Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يهبط لليوم الرابع ويتجه صوب أطول سلسلة خسائر منذ مارس

مخاوف من تباطؤ الطلب في ظل تنامي الإصابات بسلالة "دلتا"

ارتفاع الطلب على النفط عكس مساره على نحو مفاجئ (رويترز)

تراجعت أسعار النفط على نحو طفيف في تعاملات الثلاثاء 17 أغسطس (آب) الجاري، مواصلة خسائرها لليوم الرابع على التوالي لتتجه نحو أطول سلسلة خسائر منذ مارس (آذار) الماضي، إذ رجحت كفة المخاوف من تباطؤ الطلب على الخام في ظل تنامي الإصابات بسلالة دلتا سريعة الانتشار من فيروس كورونا، أمام توقعات بألا يعزز كبار منتجي النفط الإمدادات قريباً. 

وتأثرت أسعار الخام أيضاً بارتفاع الدولار الأميركي مع تلقي الملاذ الآمن العالمي دعماً من المخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي الناجم عن تزايد إصابات كورونا، إضافة إلى الاضطرابات السياسية المتصاعدة في أفغانستان. 

وفي آخر التعاملات، نزل سعر عقود برنت القياسي، تسليم أكتوبر (تشرين الأول)، بنسبة 0.36 في المئة تعادل 25 سنتاً إلى 69.26 دولار بعد تراجعه 1.5 في المئة في جلسة الاثنين.  

وتراجع خام برنت القياسي دون 70 دولاراً للبرميل، بعد أن فقد ما يقرب من 3 في المئة خلال الجلسات الثلاث السابقة. 

كما هبط سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول) دون 67 دولاراً، بنسبة 0.5 في المئة تعادل 34 سنتاً إلى 66.95 دولار للبرميل، بعد انخفاضه 1.7 في المئة في الجلسة السابقة.  

أنباء إيجابية من "أوبك+" 

ولم تتفاعل أسعار الخام إيجاباً مع الأنباء الإيجابية الواردة من تحالف "أوبك+"، بأن سوق النفط لا تحتاج لزيادة الإمدادات خلال الأشهر المقبلة، على رغم مطالبة البيت الأبيض بذلك. 

وأبلغت أربعة مصادر وكالة "رويترز"، أن تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، بقيادة السعودية وروسيا - تعتقد أن أسواق النفط لا تحتاج إلى مزيد من الخام أكثر مما تخطط للإفراج عنه في الأشهر المقبلة. وذلك على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة لإضافة الإمدادات لمنع ارتفاع أسعار النفط. 

ودعت الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، "أوبك+" إلى تعزيز إنتاج النفط لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين ومساندة انتعاش الاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن تعقد "أوبك+" اجتماعاً في الأول من سبتمبر (أيلول) لمراجعة الوضع.  

وفي يوليو (تموز)، اتفق تحالف "أوبك+"، المكون من 23 دولة، الذي فرض قيوداً على الإنتاج بهدف تعزيز الأسعار وتقليص فائض المعروض، على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً في الشهر بدءاً من أغسطس (آب) لحين التخلص تدريجاً من بقية الخفض البالغ 5.8 مليون برميل يومياً. 
 
بيانات أميركية وصينية  

وتراجع استهلاك البنزين في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي، وفقاً لمسح أجرته مختبرات ديكارت، بينما كشفت بيانات من الصين عن تباطؤ في النشاط الاقتصادي في أكبر مستورد للنفط في العالم خلال يوليو (تموز).  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت نفسه، يبقى الطلب في الهند، وهي مستهلك رئيسي آخر للنفط، صامداً إلى حد كبير. 

فرض قيود جديدة 

وبعد ارتفاع حاد في النصف الأول، تم كبح صعود النفط الخام في يوليو وأغسطس. وتسبب متغير "دلتا" في فرض قيود جديدة على التنقل في العديد من الدول بما في ذلك الصين، مما يضر باستهلاك الطاقة. وفي ظل هذه الخلفية، خفض بنك "جي بي مورغان تشيس" الأميركي توقعاته لأسعار النفط. 

ومن المقرر أن تمدد اليابان حالة الطوارئ في العاصمة طوكيو ومناطق أخرى حتى 12 سبتمبر 2021 والتوسع في القيود إلى سبع مناطق أخرى بينما توقعت السلطات في أستراليا زيادة كبيرة في الإصابات في سيدني على رغم الإغلاق الطويل. 

وبينما يواجه الطلب تحديات، حافظت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، من بينهم روسيا، على مسار تخفيف قيود الإنتاج المفروضة في المرحلة الأولى من تفشي الوباء. وسترتفع الإمدادات اليومية بمقدار 400 ألف برميل يومياً هذا الشهر.  

ومن المقرر عقد الاجتماع العادي التالي للمجموعة في الأول من سبتمبر المقبل، ويأتي بعد دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر لضخ مزيد من الإنتاج لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين الذي تراه تهديداً لتعافي الاقتصاد العالمي. 

وعكس تراجع النفط الخام خلال الجلسات الثلاثة الماضية، المخاوف بشأن تأثير "دلتا" على الطلب، وفقاً لمجموعة "غولدمان ساكس غروب إنك". ومع ذلك، فإن هذا التحدي سيكون عابراً، حيث قال البنك إنه ملتزم بتوقعاته بأن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولاراً للبرميل في الربع التالي، وسط استمرار عجز السوق. 

من جهتها، أبقت منظمة "أوبك"، الخميس على توقعاتها بتعافٍ قوي في الطلب العالمي على النفط في 2021، ومزيد من النمو في العام المقبل، على رغم المخاوف بشأن انتشار المتحورة "دلتا" من فيروس كورونا السريعة الانتشار التي تضغط على الأسعار، وبخاصة في الصين. 

وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في تقريرها الشهري، ارتفاع الطلب 5.95 مليون برميل يومياً هذا العام، أو ما يعادل 6.6 في المئة من دون تغيير عن توقعها الشهر الماضي، ليكون من المتوقع أن يبلغ الإجمالي 96.57 مليون برميل يومياً.  

وتتعارض ثقة "أوبك" في أن الطلب سيتجاهل أحدث الانتكاسات الناجمة عن الجائحة، ما جاء على النقيض موقف وكالة الطاقة الدولية التي قلصت توقعاتها الخميس.  

وقالت وكالة الطاقة، في تقريرها الشهري للنفط، إن ارتفاع الطلب على النفط عكس مساره على نحو مفاجئ، ومن المنتظر أن يمضي بوتيرة أبطأ لبقية العام بسبب انتشار السلالة المتحورة "دلتا" من كورونا.  

وخفضت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2021 بنحو 100 ألف برميل يومياً بينما رفعت توقعاتها لنمو الطلب في العام المقبل بنحو 200 ألف برميل يومياً.

المزيد من البترول والغاز