Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصقر" بولتون وراءها... خطة عسكرية أميركية مطوّرة لوأد "المغامرة الإيرانية"

صدمة من حجم القوات المُقارب لغزو العراق 2003... وانقسام وترقب داخل البيت الأبيض

حاملة الطائرات الأميركية إبرهام لينكولن وقطعة بحرية أميركية أخرى في طريقها إلى منطقة الخليج العربي (أ.ف.ب.)

فيما تزداد حدّة التصعيد والتوتر في منطقة الخليج العربي، بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، باتريك شانهان، عرض على مجلس الأمن القومي الأميركي وبحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خطة عسكرية مطورة تتضمن إرسال 120 ألف جندي أميركي إلى الشرق الأوسط في حال تعرضت القوات الأميركية لهجوم إيراني، أو تم تسريع البرنامج النووي الإيراني، وذلك بُعيد تهديدات أطلقتها طهران بأنها ستنسحب من بعض التزاماتها في الاتفاق النووي المُبرم مع مجموعة دول 5+1.

وبحسب ما نقلت الصحيفة، عن مصادر مسؤولة لم تُسمّها، فإن تنقيح خطة الانتشار العسكري الأميركية جاء بناء على طلب التيار المتشدّد في الإدارة الأميركية بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون. وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، شانهان، قدّم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترمب الأمنيين، الخميس الماضي، حضره كل من بولتون، ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.إيه"، جينا هاسبل، ومدير الاستخبارات الوطنية، دان كوتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، جوزيف دانفورد.

وفي هذا الاجتماع، وفق ما نقلت الصحيفة، عن مسؤولين أميركيين، فإنه جرت مناقشة تفاصيل عدد من الخطط العسكرية، جاء أكثرها تشددا تلك الداعية إلى نشر 120 ألف جندي، وهو ما يستغرق أسابيع أو شهورا لإتمامه.

تأثير بولتون داخل البيت الأبيض

ترى "نيويورك تايمز"، في تقريرها المعنون بـ"البيت الأبيض يراجع خططه العسكرية ضد إيران"، أن هذا التطور يعكس تأثير بولتون، أحد أكثر صقور الإدارة الأميركية عداءً لإيران، والذي تجاهل الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ضغوطه من أجل خوض مواجهة عسكرية مع طهران قبل أكثر من عقد، مشيرة إلى أنه من غير المؤكد ما إذا كان ترمب، الذي سعى إلى خروج القوات الأميركية من أفغانستان وسوريا، سيعود في نهاية المطاف بالكثير من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط.

وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن ترمب عزمه سحب قواته العسكرية المتمركزة في سوريا، وذلك بعد القضاء، على حد وصفه، على تنظيم داعش في المنطقة.

انقسامات حول الحرب

وفق "نيويورك تايمز"، فإن هناك انقسامات حادة داخل إدارة ترمب حول كيفية الردّ على إيران، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونواياها في الشرق الأوسط، وتابعت الصحيفة بأن "بعض المسؤولين الأميركيين البارزين قالو إن الخطط- حتى وإن كانت في مرحلة أوليّة للغاية- إلا أنها تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني". فيما قال آخرون، ممن يحثون على حلّ دبلوماسي للتوترات الحالية "إن الأمر بمثابة تكتيك مخيف لتحذير إيران من اعتداءات جديدة"، وفقا للصحيفة.

120 ألف جندي

وفيما رفض المتحدثان باسم القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، التعليق على التقرير. لفتت "نيويورك تايمز" إلى أن بعض المطلعين على الخطة شعروا بالصدمة إزاء حجم القوات الأميركية (120 ألف جندي)، والذي يقترب من حجم القوة الأميركية التي غزت العراق عام 2003 (150 ألف جندي).

ورأت الصحيفة أن نشر مثل هذه القوة الجوية والبرية والبحرية القوية من شأنه أن يعطي طهران المزيد من الأهداف لضربها، وربما أكثر من سبب للقيام بذلك، ما يعد مخاطرة بتورط الولايات المتحدة في صراع طويل.

في المقابل، اعتبر مسؤولان أمنيان أميركيان أن إعلان ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتقليص الوجود البحري الأميركي في المنطقة، شجّع بعض القادة في طهران وأقنع الحرس الثوري الإيراني بأن الولايات المتحدة ليس لديها شهية للقتال ضد طهران.

ووفق جاريت ماركيز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، فإن "الرئيس ترمب كان واضحًا، الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع عسكري مع إيران، وهو مستعد لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية". وتابع ماركيز "لكن خيار إيران على مدى 40 عاماً كان العنف، ونحن مستعدون للدفاع عن المصالح الأميركية في المنطقة".

مراجعة الخطط العسكرية باستمرار

وذكرت الصحيفة أن جزءاً من الخطة المنقّحة يركز على العمل العسكري الذي قد تتخذه واشنطن إذا استأنفت طهران إنتاج الوقود النووي، الذي تم تجميده بموجب الاتفاق النووي عام 2015، لكنها اعتبرت أنه سيكون من الصعب على إدارة ترمب أن تثبت أن الولايات المتحدة كانت تحت خطر نووي وشيك، إذ شحنت إيران 97% من الوقود للخارج عام 2016، وليس لديها حالياً ما يكفي لصنع قنبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت الصحيفة أن الوضع قد يتغير إذا استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم، لكن الأمر سيستغرق سنة أو أكثر لإنتاج كمية كبيرة، ولفترة أطول لتحويلها إلى سلاح؛ ما يتيح من الناحية النظرية في الأقل متسعاً من الوقت للولايات المتحدة لإعداد ردّ، ومنها سرعة توجيه ضربات عسكرية.

ووفق "نيويورك تايمز"، فإن النسخة السابقة من خطة البنتاغون للحرب، تضمنت هجوما إلكترونيا يحمل اسم "نيترو زيوس"، ويستهدف تعطيل شبكة الطاقة وقدرات الجيش الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن هذه الخطط تم تحديثها باستمرار في السنوات الأخيرة.

وذكرت الصحيفة أن "الهجوم الإلكتروني، دون إلقاء القنابل، يحمل مخاطر كبيرة، حيث شكلت إيران فريقا هاجم بنجاح الأسواق المالية في عام 2012، وملهى في لاس فيغاس ومجموعة من الأهداف العسكرية"، لافتة إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية أكدوا للكونغرس في يناير (كانون الثاني) الماضي أن القراصنة الإلكترونيين الإيرانيين قادرون بشكل متزايد حاليا على ضرب أهداف للولايات المتحدة".

ترمب يحذر من "الخطأ الفادح"

ومساء أمس، وجه الرئيس ترمب تحذيرا لإيران، قائلا "إنه سيكون من الخطأ الفادح أن تقدم على أي تحرك ضد الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات ومقاتلة أخرى في الخليج العربي". وقال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض "إن الولايات المتحدة سترى ما سيحدث مع إيران، لكن إن حاولت فعل أي شيء فسيكون ذلك خطأ كبيرا".

جاء ذلك في وقت أعلن فيه المبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني، براين هوك، اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية مايك بومبيو، أطلع مسؤولي حلف شمال الأطلسي على معلومات تتعلق بـ"مؤمرات" إيران خلال اجتماع عُقد في بروكسل مع وزراء خارجية أوروبيين أمس.

ونقلت الإذاعة الوطنية العامة عن هوك قوله إن "إيران تمثل تهديدا متصاعدا"، ووفقًا له، أطلع بومبيو الحلفاء "على العديد من خيوط المؤامرة الإيرانية"، ولم يردّ على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر إيران متورطة في الهجمات على ناقلات النفط في الإمارات، التي أُعلن عنها سابقاً.

وتأتي هذه التصريحات الأميركية بعد أن أعلنت الإمارات عن تعرّض 4 سفن تجارية للتخريب قرب إمارة الفجيرة على مشارف مضيق هرمز. وتقع إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهي أحد أكبر مراكز التزود بوقود السفن في العالم.

وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة عن خططها  لنشر أنظمة إضافية للدفاع الجوي باتريوت" في الشرق الأوسط، على خلفية تصاعد التوتر مع إيران والتهديدات المتبادلة. كما أرسل الجيش الأميركي حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" إلى منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى قاذفات طويلة المدى من طراز "بي 52"، لتكون جزءا من القوات الإضافية بهدف التصدي للتهديدات الإيرانية.

من ناحيتها، هددت إيران بردّ كبير ضد الجيش الأميركي إذا بادر بالهجوم، وقال مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني إن "حاملة الطائرات الأميركية باتت هدفا ولم تعد بمثابة تهديد". وحذرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية من سمّتهم الأعداء من مغبة أي تحركات عدائية محتملة، مشدّدة على أنها "ستُواجه بردّ مؤلم يبعث على الندم".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط