Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة السياحة الروسية ترفع نسب الإشغال في مصر

بلغت أكثر من 90 في المئة والحكومة استعدت لاستقبالهم بإنشاء آلاف الغرف الفندقية التي ستدخل الخدمة قريبا

شاطئ في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر (أ ف ب)

كشف عاملون في القطاع السياحي المصري أن عودة السياحة الروسية التي توقفت نحو 6 سنوات، أنعشت الحجوزات خلال الأيام الماضية، حيث تجاوزت نسب الإشغال في بعض المناطق أكثر من 90 في المئة.

وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن هذا الموسم السياحي الصيفي يشهد إقبالاً سياحياً منقطع النظير على المنتجعات السياحية بشرم الشيخ بشكل خاص، وكل المدن السياحية بجنوب سيناء بشكل عام، تزامناً مع انخفاض معدل إصابات كورونا على مستوى الجمهورية، ما شجع السياح من كل جنسيات العالم على زيارة المنتجعات السياحية، والاستمتاع بمناخها الصحي، وطبيعتها الخلابة.

وأكد المحافظ، في بيان، أن بعض الفنادق يوجد عليها إقبال شديد، وتضطر إلى تأجيل بعض الحجوزات، نظراً إلى التزامهم بنسبة الـ70 في المئة فقط من الطاقة الاستيعابية، التي أقرتها وزارتا السياحة والصحة، كإجراء احترازي لمجابهة كورونا.

وأوضح أن نسبة الإشغال السياحي العامة على مستوى المحافظة بلغت 92 في المئة، وتتصدر مدينة شرم الشيخ مدن جنوب سيناء السياحية في نسبة الإشغالات، تليها دهب، إذ تشهد إقبالاً منقطع النظير من السياحة الداخلية، إضافة إلى الخارجية.

وأشار فودة إلى أن مطار شرم الشيخ يستقبل يومياً رحلات جوية سياحية مقبلة من روسيا وأوكرانيا وبيلاروس، وبعض الجنسيات الأخرى، إضافة إلى السياحة العربية المقبلة من السعودية، وعرب 48، والعراق، والإمارات، والأردن، ولبنان، ما شجع الفنادق التي لم تتقدم بطلب للحصول على شهادة السلامة الصحية المعتمدة من وزارتي السياحة والآثار، والصحة والسكان، إلى التقدم بطلب لعودة ممارسة نشاطها.

وقبل أيام، كشف تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، عن أنه سيجري استئناف الطيران الروسي المباشر من موسكو إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة.

وفي تصريحات، قال السفير المصري في روسيا إيهاب نصر إنه من المقرر أن تسير شركة "مصر للطيران" 10 رحلات مباشرة أسبوعياً، تقسم بالتساوي بين المنتجعين المطلين على البحر الأحمر.

وأوضح أن الجانب الروسي، ممثلاً في شركة الخطوط الجوية "راسيا"، سيسير أيضاً 10 رحلات مباشرة أسبوعياً، مقسمة بالتساوي بين شرم الشيخ والغردقة، مقدراً عدد السياح الروس المتوقع قدومهم إلى الوجهتين أسبوعياً بنحو 9 آلاف سائح.

آلاف الغرف الفندقية تدخل الخدمة قريباً

في الوقت نفسه، تعمل الحكومة المصرية في الوقت الحالي على إنشاء نحو 1300 غرفة فندقية جديدة في الساحل الشمالي، ما يرفع إجمالي عدد الغرف الفندقية بالمنطقة إلى 3 آلاف غرفة، فيما تستهدف مصر إضافة 10 آلاف غرفة فندقية بحلول نهاية 2021.

ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد الغرف الفندقية في مصر إلى 215 ألف غرفة. ويأتي ذلك بالتزامن مع تطلع مشروعات البناء التي توقفت خلال تفشي الجائحة لاستئناف نشاطها، الذي من المتوقع أن يزيد عدد الغرف في الإسكندرية 12 في المئة، والقاهرة 4 في المئة، وفقاً لمؤسسة "كوليرز إنترناشونال".

وتعمل الفنادق المصرية حالياً بـ70 في المئة من قدرتها الاستيعابية كحد أقصى، وذلك بمقتضى القرارات التي أعلنتها الحكومة الشهر الماضي، في ضوء تحسن الوضع الوبائي. وكانت نسبة إشغالات الفنادق 50 في المئة سارية المفعول في السابق لأكثر من عام، منذ أن جرى رفعها من 25 في المئة خلال يونيو (حزيران) 2020.

وتشير بيانات وزارة السياحة المصرية إلى أن نسبة إشغالات منتجعات البحر الأحمر وشمال سيناء، التي يفضلها السياح الأجانب لقضاء الإجازات في مصر، تصل في الوقت الحالي إلى نحو 48 في المئة من قدراتهم الاستيعابية.

كم ستبلغ نسب الإشغال في الشتاء؟

يرى أحمد عبد الحليم، مدير الحجوزات بأحد منتجعات شرم الشيخ، أن الفترة الماضية شهدت ركوداً حاداً سواء في نسب الإشغال أو حركة السياحة داخل المدينة التي كانت تعتمد على السياحة الروسية بنسبة كبيرة.

وأوضح عبد الحليم، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أن عودة الروس إلى مدينة شرم الشيخ سوف يرفع نسب الإشغال إلى 100 في المئة خلال موسم الشتاء المقبل، فيما كانت نسب الإشغال خلال المواسم الماضية لا تتجاوز 40 أو 50 في المئة على الأكثر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من ضعف قيمة إنفاق السائح الروسي بين سياح الدول الأوروبية، فإن أعدادهم الكبيرة تتسبب في ارتفاع معدلات الدخل السياحي لغالبية الفنادق والمنتجعات والمطاعم السياحية المتعطشة بالفعل إلى عودة السياحة الروسية.

وأشار إلى أن النشاط السياحي في المدينة كان يعتمد على السياحة الداخلية والعربية خلال السنوات الماضية، وواجهت جميع المنتجعات والفنادق صعوبات عديدة، لدرجة أن بعضها سرح جزءاً كبيراً من العمالة، لترشيد النفقات مع استمرار تهاوي العائدات لعدم وجود زوار ونزلاء للمدينة بشكل كامل.

وقال إن الفنادق بدأت بالفعل في الترتيب لاستقبال رحلات خلال الفترة المقبلة، وتعمل شركات السياحة والحجوزات في الوقت الحالي على استقطاب مزيد من الأفواج "حتى ندخل موسم الشتاء بحجوزات تصل إلى 100 في المئة".

6 إلى 7 مليارات دولار عائدات في 2021

كانت وزارة السياحة المصرية قد توقعت أن ترتفع عائدات القطاع خلال العام الحالي إلى ما بين 6 و7 مليارات دولار، مع تعافي وزيادة أعداد السياح، لتسجل نحو 60 في المئة، مقارنة بالأرقام المحققة خلال 2019.

وفي تصريحات سابقة، قالت نائبة وزير السياحة المصري غادة شلبي، إن الأهداف قد تبدو متفائلة قليلاً في الوقت الذي زار مصر نحو 500 ألف سائح في أول شهرين من العام بعائدات ما بين 600 و800 مليون دولار. وأضافت، "بناء على حساباتنا، تحتاج العائدات الشهرية من السياحة إلى أن تتضاعف من أجل تحقيق المستهدف بأكثر من 6 مليارات دولار عند نهاية العام".

وكان بنك "أوف أميركا"، قد توقع في تقرير سابق، أن تتعافى عائدات السياحة المصرية لتسجل نحو 7 مليارات دولار، لكن ليس قبل 2022. وتشير البيانات الرسمية إلى تطور كبير في عائدات مصر من السياحة خلال الأعوام الخمسة الماضية، لكن ظهور جائحة كورونا تسبب في تراجع كبير في إجمالي العائدات.

وتشير الأرقام إلى أن الإيرادات نمت من مستوى 2.5 مليار دولار خلال العام المالي 2016 - 2017 إلى نحو 11.6 مليار دولار خلال 2017 - 2018.

كما بلغت عائدات مصر من السياحة نحو 13 مليار دولار خلال العام المالي 2018 - 2019. لكن مع دخول العالم في أزمة كورونا، هوت عائدات مصر من القطاع إلى نحو 3.45 مليار دولار خلال 2019 - 2020، لتسجل خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 0.8 مليار دولار.

خسائر ضخمة في 2020

وتشير البيانات الرسمية إلى أن السياحة الروسية أسهمت سابقاً في أكثر من 3.5 مليار دولار سنوياً من عائدات السياحة المصرية، من خلال نحو 3 ملايين سائح كانوا يزورون مصر سنوياً قبل حادث تحطم الطائرة الروسية "متروجيت" فوق سيناء في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015.

وتلقى قطاع السياحة المصري ضربة كبرى في 2020، بعد ما انخفضت إيراداته بنحو 70 في المئة، مع وفود نحو 3.5 مليون سائح فقط إلى مصر بسبب جائحة كورونا، نزولاً من المعدل التاريخي الذي حققته البلاد في 2019، الذي بلغ 13.1 مليون سائح. وزار مصر نحو مليوني سائح خلال تسعة أشهر منذ عودة الطيران الدولي في بداية يوليو (تموز) الماضي.

وفقدت مصر نحو 14 مليار دولار، بسبب خسائر قطاع السياحة جراء الجائحة حتى يناير (كانون الثاني) الماضي، وانخفضت العائدات الشهرية بأكثر من 92 في المئة إلى نحو 80 إلى 150 مليون دولار. وسجلت العائدات نحو 0.8 مليار دولار في الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2020، مقارنة بنحو 4.2 مليار خلال الفترة نفسها من عام 2019.

اقرأ المزيد