Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة المناخيّة تعصف بأوروبا... تسريبات تفيد برفض ألمانيا وإيطاليا وبولندا تصفير الانبعاثات بحلول عام 2050

تحظى الاقتراحات الداعية إلى "إجراء تحوّل عميق وشامل لكافة قطاعاتنا الاقتصادية" في أوروبا بتأييد 8 من دول القارة العجوز

الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرج البالغة من العمر 16 عامًا تشارك في تظاهرة لمكافحة التغييرات المناخية في هامبورغ 1 مارس 2019 (رويترز)

أُفيد بأن الوثيقة التي وضعتها ثماني دول أوروبيّة، لحثّ الاتحاد الاوروبي على "التحرك فوراً" لمعالجة التغير المناخي، قوبلت بعدم الاهتمام من جانب ألمانيا وإيطاليا وبولندا، وذلك في وقت سابق على انعقاد القمة المناخية في رومانيا الخميس الماضي.

وكان من المقرّر أصلاً إجراء ذلك الاجتماع في مدينة سيبو الرّومانية لتهيئة الفرصة أمام القادة لرسم مسارٍ الاتحاد الأوروبي بعد الانتهاء من البريكست. إلا أن قضية التغير المناخي باتت على رأس جدول اعمال الدول الأوروبية بعدما تم  إرجاء موعد خروج المملكة المتّحدة من الاتحاد حتى أواخر شهر أكتوبر( تشرين الأول).

ونتيجة لذلك، دعت بلجيكا والدّانمارك وفرنسا واللوكسمبورغ وهولندا والبرتغال واسبانيا والسّويد، مجتمعة، رؤساء الدّول الأوروبية إلى تحفيز العمل المناخي من خلال التعهّد بتصفير انبعاثات غازات الدفيئة "بحلول العام 2050 على أبعد تقدير". كما حضّت الاتحاد الأوروبي على تخصيص 25% من ميزانيته للسنوات السبع القادمة لمشاريع ترمي إلى مجابهة تغيّر المناخ.

وإذا وضعنا بريطانيا جانبا لأن من المفترض أنها ستنسحب من الاتحاد الأوروبي، و تبدو في كلّ الأحوال مستعدّة لتبني  أهداف الوثيقة المذكورة، فإن ألمانيا وإيطاليا وبولندا تعتبر من أكبر اقتصاديات أوروبا التي تلفت النظر بقوة لعدم توقيعها على الاقتراحات التي قدمتها الدول الثماني، كما تؤكد نسخة مسربة من الوثيقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول الوثيقة بحسب نصها المسرب هذا إن "التغيّر المناخي هو تحدٍّ عالمي وله تبعات عميقة على مستقبل البشرية والأرض. وقد ظهرت آثار ذلك في موجات الحرّ الشديد والحرائق المُستعرة التي طاولت أنحاء مختلفة من أوروبا الصيف الماضي". وقبل الخوض في تفاصيل بعض التعديلات المتوقعة، تضيف الوثيقة مبينة أنه "لا بدّ من إنجاز تحوّلٍ عميق وشامل لكافة قطاعاتنا الاقتصادية بهدف مكافحة التغير المناخي". وبين التعديلات المشار اليها آنفاً توصية الاتحاد الأوروبي بالاضطلاع بدورٍ أساسي في المساعدة على تطوير صناعات جديدة ذات انبعاثات منخفضة وإعادة ترشيد الإنفاق.

وتزيد الوثيقة مؤكدة "من الضّروري إعادة توجيه التدفّقات المالية، الخاصة والعامة، نحو العمل المناخي". وتذكر أنه "ومن شأن ميزانية الاتحاد الأوروبي، قيد المناقشة في الوقت الرّاهن، أن تكون أداةً مهمة في هذا السياق، إذ أن من المفترض توجيه 25% من النفقات على الأقلّ نحو مشاريع تهدف إلى مكافحة التّغيرات المناخية(...) وكقاعدة عامة، لا ينبغي بميزانية الاتحاد الأوروبي أن تُموّل أيّ سياسة تضرّ بهذا الهدف".

 بيد أن بعض الدول لاتوافق على ذلك. ففي وقتٍ سابق من العام الحالي، بادرت ألمانيا وإيطاليا مع بولندا وهنغاريا وجمهورية تشيخيا إلى معارضة خطة طموحة لخفض الإنبعاثات طرحتها المفوضية الأوروبية في إطار القمة أوروبية التي انعقدت في بروكسيل. وتشتمل الخطة على مطالبة الدول بخفض الانبعاثات بـ 95% فضلاً عن  تخفيض آخر لـ 5% من خلال تمويل برامج تقليص الانبعاثات خارج الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات أدلى بها لموقع "كلايمت هوم نيوز"، حذّر سيباستيان مانغ، وهو مستشار السّياسة المناخيّة في الاتحاد الأوروبي لدى منظمة "غرين بيس"، قائلاً "نحن على قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار المناخي". واضاف موضحاً أنه  فيما يتصدّى قادة بعض الحكومات لخطر التغيّر المناخي المُحدق، فإن "حكومات دول ألمانيا وإيطاليا وبولندا لاتزال تتجاهله بشكلٍ كبير".

على صعيد متصل، تُحاول الأمم المتحدة من جهّتها التعجيل باتخاذ إجراءات كفيلة بالبدء بمعالجة قضايا المناخ. ففي التقرير الصّادر العام الفائت عن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (IPCC) التابعة لها، نبهّت المنظمة الدولية إلى أنّه لا يزال أمامنا 12 سنة فقط لخفض انبعاثات الكربون بشكلٍ حاسم والإبقاء على الاحتباس الحراري العالمي في حدود 1.5 درجة، مع العلم بأنّ كوكب الأرض يتّجه حالياً نحو ارتفاع بدرجات الحرارة يتراوح بين 3 و3.5 درجات، وفقاً للأمم المتحدة.

ولفت أخيراً تقرير المنبر الحكومي الدوليّ للعلوم والسّياسات في مجال التنوّع البيولوجي وخدمات النّظم الإيكولوجية(IPBES)  التابع للأمم المتحدة ،إلى انخفاض عدد الثدييات البرية بنسبة 82% وتراجع النّظم الإيكولوجية بواقع النصف منذ العام 1980، مع الإشارة إلى أنّ حوالى مليون فصيلة حيوانية باتت حالياً مهدّدة بالإنقراض بفعل السلوك البشري.  ومن جهته، شدّد روبرت واتسون، رئيس المنبر، على أن "صحّة النّظم الإيكولوجية التي نُعوّل عليها وسائر الكائنات، تتدهور بسرعة لم يسبق لها مثيل. نحن بصدد استنزاف أساسات الاقتصاد والمعيشة والأمن الغذائي والصحة ونوعية الحياة حول العالم".

إلى ذلك، دعا أنتونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى عقد قمّة لمناقشة المقاربات المعقولة لمواجهة تغيّر المناخ في سبتمبر (أيلول)، كما أعرب عن تأييده للإضرابات المدرسيّة الأخيرة لحركة مكافحة التغيّر المناخي بقيادة المراهقة السويدية غريتا ثانبيرغ، وللناشطين في مجموعة "تمرّد الفناء" (Extinction Rebellion) التي نظّمت بدورها تظاهرات سلميّة حول العالم.

ونُسب الى الامين العام قوله في هذا السياق "يبدو أنّ هؤلاء الطلاب قد أدركوا شيئاً لا يزال مستعصيا فهمه على آبائهم". وتابع  غوتيريس مؤكداً "نحن اليوم في سباقٍ من أجل البقاء ولكننا نخسره، ونافذة الفرص المفتوحة أمامنا ستُغلق عمّا قريب – ولم نعد نمتلك رفاهية الوقت، ويكاد تأخّر العمل للتصدّي لتغيّر المناخ أن يُوازي الإنكار المناخي أو التشكيك في تغيّر المناخ، خطورة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة