Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 فقراء بريطانيا عرضة مرتين أكثر للسرطانات المرتبطة بالتدخين

 يدعو مركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" شركات التبغ إلى أن تتحمل تكاليف مزيد من الأنشطة المناهضة لاستهلاك السجائر بغية مساعدة المناطق الفقيرة على التخلص من هذه الآفة

التدخين يرتبط بالفقر ويفاقم حالات السرطان في الأوساط المجتمعية المحرومة (غيتي)

كشفت أرقام جديدة أصدرها مركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK أن ضعف حالات الإصابة بالسرطانات التي يسببها التدخين تنتشر بين أوساط أفقر الناس في إنجلترا، مقارنة مع من يملكون ثروة.

في الدراسة الأولى من نوعها لمحاولة تحديد حجم تأثير السرطانات المرتبطة بالتدخين التي في المستطاع تجنبها، قال باحثون إن 11 ألف حالة منها تنتشر بين فئات السكان الأقل دخلاً في المملكة المتحدة، مقارنة مع ستة آلاف حالة سرطان فقط بين الفئات الأعلى دخلاً.

تأتي تلك الأرقام على الرغم من أن العدد الإجمالي للسرطانات أعلى بين أوساط كبار السن والأثرياء. نظراً إلى أن الشباب يكسبون عادة دخلاً أقل مقارنة مع غيرهم، فضلاً عن أنهم يشكلون الشريحة العمرية الأكثر عدداً ضمن محدودي الدخل، فإنه عند تحديد حالات السرطان استناداً إلى العمر، يتبن أن مستوى السرطانات أعلى بين الفئات السكانية الأكثر حرماناً.

معروف أن التدخين مسؤول عن الإصابة بـ15 نوعاً مختلفاً من السرطان على أقل تقدير، وأنه السبب الأكبر للسرطان والوفاة حول العالم من بين الأسباب التي يمكن تفاديها. وفي إنجلترا، يرتبط أكثر من 27 ألف إصابة بالسرطان سنوياً بالفقر أو الحرمان.

ووجدت الدراسة التي نهض بها مركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة" أن حالات السرطان الـ27 ألفاً الناجمة عن الحرمان في إنجلترا، ستنخفض إلى نحو خمسة آلاف و500 حالة سنوياً في حال انعدمت أوجه التفاوت في استهلاك التدخين بين السكان، وتساوت معدلاته بالنسبة إلى الجميع.

ولكن للأسف، أفراد الأوساط المجتمعية الأشد حرماناً أكثر عرضة بـ2.5 مرة لاستهلاك السجائر مقارنة مع سكان المناطق الأكثر ثراءً. ويشكل هذا الواقع عاملاً رئيساً في فجوة الفوارق الصحية التي تفاقمت وتكشفت جراء جائحة كورونا.

وضعت الحكومة البريطانية هدفاً يتمثل في أن تصبح إنجلترا خالية من التدخين بحلول عام 2030، ولكن من دون اتخاذ إجراءات إضافية في هذا الشأن، لن تحقق المناطق المحرومة هذه الغاية حتى عام 2040، أي بعد نحو 20 عاماً من الأوساط المجتمعية الأكثر ثراءً.

ذكرت "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة" أن خدمات مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين وحملات الصحة العامة قد تقلصت بشكل كبير، داعية شركات التبغ إلى تمويل صندوق للحد من استهلاك السجائر.

في سياق متصل، قالت البروفيسورة الخبيرة في الصحة العامة ليندا بولد، إن التدخين تسبب في وفيات أكثر مما فعل "كوفيد -19" في العام الماضي. تؤدي خدمات الصحة العامة والوقاية دوراً حيوياً بالغ الأهمية في التصدي لأوجه التفاوت الصحية، إضافة إلى تحسين صحة السكان وعافيتهم في مختلف أنحاء إنجلترا. وقد حظي ذلك بتركيز أكبر منذ الجائحة، التي كشفت أياً من هذه الخدمات قد طاولها تراجع في الاستثمار.

"أوصلتنا إلى هذه الحال عقود لجأت فيها صناعة التبغ إلى أسلوب جذاب في تعبئة منتجاتها وتغليفها وتسويقها واستهداف الفئات الهشة من السكان. ليست المسألة أن نطلب إلى الناس أن يتوقفوا عن التدخين- الإقلاع الفوري السريع عن السجائر لا ينجح مع البعض. لا ينبغي إلقاء اللوم على المدخنين، بل توفير الدعم والوسائل المناسبة لمساعدتهم على ترك هذه العادة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على المنوال نفسه، أبدت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لمركز "بحوث السرطان في المملكة المتحدة"، قلقها البالغ من "أن التدخين يتسبب بمزيد من حالات السرطان في أوساط الفئات السكانية الأكثر حرماناً"، موضحة أن "تمويل أنشطة مكافحة التبغ في إنجلترا قد تراجع كثيراً في السنوات الأخيرة، ما سيقوض هدف الحكومة الذي يرمي إلى جعل إنجلترا خالية من التدخين عام 2030، ما لم يسع إلى عكس هذا الاتجاه بصورة عاجلة".

وأضافت ميتشل إن "الخطة المرتقبة لمكافحة التبغ في إنجلترا تشكل فرصة رئيسة للحكومة تسمح لها بالتصدي لمعدلات التدخين، إضافة إلى التفاوتات الطويلة الأمد والمرفوضة في مجال الصحة التي تشوب جميع أنحاء البلاد".

لكن لن يتحقق ذلك، وفق ميتشل، "إلا بتوظيف استثمارات إضافية كافية في حملات وأنشطة مكافحة التبغ. يمكن لـ"صندوق [من أجل عالم] بلا تدخين"، تموله صناعة التبغ، إنما من دون تدخل منها، أن يسدد تكاليف التدابير الشاملة اللازمة لخفض معدلات التدخين عبر مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية"، في المملكة المتحدة.

© The Independent

المزيد من صحة