في مواجهة الهوة التي تفصل بين الدول الغنية حيث تتوافر اللقاحات ضد وباء كوفيد-19 بكثرة، والدول الفقيرة التي لم تتمكن من تلقيح سوى نسبة ضئيلة من سكانها، طالبت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، الثاني من أغسطس (آب)، بتجميد توزيع الجرعات المعزِزة للقاحات سعياً لإحلال توازن وإن كان محدوداً.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف، "نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة"، مؤكداً أن التجميد يجب أن يستمر "حتى نهاية سبتمبر (أيلول) على الأقل".
إنه بديل خطأ
ورد البيت الأبيض على الفور رافضاً دعوة منظمة الصحة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، "إنه بديل خطأ"، مضيفة، "نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين، لسنا بحاجة إلى أن نختار" بين توفير جرعات ثالثة للأميركيين، وهذا لم يتقرر رسمياً بعد في مطلق الأحوال، ومساعدة الدول الفقيرة.
وأدلى غيبريسوس بتصريحه تعليقاً على إعلان ألمانيا وإسرائيل عن حملات لتوزيع جرعة ثالثة "معززة" من اللقاحات التي تتطلب جرعتين بالأساس، وستخصص هذه الجرعات المعززة بشكل أساسي إلى المسنين الذي لا ينتج نظامهم المناعي كمية كافية من الأجسام المضادة على الرغم من تلقيهم اللقاح كاملاً، وطالب رئيس المنظمة الأممية أن يستمر التجميد "حتى نهاية سبتمبر على الأقل"، سعياً لتحقيق الهدف الذي حدده في مايو (أيار)، وهو تلقيح 10 في المئة من جميع سكان العالم ضد كورونا، وقال "لبلوغ ذلك، نحتاج إلى تعاون الجميع، لا سيما مجموعة البلدان والشركات التي تتحكم في إنتاج اللقاحات عالمياً"، ودعا كبرى شركات الأدوية على وجه الخصوص إلى دعم آلية "كوفاكس" الدولية التي أرسيت لمكافحة انعدام المساواة على مستوى توفير اللقاحات، ومساعدة 92 دولة فقيرة لتحصين سكانها.
عدم توافر الجرعات
وتعجز "كوفاكس" إلى الآن عن تحقيق مهمتها لعدم توافر الجرعات، ولم توزع سوى جزء ضئيل مما كان مقرراً بالأساس لعدم تمكنها من شراء اللقاحات الضرورية أو لقيام الهند بتجميد تصدير اللقاحات التي تنتج على أراضيها حتى تتمكن من مكافحة تفشي الوباء بين مواطنيها، غير أن النظام حصل على عشرات ملايين الجرعات التي قدمتها بلدان كانت تملك فائضاً من اللقاحات أو لقاحاً من صنف لا يناسبها، مثل الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى.
ومن أصل أربعة مليارات جرعة أعطيت حول العالم، ذهبت 80 في المئة منها إلى البلدان المرتفعة والمتوسطة الدخل، في حين يعيش فيها أقل من 50 في المئة من سكان العالم، وأقرّ المكلف بآلية "كوفاكس" داخل منظمة الصحة بروس أيلوارد أن نهاية سبتمبر هدف طموح لن يتحقق إذا استمرت الأمور بوتيرتها الحالية.
وباشرت إسرائيل، الأسبوع الماضي، حملة لتوزيع جرعة ثالثة من اللقاح إلى من هم فوق الستين من العمر، في وقت تعتزم ألمانيا بدء حملة مماثلة اعتبارا من الأول من سبتمبر تشمل المسنين والمعرضين للخطر.
مكافحة متحورات الفيروس
وتعتزم شركتا "فايزر" و"موديرنا" للأدوية زيادة ثمن لقاحيهما اللذين يعتبران الأكثر فاعلية في السوق، بعد تعديلهما لمكافحة متحورات الفيروس، وفق ما أفاد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، الإثنين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفتت ماريانجيلا سيماو المكلفة الوصول إلى الأدوية في منظمة الصحة، إلى أنه "من المهم للغاية أن تعتمد الشركات أسعاراً معتدلة"، وشددت على أنه "في وضع طبيعي للسوق، من المفترض أن تنخفض الأسعار وليس أن ترتفع"، مذكرة بأن "فايزر" و"موديرنا" لم تنجحا في زيادة إنتاجهما فحسب، بل عززتا إنتاجيتهما أيضاً، وتابعت، "نطالب الشركتين بالإبقاء على أسعار متدنية يمكن تحملها".
توسيع حملة التطعيم
وعلى صعيد جهود التلقيح، أعلنت السلطات الصحية البريطانية توسيع حملة التطعيم لتشمل "في أسرع وقت ممكن" الفتيان في الـ16 والـ17 من العمر، مع الامتناع في الوقت الحاضر عن تلقيح من هم بين 12 و15 عاماً عدا من يعانون من ضعف.
من جهة أخرى، وعد الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة الذي مول تطوير لقاح "سبوتنيك-في" بتسوية مشكلة التأخير في تسليم الشحنات خلال أغسطس، بعد ما شكت العديد من دول أميركا اللاتينية من هذه المشكلة.
المكسيك تسجل 611 وفاة
وسجلت وزارة الصحة المكسيكية 20685 إصابة جديدة في أكبر قفزة يومية في الإصابات منذ أواخر يناير (كانون الثاني) ليرتفع معها مجمل الإصابات إلى مليونين و901094، كما سجلت 611 وفاة جديدة لترتفع الوفيات إجمالاً إلى 242547.
وقالت الحكومة إن العدد الحقيقي للحالات أعلى بكثير على الأرجح كما تشير بيانات منفصلة نشرت في الآونة الأخيرة إلى أن العدد الفعلي للوفيات أعلى من الرقم المؤكد بنسبة 60 في المئة على الأقل.
مصر تسجل 57 إصابة و10 وفيات
وسجلت وزارة الصحة المصرية، الأربعاء، 57 إصابة جديدة و10 وفيات، مقارنة مع 53 إصابة وخمس وفيات في اليوم السابق.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مجاهد، "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأربعاء، هو 284472 من ضمنها 232179 حالة تم شفاؤها، و16550 حالة وفاة".