Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تجسد التزامها تجاه "قسد" بحضور مؤتمرها السنوي العام

أكد المجتمعون أيضا أهمية التعاون والتنسيق مع القوات الروسية في شمال سوريا

مظلوم عبدي إلى جانب الجنرال الأميركي بول تي كالفرت في الاجتماع السنوي لـ"قسد" (وكالة نورث برس)

في صبيحة الأحد الأول من أغسطس (آب) الحالي، دخل قائد "عملية العزم الصلب" التي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش"، الجنرال الأميركي بول تي كالفرت برفقة مظلوم عبدي القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" قاعة في مدينة الحسكة الواقعة في أقصى شمال شرقي سوريا، كانت تستضيف المؤتمر السنوي العام لـ"قسد"، وجلسا جنباً إلى جنب في الصف الأول.
وضم الاجتماع السنوي قادة المجالس العسكرية المحلية التابعة لـ"قسد" في مناطق سيطرتها إضافة إلى مسؤولين من قوات التحالف الدولي وشخصيات سياسية من المنطقة.
وأعلن الجنرال الأميركي في كلمة أمام الحضور في المؤتمر عن شراكة دائمة بين التحالف الدولي و"قسد" في مواجهة "داعش". وأضاف متوجهاً إلى قادة قوات سوريا الديمقراطية بالقول "شرف لي أن أتحدث أمام هذا الجمع الرائع ممَن ضحوا في سبيل محاربة داعش".
وأكد كالفرت أن "داعش هُزم عسكرياً لكنه ما زال ينشط في المنطقة من خلال بعض عناصره"، مضيفاً أن "التحالف يعمل على تحسين حماية سجون في شمال شرقي سوريا التي تأوي إرهابيي داعش". وتابع قائلاً "سنواصل التأكيد على ضرورة عودة أعضاء التنظيم من مواطني العراق والدول الأوروبية إلى بلدانهم".

قلق من الانسحاب

من جهة أخرى، قال المسؤول الإعلامي في "وحدات حماية الشعب" (أبرز مكونات قسد)، سيامند علي لـ"اندبندنت عربية" إن "إعلان القيادة الأميركية الشراكة الدائمة كان محل ترحيب منا، إضافة إلى تقديم التحالف الدعم العسكري والسياسي لقوات سوريا الديمقراطية".
ويُعد تصريح الجنرال الأميركي الأول من نوعه منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض خلفاً لدونالد ترمب الذي أعلن انسحاب جزء من قوات بلاده من مناطق سيطرة "قسد" في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ما فتح المجال أمام تركيا والفصائل السورية المعارضة الموالية لها لشن عملية عسكرية على منطقتَي رأس العين (سري كانيه) وتل أبيض، الأمر الذي يثير شكوك ومخاوف المراقبين في المنطقة من انسحاب مفاجئ للقوات الأميركية من المنطقة خصوصاً بعد إعلان إدارة بايدن إنهاء العمليات العسكرية لقوات بلاده في الجوار العراقي وكذلك الانسحاب من أفغانستان.
في هذا الصدد، قال المسؤول الإعلامي في "وحدات حماية الشعب" إن "أي انسحاب من قبل التحالف الدولي سوف يؤثر سلباً على المنطقة، التي تعيش حصاراً تفرضه عناصر القاعدة في مناطق تل أبيض ورأس العين وعفرين، ناهيك عن التمدد الإيراني في مناطق دير الزور والحدود العراقية السورية"، مضيفاً أن "تجربة الانسحاب الأميركي من المنطقة، كما حدث في رأس العين وتل أبيض واضحة للعيان وكانت لها تداعيات سلبية على المنطقة وعلى محاربة الإرهاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رسائل قسد

أما قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي فوجه في كلمته أمام المؤتمر رسائل عدة، أبرزها دعوة دمشق إلى الحوار والاعتراف بالإدارة الذاتية وقبول خصوصية "قسد"، في حين وصف المجتمعون في البيان الختامي مواقف النظام السوري تجاه منطقتهم بـ"العدائية"، في إشارة إلى ما صدر عن الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب القسَم الأخير، إذ هاجم "قوات سوريا الديمقراطية" دون أن يسميها واعتبرها سبباً لدخول القوات الأميركية إلى سوريا وكذلك احتلال تركيا لمناطق سيطرتها.
وأعلنت "قسد" في نهاية اجتماعها السنوي أن "تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يتصدر قائمة المخاطر التي تهدد سكان شمال وشرق سوريا والعالم الحر وضرورة الاستمرار في مكافحة التنظيم الإرهابي واستئصال خلايا التنظيم بكل الوسائل المشروعة، وذلك بالتعاون مع التحالف الدولي لمكافحة داعش". ولا يزال 11 ألف عنصر من التنظيم المتشدد معتقلين من دون محاكمات في سجون "قسد" منذ انتهاء سيطرة "داعش" على أراضي شرق الفرات بعد معركة الباغوز في مارس (آذار) 2019، إضافة إلى وجود ما يقارب ستين ألف شخص من عائلات هؤلاء في مخيمَي "الهول" و"روج" في أقصى شمال وشرقي سوريا.

ترحيب بعقوبات أميركية

كما دعا البيان الختامي المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على تركيا "لوقف عدوانها على مناطق شمال شرقي سوريا ووضع حد لجرائم الحرب التي يرتكبها الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة للدولة التركية ووضع آلية تضمن العودة الآمنة للسكان الأصليين إلى منازلهم وقراهم".
كما رحب المجتمعون بالقرار الأميركي بفرض عقوبات على فصيل "أحرار الشرقية" المعارض والموالي لتركيا والمتهم بإعدام السياسية الكردية هفرين خلف. وكانت وزارة الخزانة الأميركية أدرجت الأسبوع الماضي، الفصيل المعارض على قائمة الجهات السورية المعاقبة لارتكابه انتهاكات وخصوصاً ضد السكان الكُرد في مناطق سيطرته.

التعاون مع الروس

ونالت العلاقات بين القوات الروسية و"قسد" أيضاً حيزاً من النقاش في المؤتمر. وخلص المجتمعون إلى التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق مع القوات الروسية من أجل تحقيق خفض التصعيد على الحدود الشمالية. ودعوا موسكو "إلى لعب دور أقوى في سبيل فتح الباب أمام الحلول السياسية الدائمة في سوريا"، حيث تنتشر القوات الروسية في نقاط مختلفة ضمن مناطق سيطرة "قسد"، أبرزها مطار القامشلي التي تتخذ روسيا منه قاعدة عسكرية بالاشتراك مع القوات الحكومية السورية.

المزيد من الشرق الأوسط