Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البورصات الأميركية تقفز مجددا على وقع تخفيف النبرة تجاه الصين

قادت أسهم التكنولوجيا المؤشرين "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" إلى الصعود مع تحسن معنويات المستثمرين

متعاملون أثناء التداول في بورصة نيويورك (رويترز)

دفعت ضغوط انهيار البورصات الأميركية على مدار الأسبوع الماضي، وافتتاح هذا الأسبوع بتراجع تكتيكي لإدارة ترمب عن حدة المواجهة مع بكين، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن المحادثات التجارية مع الصين لم تنهار، واصفا الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بأنها "خلاف بسيط".

وأدى هذا التصريح الذي قاله ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إلى تهدئة أسواق الأسهم وعودة البورصات إلى الارتفاع، على أمل التوصل إلى اتّفاق بين الطرفين يهدئ من أزمة التجارة البينية التي أجمعت بيوت الاستثمار على أنها ستكون "مضرة للطرفين وستخفض من نمو الاقتصاد الأميركي والصيني والعالمي معا".

المؤشرات تصعد مجددا

وكانت الأسهم التكنولوجية هي الأكثر خسارة في البورصة الأميركية لأن معظم الشركات التكنولوجية تُصنّع في الصين مثل أبل وإنتل، أو بسبب ضخامة السوق الصينية التي تعتبر سوقا رئيسية للشركات الأميركية.

وقادت أسهم التكنولوجيا المؤشرين "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" إلى الصعود أمس الثلاثاء، مع تحسن معنويات المستثمرين بفضل تغير نبرة السجال التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وارتفع المؤشر "داو جونز" الصناعي 207.19 نقطة، أو 0.82 %، إلى 25532.18 نقطة.

وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 22.56 نقطة، أو 0.80 %، إلى 2834.43 نقطة.

وصعد المؤشر ناسداك المجمع 87.47 نقطة، أو 1.14%، إلى 7734.49 نقطة.

حساسية ترامب للأسهم

ولدى ترمب حساسية خاصة من هبوط أسواق المال، فلطالما غرّد مع كل صعود تاريخي لمؤشر S&P 500 الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة أميركية من مختلف القطاعات. وتعتبر البورصات كشف حساب مباشر لإدارة ترمب لإظهار أداء حكومته في الاقتصاد، وكانت الإدارة الأميركية أشعلت البورصات عندما قررت قبل عام تخفيض الضرائب على الشركات، ما أسهم في مواصلة "رالي" الأسهم على مدار العام الماضي وهذه السنة. لكن البورصات شهدت منذ الأسبوع الماضي، الهبوط الأكبر منذ بداية السنة للأسهم خلال ثماني جلسات متواصلة، على إثر التغريدة التي أطلقها ترمب من حسابه في "تويتر" يوم الأحد قبل الفائت، وهدّد فيها الصين برفع الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار من 10% إلى 25%، حيث فرضت هذه الزيادة على أكثر من 5700 فئة منتجات اعتبارا من من يوم الجمعة الماضي. ثم ردّت الصين بالمثل، حين قالت إنها تعتزم فرض رسوم استيراد على أكثر من 5 آلاف منتج أميركي بقيمة 60 مليار دولار، بنسب تدور بين 5% و25% على هذه السلع اعتبارا من 1 يونيو (حزيران) المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وتعطلت المباحثات بين الطرفين عندما رفضت الصين الامتثال إلى بعض شروط اتفاق التجارة البينية الذي يشترط حماية الملكية الفكرية والسرقة التكنولوجية وتحرير العملة "اليوان".

 

خطوة غير محسوبة

ورغم وجود اتفاق أميركي عام على ضرورة تحسين التجارة البينية، إلا أن اتخاذ ترمب الخطوة بشكل مفاجئ أربك الأسواق وتصاعدت وتيرة الأصوات التي تشكك من خطوة ترمب غير المحسوبة التي ستتحول سلبيا على الاقتصاد الأميركي. كما تصاعدت التحليلات التي تكشف أن هناك تخوفا لدى فريق ترمب من أن تنعكس الأمور على حظوظه في الانتخابات المقبلة، في حال ارتفعت الأسعار على المستهلكين من جراء هذه الخطوة.

ويقول المحلل الأميركي المدير والمؤسس لمجموعة RC Communications  كالفين دارك "يدعم الديموقراطيون والجمهوريون عموما هدف الرئيس ترمب العام المتمثل في جعل الصين تمتثل لقواعد اللعبة التجارية، ومعاملة الشركات الأميركية بشكل عادل، والتوقف عن سرقة الملكية الفكرية. لكن المشكلة في استراتيجية ترمب في الصين هي عدم وجود استراتيجية. تزداد حالة عدم اليقين هذه سوءاً لأن ترمب يقدم مزاعم خاطئة ومزيفة بأن الصين تدفع تكاليف الحرب التجارية، بينما في الواقع المستوردون والشركات والمستهلكون الأميركيون هم الذين يدفعون. عدم اليقين والارتباك هما بالضبط ما لا تريده الاقتصادات وأسواق الأوراق المالية حاليا".

ويبدو أن الطرفين الآن يريدان تهدئة الأوضاع، لأنه ليس من مصلحة الصين أيضا الحرب مع أميركا. ففي حين أشار ترمب إلى أن المفاوضين من البلدين ما زالوا يتباحثون، قائلا "إنهم يقيمون حوارا جيدا"، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الجانبين اتفقا على مواصلة المناقشات المرتبطة بالتجارة.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة