Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سكارليت جوهانسون تريد حصة أكبر من أفلامها على المنصات الرقمية

أرباح المنصات الإلكترونية فاقت العروض السينمائية الأولى ونجوم هوليوود يطلبون زيادة المقدم الذي تدفعه الشركات لهم

سكارليت جوهانسون تقاضي شركة "ديزني" عن حقوقها في فيلم "الأرملة السوداء" (شاترستوك)

عصفور في اليد أفضل من اثنين على الشجرة. يجب أن يأخذ وكلاء المواهب "الهوليوودية" ذلك الأمر في الاعتبار.

ربما كنتم قد قرأتم عن دعوى سكارليت جوهانسون ضد شركة "ديزني" بشأن المال الذي تزعم النجمة أنه ضاع عليها بسبب خسارة فيلم "الأرملة السوداء" الذي صنعته شركة "مارفل" المملوكة لـ"ديزني" في فترة العرض السينمائي الحصري الممدد الذي تقول إنها وُعدت به. وفي حين دُفع لها وفق "ديزني"، مقدم بلغ 20 مليون دولار (14.4 مليون جنيه استرليني)، إلا أن المكاسب الحقيقية للأفلام لا تتحقق إلا عبر العوائد اللاحقة التي يمكن أن تكون كبيرة. ومثلاً، يُقدر أن الممثل روبرت داوني جونيور، حقق 75 مليون دولار من فيلم "المنتقمون، اللعبة النهائية"، بفضل حصة بلغت ثمانية في المئة من العوائد اللاحقة. وقد أسهمت تلك العوائد بـ55 مليون دولار في إجمالي ما جناه ذلك الممثل.

في المقابل، ثمة مشكلة تتلخص في أن العوائد اللاحقة التي تأتي من بيع التذاكر، باتت تتبخر في عصر البث التدفقي عبر الإنترنت، وفق ما تبين تجربة جوهانسون. وفعلياً، تُفرض رسوم إضافية على المشتركين لقاء خدمة "ديزني" للبث التدفقي كي يحصلوا على مشاهدة مبكرة لبعض أشرطتها الجديدة عبر العرض المسمى "الوصول إلى الأفلام الجديدة". في المقابل، لو حققت هذه الرسوم عوائد مساوية لتلك تتأتى من شبابيك التذاكر خلال عرض سينمائي تقليدي، لما تقدمت جوهانسون بدعوى (يعني ذلك أن عوائد البث التدفقي تفوق ما يُجنى من شبابيك التذاكر بكثير). واستطراداً، قدرت صحيفة "وول ستريت جورنال" خسائر النجمة جوهانسون بحوالى 50 مليون دولار. وفي حين أن القانون سيقرر إذا كانت النجمة التي كانت أيضاً المنتجة التنفيذية للفيلم، تملك حقاً قانونياً (في الحصول على مزيد من الأموال)، فإنها بالتأكيد قد سجلت نقطة لمصلحتها، ولا يمكن لوقاحة "ديزني" التي وصفت تصرف النجمة بأنه "محزن" و"قاس" وأشارت بصلف إلى الجائحة في بيانها، أن تُخفي تلك الحقيقة.

إذ لا تقتصر المسألة على عمل إحدى المواهب مع "ديزني". ومثلاً، تبث "وارنر براذرز"، قائمة أفلامها لسنة 2021 كلها عبر منصة "أتش بي أو ماكس" المتخصصة في البث التدفقي عبر الإنترنت، إضافة إلى صالات السينما (حيثما تفتح أبوابها) في الولايات المتحدة، ما أثار تمتمات من السخط عن ذلك الشأن.

لا أحد يعرف تماماً كيف سيتطور نموذج البث التدفقي للأفلام في عالم ما بعد الجائحة، بغض النظر عن موعد حلول ذلك، (موعد الخروج من الجائحة). لكن لا أحد يعتقد بأن نافذة الـ90 يوماً المعطاة لعرض الأفلام حصرياً في صالات السينما، وقد راهنت عليها جوهانسون، ستعود بعدما حطمتها الأستوديوهات.

وهذا ينشئ مشكلة للوكلاء ممن سيفاوضون على عقود الممثلين مستقبلاً. تتلخص المشكلة في كيفية تقييم العوائد التالية في عالم البث التدفقي؟ بالمشاهدات؟ المشكلة هي أن خدمات البث لا توفر البيانات الضرورية. ووجد محللون طرقاً مختلفة في تقييم أرقام المشاهدة الخاصة بما يملكونه من أعمال، لكن هذه الطرق ليست من دون عيوب. ولا تشكل المشاهدات على أي حال، الصورة الكاملة (عن العوائد). وتؤدي الاشتراكات بوضوح دوراً في نجاح الفيلم. إذ يعود نجاح معظم الأفلام الكبرى إلى النجوم، لكن قياس مدى ذلك كمياً يشكل أمراً صعباً. وقد يؤدي النجوم أيضاً دوراً في ضمان رسوخ الفيلم في الذاكرة، وتنطبق على ذلك القواعد نفسها.

إذاً، ماذا يفعل وكلاء المواهب؟ الأمر بسيط، إذ يجب أن يطلبوا مبلغاً أكبر مقدماً. يجب أن يصطادوا العصفور الذي في اليد. لقد حصلت مناسبتان أخيرتان جرى فيهما ذلك، ويجب أن تكونا كافيتين لإثارة شهية أولئك الوكلاء. وتفصيلاً، جرت المناسبة الأولى عبر منصة "نتفليكس" التي لفتت كثيراً من الانتباه عبر الـ469 مليون دولار التي أنفقتها في الحصول على تتمتين لفيلم الجريمة "الخناجر المشهرة" لريان جونسون، الذي حقق نجاحاً نقدياً وتجارياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق صحيفة "هوليوود ريبورتر"، اقتصرت الشروط على وجوب تلاؤم الميزانية الخاصة بكل تتمة مع الـ40 مليون دولار التي أُنفقت على الشريط الأصلي، وإعادة دانيال كرايغ إلى دور بينوا بلان، آخر الجواسيس المحترمين. ويكمن السبب في فرض تلك الشروط أن نجوماً على غرار كرايغ يملكون القوة ويجتذبون المشاهدات ويحركون الاشتراكات.

وبذا، بات المبلغ الذي يُقدر أن يناله ريان جونسون، وشريكه في الإنتاج رام برغمان، ودانيال كرايغ، يساوي 100 مليون دولار لكل منهم. واستطراداً، إنه مبلغ قريب إلى حد كبير من المال الذي يُقال إنه ضاع على جوهانسون، ويصح الأمر أكثر حين يأخذ المرء في الاعتبار أن مبلغ الـ311 مليون دولار الذي حققه "الخناجر المشهرة"، على الرغم من نجاحه الكبير، لم يصل حتى إلى مجرد الاقتراب من عوائد الأعمال المملوكة لـ"ديزني/ مارفل" من الفئة الثانية. وتذكيراً، لقد حقق أحد تلك الأفلام، "الرجل النملة والدبور"، حوالى 622.7 مليون دولار.

ومن الواضح أن ما حصل مع "الخناجر المشهرة" أثر كثيراً في تخصيص شركة "يونيفرسال" أكثر من 400 مليون دولار لإنتاج ثلاث تتمات لفيلم "طارد الأرواح الشريرة". وسيشمل ذلك المبلغ منصة "بيكوك" الضعيفة المشاهدة إلى الآن، التي تمثل خدمة بث أطلقتها "كومكاست" الشركة الأم لأستوديوهات "يونيفرسال"، مع ملاحظة أن "كومكاست" تملك أيضاً خدمة البث "سكاي/ ناو" في المملكة المتحدة.

ولم تقترب أي تتمة لتلك السلسلة إلى اليوم من مطابقة أداء الفيلم الأصلي نقدياً أو ثقافياً أو على صعيد شباك التذاكر، وهذا ليس غير معتاد إلى حد كبير، بمعنى وجود نوع من الأفلام تولد أشرطته الناجحة تتمات أقل شأناً.

واستناداً إلى ذلك، ثمة كثير من التوقعات حول ديفيد غوردون غرين، المخرج الذي تمكن من بث حياة جديدة في سلسلة "هالوين" وسيعمل مع إيلين بروستاين، نجمة الفيلم الأيقوني "طارد الأرواح الشريرة"، التي لا تزال تنتظر الظهور في تتمة للشريط. ولن تكون مشاركتها رخيصة.

وفي الحالتين يعقد الموزعون النهائيون للفيلمين رهانات كبيرة. وسيبقى المسؤولون التنفيذيون الذين فاوضوا على الصفقات متوترين حتى تنال المنتجات النهائية حكم المشاهدين.

لقد تطور النموذج الجديد بأثر من تدافع مشغلي الممثلين للحصول على مكاسب من البث التدفقي، مع ملاحظة أنه نموذج يعمل لمصلحة المواهب. ومن دون شك، سيدفع نجوم آخرون لاحظوا ما جرى مع جوهانسون، باتجاه حصة كبيرة من صفقات مشابهة في المستقبل تستند إلى مبدأ العصفور الذي في اليد.

نتمنى لهم أياماً سعيدة، لكن الأستوديوهات ومنصات البث التدفقي ستدخل حتماً في معاناة كبيرة أثناء عقد بعض الصفقات.

© The Independent

المزيد من سينما