Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القربي: المبعوث الأممي السابق قدم حملة السلاح على غيرهم

وزير الخارجية اليمني السابق أكد في حوار مع "اندبندنت عربية" أن سلطنة عمان وسيط نزيه لإنهاء الصراع في اليمن

وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي (أ ف ب)

أعاد قرار جماعة الحوثي برفع الحجز التحفظي عن أمواله وعقاراته، وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي إلى دائرة الضوء من جديد، كونه شخصية ظلت تعمل في الظل منذ بداية الأزمة اليمنية، إذ لم يعين في أي منصب حكومي، في سلطتي طرفي الصراع، ناهيك عن اختفائه أيضاً على الصعيد السياسي والحزبي كقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام.

القربي في حديثه مع "اندبندنت عربية" يؤكد أن بعض رعاة الحل من جانب والمبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث من جانب آخر، كانوا يعتبرون أن أطراف الصراع الذين يحملون السلاح هم من يجب التعامل معهم، الأمر الذي أضعف دور الأحزاب والقوى المدنية التي تؤمن بأن في الحل السياسي إنقاذ لليمن ولأطراف الصراع، حسب قوله.

وكان غريفيث لفت في تصريحات عدة إلى أن "الحل السياسي المتفاوض عليه هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية"، لكن تعنت الحوثيين وتمسكهم بالخيار العسكري فاقم الأمور.

غير أنه في المقابل يعتقد أن ما يسميه التجاهل الذي واجهته القيادات المؤتمرية (وهو منها) لن يثنيها عن القيام بدورها والإسهام في إيجاد الحل لأزمة بلده.

القربي وهو الأمين العام المساعد في حزب المؤتمر الشعبي العام غرد على صفحته في "تويتر"، كاشفاً عن مباحثات لنقل السلطة في اليمن إلى نائب رئيس توافقي، وأن "تعيين المبعوث الأممي الجديد يأتي بينما يتم بحث حل أزمة اليمن من خلال نقل السلطة إلى نائب رئيس توافقي جديد أو بتشكيل مجلس رئاسة ."

وأضاف "لذلك على المؤتمر تقديم رؤية ومشروع وطني لإعادة تشكيل رئاسة دولة قادرة على إنهاء الحرب والبناء دون اعتبار لمشاركة المؤتمر في السلطة او المحاصصة".

خيار السلام لا يعني الاستسلام

تغريدته تؤكد رؤيته للصراع  في اليمن، إذ أكد في تصريحاته معنا أن "موقفه كان ولازال من بداية الحرب، أنه لا يوجد أمام اليمنيين والتحالف في نهاية المطاف من خيار إلا الحل السلمي"، و بقي على هذا الموقف منذ بداية الحرب إلى الآن، الأمر الذي خلق له حسب قوله صعوبات في مرحلة تمسكت قوى الصراع بالحل العسكري.

وقال "قام البعض بتفسير موقفي بأنه انحياز لطرف ما، متجاهلين أن دعوة السلام لا تعني الاستسلام، وإنما هي وسيلة للتوصل إلى حل يضمن لجميع الأطراف حقوقها وينقذ اليمن من مأساتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

القربي الذي يتنقل بين الرياض ومسقط وأبوظبي، لم يدخل كذلك في حالة خصام معلنة مع جماعة الحوثي، وهو ما يراه مراقبون قد يؤهله ليكون شخصية توافقية في أي حلول سياسية مقبلة للأزمة اليمنية التي تشهدها البلاد منذ سبع سنوات.

السلطنة وسيط نزيه

يصف القربي علاقة سلطنة عمان بالمؤتمر الشعبي بالعلاقة العميقة المبنية على الثقة التي كانت بين قيادة الدولتين قبل 2011، على مدى عقود من الزمن، في إشارة إلى فترة حكم علي عبدالله صالح.

يقول "كنت شخصياً على قناعة منذ بداية الحرب بأهمية دور عمان في إنهاء الحرب و دورها وشراكتها في أي وساطة لتحقيق ذلك، وهو ما تحقق الآن، ولثقتي بأن عمان ستكون وسيطاً نزيهاً لإنهاء الصراع، لأن عمان لا تفرق في تعاملها بين المكونات اليمنية أو بين قيادات المؤتمر الشعبي العام، من منطلق حرصها على الحل السياسي لأزمة اليمنيين".

التسوية السياسية ممكنة 

الرجل الذي عمل وزير خارجية اليمن لمدة 13 عاماً، انتهت 2014 يعتقد أن التسوية السياسية في اليمن ممكنة، وستكون أسهل لو بدأت المفاوضات حولها مباشرة بين القوى السياسية اليمنية، "بخاصة إذا ما تحررت قياداتها من المصالح الشخصية ومن تأثير القوى الإقليمية و الدولية التي تدعمها مع وجود وساطة نزيهة بين أطراف الصراع، لا تخضع لأجندات إقليمية ودولية".

ويشدد قبل كل ذلك على "ضرورة تجرد القيادات اليمنية من الرغبة المطلقة في السلطة، ومن نزعات الإقصاء لخصومها ووضعها مصلحة اليمن وشعبه أولاً، وتمكين المكونات الحزبية والمدنية من المشاركة في العملية السياسية خارج مظلات أطراف الصراع المسلح، باعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقية في تحقيق السلام".

الرد على الشكوك في الحزب الحاكم

وفي معرض إشارته إلى مشاركة حزبه - المؤتمر الشعبي العام - في مفاوضات جنيف و الكويت كمكون مستقل اعتبر أنه استطاع أن يسهم في تقديم مبادرات بالحلول وتقريب وجهات النظر، "لكن دوره وتأثيره تقلص بعد ذلك نتيجة قناعة المبعوث أن حل الأزمة بيد القوى المسلحة، فأصبح تشكيل مكونات مسلحة الوسيلة المثلى لفرض التواجد في المفاوضات، وعلى حساب القوى السياسية المدنية التي ترفض استعمال السلاح".

وحول ما يتردد بشأن فقدان الحزب للتأثير داخل الشعب اليمني، يرى القربي أن المؤتمر "على الرغم من كل ما تعرض له منذ عام 2012 وخلال المرحلة الانتقالية من إقصاء و محاولات الاجتثاث بينما كان شريكاً في السلطة وبعد قيام الحرب، إلا أنه كتنظيم وطني مازال محافظاً على تماسكه و صموده في الداخل، واشار إلى ما وصفها بحملات التشويه لتأريخه ولموقفه الوطني".

ويستدرك بقوله "إن ما يعرقل توحيد المؤتمر، هو مواقف خصوم سواء في الداخل أو الخارج الذين مازالوا يرون في المؤتمر خصماً قوياً ينافسهم بميثاقه وبشعبيته وبتصديه لكل ما يمس سيادة اليمن، أو يهدد وحدته ونظامه الجمهوري، وبقدرته على مواجهة قوى التطرف بفكره الوسطي".

صالح مؤمن بالحل السياسي

وبحكم قربه من الرئيس السابق علي عبدالله صالح سواء في الحكومة أو في التنظيم المؤتمري، يرى أن "صالح كان مؤمناً بالحل السياسي للأزمة، وأن الحرب بعد كل الدمار الذي ستلحقه باليمن وشعبه ستفرض على الأطراف في نهاية المطاف، الجلوس على طاولة المفاوضات".

وقال "من أجل ذلك كلفني (الرئيس السابق علي عبدالله صالح) مغادرة اليمن للتحرك من أجل البحث عن حل سياسي للأزمة، ومن جانبه قدم مبادرتين لإنهائها، ولكنها لم تلق القبول من جانب أطراف الصراع، على الرغم من أنهما اشتملتا على مبادئ للحل يتم طرحها اليوم ضمن مبادرات الحل السياسي، ولكنها رفضت حينها لأن الرئيس علي عبدالله صالح كان هو من قدمها".

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات