Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتبنى استراتيجية تقليص الصراع مع الفلسطينيين بدلا من حله

يقوم ذلك على إخفاء مظاهر الاحتلال وفتح معابر أكثر وتحسين جودة الحياة

نفتالي بينيت خلال ترؤسه جلسة الحكومة الإسرائيلية (مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي) 

رفض الفلسطينيون نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، القائم على "تقليص الصراع" بدل حله، معتبرين أن "أي مشروع لا يُنهي الاحتلال الإسرائيلي غير مقبول".

وبعد أن اعتبر بينيت أن الصراع مع الفلسطينيين وجودي وليس على الأرض، أشار إلى أنه سينتهج استراتيجية "تقليص الصراع" بدلاً من إدارته أو حله، في ظل اعتقاده باستحالة ذلك.

وتقوم تلك الاستراتيجية التي استعارها رئيس الوزراء الإسرائيلي من المؤرخ الإسرائيلي، ميخا غودمان، على "إخفاء مظاهر الاحتلال الإسرائيلي، وإشعار الفلسطينيين بأنهم دولة ذات سيادة، وتقديم تسهيلات اقتصادية وحياتية لهم".

يقول بينيت "الصراع القومي بين إسرائيل والفلسطينيين ليس على الأرض، فالفلسطينيون لا يعترفون بوجودنا هنا، وهذا على ما يبدو سيرافقنا لفترة طويلة، عقيدتي هي أنه يجب تقليص الصراع... أينما تمكنا من فتح معابر أكثر، تقديم جودة حياة أكثر، أعمال أكثر، صناعة أكثر".

رفض فلسطيني

في المقابل، عبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، عن "رفض الفلسطينيين أي حل لا يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967".

وشدد مجدلاني على أن "عرْض رئيس الوزراء الإسرائيلي تحسين ظروف حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال غير مقبول، ولن يؤدي إلى الحل المطلوب فلسطينياً".

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شحلت، أن "استراتيجية تقليص الصراع هي إعادة إنتاج لرؤية وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان حول الاحتلال الخفي"، مضيفاً أن تلك الرؤية "تُبقي على هياكل الاحتلال، والاستمرار في السيطرة الفعلية على الأرض، لكن من دون أن يشعر الفلسطينيون بذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستخدم مصطلح "تقليص الصراع"، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تتبنَّ المصطلح بعد، على الرغم من اتخاذها خطوات لتسهيل حياة الفلسطينيين كترجمة عملية له.

لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية أقرت للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات موازنة تزيد تمويل المستوطنات والبنى التحتية لها في الضفة الغربية.

وكان المؤرخ الإسرائيلي اليميني، ميخا غودمان، الذي يستشيره بينيت، قد صك قبل سنوات في كتابه "مصيدة 67" مصطلح "تقليص الصراع" ضمن افتراضه أن الإسرائيليين سيبقون إلى الأبد مختلفين حول مصير الضفة الغربية، وبالتالي فإن استراتيجية "إدارة الصراع" غير واقعية على المدى البعيد.

تقليص الصراع

وتقوم استراتيجية "تقليص الصراع" بحسب غودمان على "تقليل مظاهر الاحتلال لكن من دون تفكيكه، وتخفيض الاحتكاك بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي والمستوطنين مع بقاء المستوطنات والسيادة الإسرائيلية على أراضي (ج) في الضفة الغربية، وتقديم تسهيلات حياتية واقتصادية ملموسة"؛ وهو ما سينهي بحسب غودمان أسباب وجود صدامات شعبية أو تذمرات دبلوماسية.

ويقترح غودمان استراتيجية من ثماني خطوات لتقليص الصراع من شأنها أن تقلل الاحتكاك بين الجانبين، وتحسن حياة الفلسطينيين، لكن من دون أي حل سياسي ومن دون تهديد من إسرائيل.

ومن بين تلك الخطوات "إنشاء شبكة طرق سريعة وأنفاق وجسور تصل مدن الضفة الغربية من الخليل إلى جنين، من دون أن يشعر الفلسطينيون بأنهم تحت احتلال ومن غير أن يروا جنوداً إسرائيليين أو يتوقفوا عند أي حاجز عسكري".

وتتضمن تلك الخطوات توسيع جسر الكرامة البري مع الأردن، والسماح للفلسطينيين بالسفر عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي إلى الخارج، عبر إقامة محطة مغادرين في الضفة الغربية تكون مرتبطة مباشرة مع المطار.

كما تشمل مقترحات غوردمان ربط التجار الفلسطينيين بخطوط مباشرة مع المواني البحرية والجوية الإسرائيلية، وإلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية التي يعتبرها الفلسطينيون بأنها إعادة إنتاج للاحتلال بأدوات اقتصادية.

من جهة ثانية، يعتبر الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، وليد حباس، أن تقليص الصراع يختلف كلياً عن مفهوم "السلام الاقتصادي" لبنيامين نتنياهو، مضيفاً أن عقيدة نتنياهو كانت تستند إلى زيادة السيطرة على الفلسطينيين، ومراقبتهم، مع تقديم تسهيلات اقتصادية إنعاشية لهم.

ويعتبر أن "تقليص الصراع" يقوم على "إنهاء السيطرة المباشرة على الفلسطينيين وإنهاء أي احتكاك بينهم وبين الإسرائيليين".

ويشير حباس إلى أن عدداً من مقترحات غوردمان طُبق بالفعل على شكل خطوات جزئية صغيرة، مضيفاً أن عقيدة غوردمان تقوم على مبدأ "إحداث خطوات صغيرة جداً، وبشكل متتابع ومكثف للوصول إلى تغيير جوهري، والمتمثل بتقليص الصراع".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط