Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تسيطر على مزار شريف وتضيق الخناق على كابول

الرئيس الأفغاني يتعهد بإعادة تعبئة القوات الحكومية وواشنطن ترسل قوات لإجلاء موظفي سفارتها

تعهّد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، السبت، بـ"إعادة تعبئة" القوات الحكومية، في حين تواصل حركة "طالبان" تقدمها باتجاه مشارف كابول، حيث يُبدي سكان مخاوفهم مما قد تحمله الأيام المقبلة على وقع التقدم السريع للمتمردين.
وأعلن مسؤول إقليمي أن مسلحي حركة "طالبان" سيطروا على مدينة مزار الشريف الواقعة في شمال البلاد، والتي كانت آخر معاقل الحكومة الأفغانية في الشمال، مع فرار قوات الأمن إلى حدود أوزبكستان.

وقال أفضل حديد رئيس مجلس محافظة بلخ، إن "طالبان سيطرت على مزار الشريف"، مضيفاً أن المدينة سقطت على ما يبدو دون قتال، مشيراً إلى أن الجنود تركوا معداتهم وتوجهوا نحو المعبر الحدودي.

وأفاد حديد بأن "جميع القوات الأمنية غادرت مدينة مزار" على الرغم من استمرار الاشتباكات المتفرقة في منطقة خارج وسط المدينة.

مشاورات وقف الحرب

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني، صرح السبت، في خطاب إلى الأمة أن "مشاورات" داخل الحكومة ومع الشركاء الدوليين، بدأت لإيجاد حل سياسي سريع يضمن "السلام والاستقرار" في أفغانستان، داعياً في الوقت نفسه إلى إعادة تعبئة القوات المسلحة.

وقال غني "بدأت المشاورات" وهي "تتقدم بسرعة" داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين، لإيجاد "حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني". لافتاً مع ذلك إلى أن "إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية هي على رأس أولوياتنا". 
وأعلن القصر الجمهوري في المساء أن "الحكومة ستشكل وفداً قريباً وسيكون جاهزاً للتفاوض".ولم يلمح غني إلى أنه سيستقيل أو يتحمل مسؤولية الوضع الحالي، لكنه قال وقد بدا عليه الحزن وهو يجلس أمام العلم الأفغاني "كمهمة تاريخية، لن أدع الحرب المفروضة على الشعب تتسبب بمقتل مزيد من الأبرياء، وبضياع المنجزات التي تحققت خلال هذه السنوات العشرين، وتدمير المعدات العامة، واستمرار عدم الاستقرار".

وأضاف، "لذلك، بدأت مشاورات مكثفة داخل الحكومة مع الشيوخ والقادة السياسيين وممثلي الشعب والشركاء الدوليين، للتوصل إلى حل سياسي معقول ومؤكد يتوخى السلام والاستقرار للشعب الأفغاني".

مع سقوط ثاني وثالث كبرى مدن البلاد في أيدي "طالبان"، أصبحت كابول المحاصرة الموقع الأخير للقوات الحكومية التي لم تُبدِ مقاومة تذكر أو لم تُبدِ أي مقاومة في المناطق الأخرى.

لكن غني أشاد بالقوات "التي دافعت عن الوطن بشجاعة، وأظهرت عزماً قوياً".

إجلاء موظفي السفارة الأميركية


وكشف مسؤول أميركي، السبت 14 أغسطس (آب)، أن جنوداً أميركيين وصلوا إلى العاصمة الأفغانية كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية ومدنيين آخرين، وذلك بعد يوم من سيطرة مقاتلي حركة "طالبان" على ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.

 

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن كتيبتين من مشاة البحرية (المارينز) وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو ثلاثة آلاف عسكري، ستصل إلى كابول بحلول مساء الأحد.

وقال المسؤول لرويترز طالباً عدم نشر اسمه "لقد بدأوا الوصول. سيصلون تباعاً حتى الغد".

وأضاف البنتاغون أن فريق مشاة مقاتل سينتقل أيضاً من فورت براج في ولاية نورث كارولاينا إلى الكويت ليصبح قوة استجابة سريعة للأمن في كابول إذا لزم الأمر.

وأكد مسؤول في الحكومة الأفغانية سيطرة "طالبان" على قندهار، المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد، وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاماً.

وسقطت هرات أيضا في قبضة "طالبان".

ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد قندهار معقل حركة "طالبان" التي ظهرت في العام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من العام 1996 حتى 2001.

وقال دبلوماسيون إن بعض السفارات قد بدأت في حرق مواد حساسة قبيل إجلاء موظفيها.

وأخطرت السفارة الأميركية في كابول موظفيها في مذكرة اطلعت عليها رويترز بأنها وفرت صناديق حرق للقضاء على مواد كالأوراق والأجهزة الالكترونية بهدف "تقليل حجم المواد الحساسة بالمنشأة".

في الأثناء، أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 عسكري لمساعدة الرعايا البريطانيين على مغادرة الأراضي الأفغانية.

وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد اجتماع أزمة، الجمعة، أن بلاده تعتزم "ممارسة ضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعداً أي "حل عسكري".

وأعلنت دول عدة بينها هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا، الجمعة، خفض وجودها في البلاد إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان. وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.

وفضلت دول أخرى مثل النروج والدنمارك إغلاق سفاراتها مؤقتاً. وأعلنت سويسرا التي لا سفارة لها إجلاء عدد من المتعاونين السويسريين ونحو أربعين موظفاً محلياً.


على مشارف كابول

 

وميدانيّاً، قال عضو مجلس إقليمي محلي إن "طالبان" سيطرت، السبت، على مدينة بل علم الأفغانية التي تبعد حوالى 70 كيلومتراً عن العاصمة كابول.

وأضاف لرويترز طالباً عدم ذكر اسمه أن مقاتلي الحركة لم يواجهوا مقاومة تذكر.

وباتت "طالبان"، الجمعة، على مشارف كابول تقريباً، واستولت على مدينة بولي علم، عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول، وباتت تسيطر على حوالى نصف عواصم الولايات الأفغانية. وقد سقطت جميعها في أقل من ثمانية أيام.

وأتى ذلك بعدما سيطر المتمردون، الجمعة، على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد. وصرح مسؤول أمني كبير لوكالة الصحافة الفرنسية "تم إخلاء لشكركاه. قرروا وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإتاحة خروج" عناصر الجيش والمسؤولين الإداريين.

وسيطرت "طالبان" كذلك من دون أن تُواجه مقاومة الجمعة على شغشران عاصمة ولاية غور في الوسط.

وأصبح الجزء الأكبر من شمال البلاد وغربها وجنوبها تحت سيطرة مقاتلي الحركة. وكابول ومزار شريف كبرى مدن الشمال، وجلال أباد (شرق) هي المدن الكبرى الثلاث الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

بدأت حركة "طالبان" هجومها في مايو (أيار) عندما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن رحيل آخر القوات الأجنبية من البلاد بعد 20 عاماً من تدخلها لإطاحة "طالبان" من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. ويفترض أن ينتهي هذا الانسحاب بحلول 31 أغسطس (آب).

مذاك، أكد بايدن أنه ليس نادماً على قراره رغم السرعة التي انهار بها الجيش الأفغاني في مواجهة تقدم "طالبان" ما فاجأ الأميركيين وخيب أملهم بعدما أنفقوا أكثر من ألف مليار دولار خلال 20 عاماً لتدريبه وتجهيزه.

منع سقوط كابول

من حانبه، قال السناتور ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ إن الوقت لم يفت لمنع "طالبان" من السيطرة على كابول، وحث إدارة الرئيس جو بايدن على وقف تقدم "طالبان" باستخدام الضربات الجوية وتقديم الدعم للقوات الأفغانية التي تدافع عن العاصمة الأفغانية.

وقال ماكونيل إنه أصدر هذا البيان بعد أن تحدث مع السفيرة الأفغانية لدى واشنطن عديلة راز.

تقاسم السلطة

تأتي هذه العمليات بينما تواصل حركة "طالبان" تجاهل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة والأسرة الدولية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واختتمت اجتماعات دولية استمرت ثلاثة أيام في الدوحة الخميس بلا تقدم ملموس. وقالت الولايات المتحدة وباكستان والاتحاد الأوروبي والصين في بيان مشترك إنها لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان "مفروضة بالقوة".

وقال مفاوض حكومي في محادثات الدوحة طلب عدم كشف هويته إن "طالبان" قد لا تميل إلى تسويات على الإطلاق بينما عرضت عليها السلطات الخميس على عجَل "تقاسم السلطة في مقابل إنهاء العنف".

كان الرئيس الأفغاني أشرف غني يرفض حتى الآن الدعوات إلى تشكيل حكومة مؤقتة غير منتخبة تشارك فيها "طالبان".

في واشنطن، يواجه الرئيس بايدن ضغطاً من المعارضة. فقد صرح زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الخميس أن "أفغانستان في طريقها إلى كارثة هائلة متوقعة كان بالإمكان تجنبها".

من جهتها، قالت الأمم المتحدة أن 183 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب 1181 آخرون بينهم أطفال خلال شهر من المعارك في لشكركاه وقندهار وهرات وقندوز.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة أن المعلومات عن انتهاكات لحقوق الأفغانيات يرتكبها مقاتلو "طالبان" تثير "الرعب".

وصرح غوتيريش للصحافيين "أنا قلق للغاية إزاء معلومات أولية مفادها أن (مقاتلي) "طالبان" يفرضون قيوداً صارمة على حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها".

وأضاف "من المرعب والمؤلم خصوصاً أن نرى الفتيات والنساء الأفغانيات يحرمن من حقوق اكتسبنها بعد جهد شاق".

كندا ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني

أعلنت كندا، الجمعة، أنها ستستقبل ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني بينهم نساء وعاملون في الحكومة وسواهم ممن يواجهون تهديدات من حركة "طالبان"، مع تقدم متمردي الحركة في كل أنحاء البلاد للسيطرة على المدن الكبرى.

وقال وزير الهجرة ماركو مينديسينو في مؤتمر صحافي إن "الوضع في أفغانستان مفجع وكندا لن تقف مكتوفة".

وسيشمل القرار الكندي الأفغان "الأكثر ضعفاً" الذين ما زالوا في البلاد أو فروا إلى دول مجاورة، وبينهم نساء وموظفون حكوميون ومدافعون عن حقوق الإنسان وأقليات مضطهدة وصحافيون.

وأشار مينديسينو إلى أن طائرات عدة على متنها طالبو لجوء غادرت بالفعل، وأن طائرة أولى حطت الجمعة في تورونتو.

من جهته، قال وزير الدفاع الوطني هارجيت ساجان إن طائرة تابعة للقوات المسلحة الكندية هبطت بالفعل في تورونتو بعد ظهر الجمعة وعلى متنها "مجموعة من الرعايا الأفغان" الذين ساعدوا البلاد في ما مضى.

وفي ضوء تقدم "طالبان" نحو العاصمة كابول، قال مسؤولون إن القوات الكندية الخاصة تشكل جزءاً من خطط طوارئ لنقل موظفي السفارة الكندية جواً، لكن لم يتم تقديم تفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للعملية الأمنية.

وقالت كندا إنها تراقب الوضع في أفغانستان "من كثب" وتعمل مع حلفائها على الأرض. وقال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو إن "حماية السفارة الكندية وموظفينا هي أولويتنا القصوى".

 

 

المزيد من الأخبار