بعد تراجع استمر لثماني جلسات، وعلى عكس المتوقع، غيّرت البورصة السعودية اتجاهها الهبوطي وأنهت تداولات اليوم الثلاثاء في المربع الأخضر محققة مكاسب طفيفة.
وصباح اليوم، تعرّضت محطتا ضخ نفط في منطقة الرياض لهجوم بطائرات مُسيّرة، ما تسبب في خسائر محدودة، حسبما أفادت المصادر الرسمية السعودية.
وأعلن المتحدث الأمني في رئاسة أمن الدولة السعودي "أنه ما بين الساعة السادسة والسادسة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء، حدث استهداف محدود لمحطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض".
وأكد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات من دون انقطاع.
وسرعان ما تأثرت السوق السعودية سلباً في بداية تعاملات اليوم، لكنها تمكّنت بحلول منتصف التعاملات من الانتقال إلى المربع الأخضر وتحقيق مكاسب معقولة، في ظل توقعات كانت تشير إلى استمرار الأداء العرضي المائل للهبوط، بخاصة مع حادث الاعتداء على محطات نفط.
وبحلول نهاية التعاملات، صعد المؤشر العام للسوق "تاسي" هامشياً بنسبة 0.09% تعادل 7.63 نقطة ليصل إلى مستوى 8374.27 نقطة.
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية "نمو" اليوم منخفضاً بنسبة 21.10 نقاط ليقفل عند مستوى 3403.21 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 1.2 مليون ريال، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 80 ألف سهم تقاسمتها 96 صفقة.
السيولة تقفز
وجاء صعود السوق وسط ارتفاع في السيولة إلى 6.417 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، مقارنة مع 5.341 مليار ريال سيولة بالجلسة السابقة.
وجاء ارتفاع السوق بدعم من ارتفاع قطاعي المواد الأساسية والبنوك الرئيسيين بنسبة 0.72%، و0.47% على التوالي، وسط تراجع 18 قطاعاً.
وتصدّر الأسهم الأكثر ارتفاعا سهم "الكابلات" بنسبة 8.44% عند سعر 32.75 ريال، تلاه سهم "باتك" بنسبة 5.14% عند سعر 32.7 ريال.
وفي قائمة الأسهم الأكثر انخفاضا تصدرها سهم صناعة الورق بنسبة 9.9% عند سعر 9.17 ريال.
وتصدر الأسهم الأكثر نشاطاً بالقيمة، سهم "سابك" بقيمة 1.07 مليار ريال، تلاه سهم "الراجحي" بنحو 1.057 مليار ريال، واحتل المرتبة الثانية في الأكثر نشاطاً بالكمية بنحو 15.8 مليون سهم، بينما احتل الصدارة "مصرف الإنماء" بنحو 19.87 مليون سهم.
وشهد سوق الأسهم السعودية تنفيذ 37 صفقة خاصة، على عدد من الأسهم، بقيمة إجمالية بلغت 1.39 مليار ريال. ووفقاً لبيانات "تداول" تم تنفيذ أكبر الصفقات من حيث القيمة على سهم "سابك"، بقيمة بلغت 169.13 مليون ريال.
145 سهماً في المربع الأحمر
وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 200 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 150 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 37 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 145 شركة على تراجع.
وكانت أسهم شركات الكابلات وباتك، وعناية، والسعودي الفرنسي، والمتقدمة، الأكثر ارتفاعاً، أما أسهم شركات صناعة الورق، والعالمية، والباحة، والإنماء طوكيو مارين، ومتلايف إيه أي جي العربي، فكانت الأكثر انخفاضاً في التعاملات، حيث تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين 8.44% و 9.92%.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما كانت أسهم شركات الإنماء، والراجحي، ودار الأركان، وسابك، وكيان السعودية، هي الأكثر نشاطا بالكمية، كما كانت أسهم شركات سابك، والراجحي، والإنماء، والأهلي، والاتصالات، هي الأكثر نشاطا في القيمة.
وعقب حادث استهداف محطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، سيطر الارتباك على سوق النفط، لكن الأسعار عادت للارتفاع بشكل سريع، فيما أعلنت شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو" أن إيقاف ضخ النفط في خط الأنابيب المتضرر من الهجوم الإرهابي جاء كإجراء احترازي.
وأكدت شركة أرامكو السعودية عدم وقوع إصابات إثر الهجمات الإرهابية على محطتي ضخ النفط، وأوضحت أن إمدادات العملاء من النفط والغاز لم تتأثر نتيجة الحادث الإرهابي.
إدراج مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة
وصباح اليوم، أعلنت مؤسسة "إم.إس.سي.آي" لمؤشرات الأسواق، أكبر شركة في العالم لمؤشرات الأسواق، أنها ستدرج مؤشري "إم.إس.سي.آي" السعودية و"إم.إس.سي.آي" الأرجنتين، على مؤشرها الأوسع نطاقا للأسواق الناشئة الذي يحظى بمتابعة وثيقة، في تحرك قد يجذب مليارات الدولارات للأسهم.
وذكرت "إم.إس.سي.آي" أنه من المقرر إضافة 30 ورقة مالية سعودية، يبلغ وزنها الإجمالي 1.42% على مؤشر "إم.إس.سي.آي" للأسواق الناشئة، وإضافة ثماني أوراق مالية أرجنتينية بوزن إجمالي قدره 0.26% على مؤشر الأسواق الناشئة. ومن المقرر تطبيق جميع التغييرات مع الإغلاق يوم 28 مايو (أيار).
إجراءات تنظيمية ومحفزات قوية
وقامت السعودية بعدد من الإصلاحات في إطار تنفيذ "رؤية السعودية 2030"، شملت إصدار مجموعة من الإجراءات التنظيمية والتشريعية لتسهيل عمليات الإدراج ودخول الشركات الأجنبية للسوق، وكان من ثمار ذلك ارتفاع حصة المستثمرين الأجانب إلى 5%، بينما تستهدف هيئة سوق المال وشركة "تداول" رفع هذه النسبة إلى 25%.
وفي اتصال، قال أحمد الحارث، محلل أسواق المال، إن "حادث تعرض محطات النفط السعودية لهجوم اليوم أثّر على معنويات المستثمرين في بداية الجلسة، وسرعان ما ظهرت السيولة الساخنة التي دفعت المؤشرات إلى الانتقال إلى المربع الأخضر".
وذكر أن "موجة التصحيح التي كانت تمر بها السوق السعودية انتهت، ولذلك كان تأثير أحداث اليوم طفيفاً".
وأضاف أن "السوق السعودية شهدت خلال الفترة الماضية إطلاق مجموعة من المحفزات والإجراءات التي تسهّل التعامل على الأسهم ودخول الأجانب في هذه السوق، ما دفع مستويات السيولة إلى الارتفاع خلال الجلسة الواحدة من مليار إلى 3 و 4 مليارات ريال، وهو رقم ضخم مقارنة بالأرقام التي تحققها بورصات المنطقة".