Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأقليات العرقية عرضة للبطالة ثلاثة أضعاف أكثر من البيض في بريطانيا

"مؤتمر نقابات العمال" يدعو الحكومة إلى سد هذه الفجوة من خلال تمديد موازنة دعم الأجور لتغطية إجازات العمل المؤقتة الإلزامية وحظر العقود التي لا توفر للعامل حدا أدنى من ساعات العمل

الأقليات العرقية في بريطانيا تحملت العبء الأكبر من تداعيات الوباء وكانت أكثر عرضة للعمل بأجور منخفضة وفي ظروف غير آمنة (رويترز)

أظهرت أرقام صدرت، أخيراً، في المملكة المتحدة، أن البطالة في أوساط العاملين من أصول سوداء وأقليات عرقية أخرى BME، ارتفعت وتيرتها بنحو ثلاثة أضعاف أسرع من معدل البطالة ما بين العمال البيض.

وكشفت أحدث أرقام التوظيف الجديدة التي نشرها "المكتب الوطني للإحصاءات" البريطاني Office for National Statistics ، أن نسبة الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة من العاطلين عن العمل قد ارتفعت خلال العام الماضي من 6.1 إلى 8 في المئة، مقارنةً بـ3.6 إلى 4 في المئة ما بين البيض.

فرانسيس أوغريدي الأمينة العامة لـ"مؤتمر نقابات العمال" Trade Union Congress (TUC) (اتحاد يمثل غالبية النقابات العمالية في إنجلترا وويلز) رأت أن العاملين من أصول سوداء ومن أقليات إثنية أخرى، تحملوا العبء الأكبر من تداعيات الوباء. فقد كانوا أكثر عرضة للعمل بأجور منخفضة وفي ظروف غير آمنة، إضافة إلى تعرضهم لخطر أكبر من الفيروس من جهة. وكانوا من جهة أخرى، أكثر المتضررين من البطالة في قطاعات مثل الضيافة والبيع بالتجزئة.

وأضافت قائلة إنه "مع خروج البلاد من الجائحة، لا يمكننا السماح لهذه التفاوتات في سوق العمل بأن تستمر. ويتعين على الوزراء اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من أزمة البطالة، وإيجاد فرص عمل مناسبة جديدة، ومكافحة التمييز الذي يعيق عودة العاملين من أصول سوداء وأقليات عرقية أخرى إلى ميدان العمل.

واعتبرت أوغريدي أن "التعافي من الوباء ما زال هشاً، في ظل اضطرار أكثر من مليون موظف على أخذ إجازة عمل إلزامية موقتة (فرضها أرباب العمل عليهم بسبب إغلاق "كوفيد"). وبدلاً من سحب البساط من تحت أقدام الشركات والعاملين، يفترض بوزير الخزانة تمديد فترة مخطط الدعم المالي لتغطية هذه الإجازات ما دامت هناك حاجة إليها، لحماية الوظائف وسبل العيش- والعمل تالياً على وضع خطة عمل لمواجهة الأزمات في المستقبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في غضون ذلك، أشارت أرقام "المكتب الوطني للإحصاءات" التي نشرت، الثلاثاء الفائت، أيضاً، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعملون بموحب "عقود صفرية" (نوع من العقود لا يلزم صاحب العمل بضمان أي حد أدنى من ساعات العمل، ولا يكون العامل مجبراً بموجبه على قبول أي عمل معروض عليه)، قد تراجع بشكل طفيف من 1.08 مليون في الفترة الممتدة ما بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) من عام 2020، إلى 917 ألفاً في الفترة نفسها من السنة الجارية 2021. ومن المرجح أن تكون أجور نساء الأقليات العرقية في هذه العقود، منخفضة وغير آمنة بأكثر من مرتين من الذكور البيض.

وفي إطار مواجهة هذا التفاوت، يطالب "مؤتمر نقابات العمال" الحكومة البريطانية الآن، بتمديد الإجازات المؤقتة للعاملين، وبحظر عقود العمل الصفرية.

تجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن عدد العاملين في المملكة المتحدة الذين هم على جداول الرواتب، ارتفع بنحو 182 ألف شخص في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).

وفيما توقع محللون أن يحافظ معدل البطالة في بريطانيا على ثباته عند معدل 4.8 في المئة خلال الربع الثالث من السنة الجارية، أشار "المكتب الوطني للإحصاء" إلى تحقيق زيادة أخرى في الوظائف المطروحة، مع سعي الشركات إلى ملء الشواغر لديها بعد إعادة فتح الاقتصاد، بحيث ارتفعت بأكثر من 290 ألفاً مقارنة بالربع السابق من السنة.

وأوضح المكتب أن عدد الوظائف الشاغرة بلغ 953 ألف وظيفة، وهو أعلى رقم تقديري منذ بدء التسجيل في عام 2001. وأضاف أن المؤسسات العاملة في مجالات الفنون والترفيه والخدمات الغذائية، أسهمت بشكل خاص في زيادة الفرص في سوق العمل.

يأتي ذلك بعد ما كشفت أبحاث أجريت في وقت سابق من هذه السنة أن الشباب من أصول سوداء كانوا أكثر المتضررين من ارتفاع معدلات البطالة أثناء فترة الوباء.

مؤسسة "ريزوليوشن فاونديشن" Resolution Foundation (RF)  (مؤسسة أبحاث تعرف عن نفسها بأنها مستقلة وتعنى بتحسين مستويات المعيشة لذوي الدخلين المنخفض والمتوسط) أشارت إلى أنه قبل الوباء، كان معدل البطالة في أوساط الشباب من ذوي الأصول السوداء 25 في المئة، مقارنةً بـ21 في المئة للذين هم من أصول آسيوية، و10 في المئة للأفراد ذوي الأصول البيضاء.

غير أنه خلال الأزمة ارتفعت نسبة البطالة بأكثر من الثلث إلى 35 في المئة ما بين الشباب من أصول سوداء، في مقابل 24 في المئة للذين هم من أصول آسيوية، و13 في المئة لمن هم من أصول بيضاء.

© The Independent

اقرأ المزيد