Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هم "مجاهدو خلق" التي يحاكم مسؤول إيراني بإعدام الآلاف منهم؟

تعارض المنظمة النظام في طهران بشدة وتعتبر منذ عام 1981 خارجة عن القانون إثر تظاهرة قمعت بالقوة

مناصرو "مجاهدي خلق" يتجمعون أمام محمكة في ستوكهولم تحاكم المسؤول الإيراني السابق حميد نوري (وكالة أنباء تي تي/أ ب)

تعتبر منظمة "مجاهدي خلق" الموجودة في المنفى والمحظورة منذ عام 1981 في إيران، حيث تصفها السلطات بـ"الإرهابية"، معارضة منذ فترة طويلة للنظام الإيراني.

أُسست المنظمة في الستينيات للنضال ضد نظام الشاه، وواصلت كفاحها ضد الجمهورية الإيرانية، خصوصاً عبر التحالف مع الرئيس صدام حسين في الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988.

والثلاثاء 10 أغسطس (آب)، بدأت في ستوكهولم محاكمة نادرة لحميد نوري، مسؤول سابق في النظام الإيراني، وتفيد النيابة العامة السويدية بأنه "قتل بين 30 يوليو (تموز) 1988 و16 أغسطس في سجن كوهردشت في كرج بإيران بصفته نائب المدعي العام متعمداً عدداً كبيراً جداً من السجناء المؤيدين أو المنتمين إلى (مجاهدي خلق)، بناءً على (أمر) بالإعدام صادر عن آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد هجمات نفذتها الحركة ضد النظام في نهاية الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988)".

النشأة

المنظمة التي تستند إلى العقيدة الماركسية وتعرف عن نفسها بأنها "إسلامية ثورية ديمقراطية"، نشأت في عام 1965 إثر انشقاق داخل حركة "حرية إيران" القومية برئاسة مهدي بزركان. وكان هدفها إطاحة الشاه، وتوفي الكثير من مؤسسيها في سجون النظام.

وبعدما نعمت بالشرعية لفترة قصيرة مع الثورة عام 1979، اعتُبرت حركة "مجاهدي خلق" خارجة عن القانون في عام 1981، إثر تظاهرة مسلحة قُمعت بالقوة. وتؤكد المنظمة أن هذه التظاهرة كانت سلمية.

وفي السنة نفسها، نسبت السلطات تفجيراً استهدف مقر الحزب الجمهوري الإسلامي وأسفر عن 74 قتيلاً بينهم آية الله بهشتي المسؤول الثاني في النظام، إلى "مجاهدي خلق"، التي لم تتبنَّ أبداً هذا الاعتداء خلافاً لاعتداءات أخرى.

النفي

وبعد طردها من إيران، لجأت المنظمة إلى أنحاء مختلفة من العالم، خصوصاً فرنسا، حيث استقرت في أوفير سور واز قرب باريس مع زعيمها مسعود رجوي، الذي أنشأ "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، وهو ائتلاف معارضين إيرانيين يعتبر الجناح السياسي لمنظمة "مجاهدي خلق".

وفي عام 1986 طُرد مسعود رجوي من فرنسا بسبب سياسة التقارب مع إيران.

وترأست زوجته مريم رجوي الحركة منذ عام 1989، وعينت عام 1993 على رأس "المجلس الوطني للمقاومة"، فيما لم يظهر زوجها علناً منذ 2003.

العمليات الهجومية

خلال الحرب الإيرانية العراقية، استقر "مجاهدو خلق" في العراق وحاربوا إلى جانب صدام حسين، لذا لا تزال السلطة في طهران تصفهم بأنهم "خونة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي نهاية الحرب، شنت الحركة عملية عسكرية ضد السلطات الإيرانية وسيطرت على عدة بلدات حدودية، لكن الجيش الإيراني سحق الهجوم.

وتبنى الجناح العسكري لمنظمة "مجاهدي خلق"، "جيش التحرير الوطني الإيراني" الذي أُسس عام 1987، هجمات عدة في إيران، خصوصاً الهجوم عام 1993 على أنابيب نفط وضريح الإمام الخميني قرب طهران، ونُسبت إليه عشرات عمليات القتل.

وبعد إطاحة صدام حسين عام 2003، نُزع سلاح "مجاهدي خلق" وأُعيد تجميع صفوفهم في معسكر أشرف بشمال شرقي بغداد. وفي عام 2013 وبطلب من واشنطن والأمم المتحدة، وافقت ألبانيا على استضافة أعضاء من "مجاهدي خلق" على أراضيها.

التخلص من وصمة "الإرهاب"

في عام 2003، اعتقلت مريم رجوي في فرنسا بين 160 شخصاً، ثم أفرج عنها بعد أسبوعين من الاحتجاجات من قبل أنصارها، شهدت قيام شخصين بإحراق نفسيهما. وانتهى التحقيق القضائي الذي أجري على أساس شبهات بأنشطة "إرهابية" في سبتمبر (أيلول) 2014 بسبب عدم وجود أساس للدعوى.

وشُطبت "مجاهدي خلق" في عام 2009 من لائحة المنظمات الإرهابية لدى الاتحاد الأوروبي، بعدما أُدرجت عليها في عام 2002. وقامت الولايات المتحدة بالمثل عام 2012.

وسنة 2015، احتجت مريم رجوي خصوصاً على الاتفاق المبرم بين القوى الكبرى وإيران حول برنامج طهران النووي.

استهداف المنظمة

وفي 30 يونيو (حزيران) 2018، أُحبطت محاولة اعتداء على تجمع لـ"مجاهدي خلق" في فيلبانت قرب باريس.

وحُكم على دبلوماسي إيراني في فبراير (شباط) 2021 بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بتهمة "محاولات اغتيال ذات طابع إرهابي" و"المشاركة في أنشطة مجموعة إرهابية". وحُكم على ثلاثة متآمرين معه بعقوبات سجن تتراوح بين 15 و18 عاماً.

التحقيق في إعدامات 1988

وفي مطلع مايو (أيار) 2021، طالب أكثر من 150 شخصاً بينهم حائزون على جوائز نوبل ورؤساء سابقون ومسؤولون سابقون في الأمم المتحدة، بإجراء تحقيق دولي في إعدام آلاف المعارضين بإجراءات موجزة في سجون إيران عام 1988.

وتشن منظمات غير حكومية منذ سنوات حملات من أجل إحقاق العدالة لما تعتبره إعداماً خارج نطاق القضاء لآلاف الإيرانيين معظمهم من الشباب، في فترة انتهاء الحرب مع العراق.

وبحسب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، فإنه أُعدم 30 ألف شخص، وقد يكون الرقم الحقيقي أقرب إلى أربعة أو خمسة آلاف شخص.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات