Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأقمار الصناعية والكاميرات لتوقع ومنع حرائق الغابات

بينما تزداد خطورة حرائق الغابات، لم تكن التكنولوجيا قادرة على اللحاق بخطرها بالسرعة الكافية حتى الآن، بواسطة جوش ماركوس في سان فرانسيسكو

عشرات السيارات المحترقة المحاطة بدخان كثيف أثناء حريق ديكسي في غرينفيل، كاليفورنيا بتاريخ 6 أغسطس (آب) 2021 (غيتي)

بالنسبة إلى كثيرين ممن يسكنون في الجهة الغربية من الولايات المتحدة، تعتبر حرائق الغابات شبحاً مخيفاً. حدثٌ بيئي حتمي يتعذر التعايش معه أكثر فأكثر بسبب أزمة المناخ، ومن المستحيل تجاهله.

كل صيف يجلب معه مراقبة النشرات الجوية، ومتابعة كاميرات الحرائق فيما تحجب سحابات الدخان أشعة الشمس. وتسجل كل سنة أرقاماً قياسية جديدة -اندلعت خمسة من أكبر سبعة حرائق في تاريخ كاليفورنيا في عام 2020 أو 2021- وأحاديث خافتة حول الانتقال إلى مكان آخر قبل أن تسوء الأمور، للمحظوظين بما يكفي لكي يكون لديهم خيار.

يزداد خطر اندلاع حرائق الغابات سنوياً، لكن العلم المتعلق بالتنبؤ بالحريق والاستجابة له لا يتطور. ويعتمد المسؤولون أحياناً على نماذج قديمة، ورحلات استطلاعية عشوائية، وملاحظات غير رسمية لكي يستجيبوا لحرائق قادرة على القضاء على مجتمعات بأكملها. يستعر حريق ديكسي المستمر في كاليفورنيا منذ 13 يوليو (تموز) وقد أتى على 500 ألف فدان مما يجعله ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية.

والآن، تسعى مجموعة من رجال الإطفاء والعلماء وخبراء التكنولوجيا إلى تطوير طريقة مكافحة الحرائق بحيث تواكب القرن الحادي والعشرين من خلال استخدام التصوير المعقد بالأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة المربوطة إلى شبكة واحدة والذكاء الصناعي وطائرات الهليكوبتر من الجيل الجديد.

وهدفها تزويد عشرات آلاف رجال الإطفاء بالدعم اللازم لكي يستطيعوا التعامل مع مخاطر حرائق الغابات المتزايدة. وكما يؤكد التقرير الأخير الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، هم بحاجة إلى كل وسائل المساعدة التي يمكنهم تحصيلها.

والأولوية القصوى هي تحسين طريقة رصد الحريق قبل اتخاذ قرارات بشأن الخطوات التالية. هل يجب نقل فريق مكافحة الحريق إلى مكان آخر؟ هل يجب إجلاء سكان البلدات؟ الطقس والتضاريس الطبيعية ونوع النباتات والتخطيط المجتمعي والبنية التحتية كلها عوامل تؤثر في مسار الحريق ولذلك من الأساسي أن نفهم طبيعتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن الفرق العاملة على هذه النقطة المختبر الفيدرالي الوطني لشمال غرب المحيط الهادي الذي أنشأ نظام التحليل السريع للاستجابة للكوارث. وهو يستخدم الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي بهدف وضع خرائط مفصلة عن أماكن تركز الحرائق ووِجهتها والبنية التحتية الأساسية التي تهددها.

وفقاً لأندريه كولمان، العالِم الرئيس في المشروع، يوفر نظام البرمجيات المفتوحة المصدر معلومات أكثر تفصيلاً من تلك التي تقدمها الطرق الأقدم التي تضمنت رحلات مأهولة فوق منطقة الحريق وخرائط مرسومة باليد أو فترات انتظار طويلة من أجل تحويل صور الأقمار الصناعية إلى معلومات قابلة للاستخدام.

وقال لـ"اندبندنت" "إنه يزيد عدد المرات التي يمكننا فيها النظر إلى الحريق. وهنا تكمن الأفضلية الكبيرة، في زيادة تلك الوتيرة التي كانت تحدث مرة في اليوم".

والأهم، برأيه، هو أن أزمة المناخ تجعل الحرائق "أنشط" فيما بلغت الموارد أقصى طاقتها وما عادت تكفي. وفي الوقت الحالي، يشتعل نحو 100 حريق كبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة يحاول نحو 22 ألف رجل إطفاء إخماده.

وأضاف كولمان "وما يعنيه هذا هو أن أكثر الحرائق تعقيداً وضخامة والحرائق التي تؤثر في مجتمعات السكان، هي التي ستحظى بهذه الموارد. أما الحرائق الأقل أولوية، فلن يُخصص لها هذا الدعم. يعتمد العمل بهذا النظام فعلياً على مدى تعقيد الحريق أو مكانه".

يعمل المختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادي بالشراكة مع جهاز خدمة الغابات في الولايات المتحدة ومكتب إدارة الأراضي وكال فاير، أكبر وكالة لمكافحة النيران في كاليفورنيا، وقد قدم الدعم في مكافحة حريق بوتليغ في أوريغون. وتأمل المجموعة أن تستخدم نماذجها من أجل التنبؤ بالمسار المحتمل للحرائق الحالية.

وقال كولمان "إن مجال استشراف الحرائق ما زال خاماً. وبعض هذه العلاقات التجريبية أمور طُورت في أوائل سبعينيات القرن الماضي". ويستخدم آخرون بيانات من بداية الموسم أو من سنة ماضية من أجل تعبئة المعلومات حول عوامل رئيسة مثل نمو النباتات الرئيسة.

لكن الحصول على البيانات المناسبة ليس سوى نصف الطريق. وحتى لو استطاع المختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادي تحقيق حلمه بإرسال معلومات محدثة لحظة بلحظة للقادة، يحتاج رجال الإطفاء في الميدان إلى طريقة من أجل تحويل المعلومات التقنية إلى خطوات عملية.

يعمل الدكتور ماريو ميغيل فاليرو بيريز كجزء من مركز الأبحاث المتعدد التخصصات المعني بحرائق الغابات التابع لجامعة ولاية سان خوسيه. ويعمل الفريق هناك على طريقة تحسين قياس الحرائق باستخدام صور مفصلة ما تحت الأشعة الحمراء التي تزوده بها الأقمار الصناعية والرحلات الجوية. وسوف تسهم هذه البيانات في إنتاج توقعات آلية أفضل بشأن الحرائق.

وقال الدكتور فاليرو بيريز لـ"اندبندنت" "حتى وقت قريب، لم تكن لدينا القدرة على قياس أي شيء متعلق بسلوك حرائق الغابات. وكل ما علمناه جاء من المراقبة النوعية ورجال الإطفاء ومشاهدة الحريق في مكان ووقت معينين والقول إننا (رأينا الحريق يصل إلى ذلك السفح في ذلك الوقت). وهذه معلومات متفرقة وغير دقيقة للغاية".

لكن بفضل الصورة الأكثر تفصيلاً عن الحريق، يأمل أن يساعد السلطات، ومن ضمنها "الأشخاص الذين يحللون الوضع ويتخذون القرارات بشأن المكان الذي سيرسلون إليه أفواج الإطفاء"، لكي تتوصل إلى قرارات أفضل في الميدان.

"لست أقول إن هذه الأدوات ستستبدل أياً من هؤلاء الأشخاص، لكنها ستساعدهم على تكوين رأي أفضل بشأن الوضع".

ولا شك أنه حتى مع أدوات المراقبة الشديدة التطور، يأتي وقت يصبح من الضروري فيه استخدام الآلات الثقيلة، وتقول وكالة كال فاير إنها بصدد استبدال أسطول بطائرات الهليكوبتر "يو أتش وان أتش هيوي" (UH-1H Huey) طائرات هليكوبتر أسرع من طراز Sikorsky S70i Hawks.

وقال متحدث باسم الوكالة لـ"اندبندنت" "تستطيع هذه الطائرات حمل ألف غالون من المياه، وهي مزودة برافعة خارجية مثبتة عليها يمكن استخدامها من دون إزالة قدرات رش المياه، ويمكنها قطع مسافة أطول بسرعة أكبر من السوبر هيوي".

"كما أنها قادرة على إتمام مهمات ليلية وسوف تفعل ذلك على الأكيد. وكل هذه المميزات تجعلها أداة أكثر فعالية لمكافحة الحرائق".

وتعتبر هذه الوكالة الحكومية واحدة من وكالات قليلة في البلاد التي لديها موارد تصوير متخصصة، وتستخدم نظاماً اسمه "تكنوسيلفا" لوضع نموذج لنشاط حرائق الغابات والتنبؤ به.

كما يستخدم كال فاير نظاماً آخر اسمه "أي في أل" (محدد موقع المركبات الآلي) من أجل تتبع مجموعات الشاحنات والصهاريج المُرسلة للاستجابة للحرائق، وشبكة من 800 كاميرا تقريباً منتشرة في أنحاء الولاية من أجل مراقبة أي اندلاع جديد للنيران.

ومهما زادت الصور تعقيداً وتفصيلاً، يبقى السؤال الأهم: كيف نبني مجتمعاً تكون فيه الحرائق أقل شيوعاً من الأساس؟

على المدى القصير، تبدو الآفاق قاتمة فيما تستمر أزمة المناخ بزيادة حرائق الغابات وغيرها من الظواهر الجوية الشديدة سوءاً. وسيتطلب الأمر تقليصاً كبيراً في انبعاثات غازات الدفيئة التي تتسبب بتغير المناخ، وتخفيف ارتفاع درجات الحرارة عالمياً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة