الإثيوبية لدى تل أبيب، ريتا أليمو، مجتمع الأعمال الإسرائيلي، إلى الاستفادة مما سمته المناخ الملائم في بلادها، مستعرضةً فرص الاستثمار، في وقت تسير فيه العلاقات الثنائية بين البلدين بوتيرة متسارعة على كل المستويات. وقالت السفيرة أليمو، إن "إثيوبيا وضعت آليات قانونية وهيكلية لمعالجة الاختناقات، وخلق مناخ ملائم للاستثمار الأجنبي المباشر، وجذب مزيد من المستثمرين من جميع أنحاء العالم".
من جهتها، قالت نائبة رئيس مؤسسة التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلية، سابين سيغال، إن "لمثل هذه المنصات الاستشارية أهمية كبيرة في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين".

تطور العلاقة

ووصف مراقبون تطور العلاقة بين تل أبيب وأديس أبابا بـ"الأمر الطبيعي" في ظل تقارب تاريخي، وديني، وسياسي خلال عهود ملكية سابقة في إثيوبيا، بالإضافة إلى التطور الذي شهدته علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل. وانعكست تلك العوامل انفتاحاً في العلاقات بين الدولتين في كل النشاطات، وبخاصة الزراعة، والاستثمار الذي تشهد فيه الساحة الإثيوبية إقبالاً كبيراً من قطاعات الأعمال الإسرائيلية، إلى جانب دخول شركات كبرى كمستثمر شريك مع الحكومة الإثيوبية.