فيما يطرح ملف حقوق الإنسان في إيران على أكثر من صعيد، ويتهم البلد بانتهاكات متعددة بحق المواطنين، أحصت مؤسسة حقوقية إيرانية معتبرة أسماء 540 إيرانياً كانوا ضحايا عمليات اغتيال واختطاف خارج البلاد.
وذكرت مؤسسة "عبد الرحمن برومند"، وهي مؤسسة "غير حكومية وغير نفعية" تنشط من أجل ترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران منذ نحو عقدين، وتعمل المؤسسة على توثيق الإعدامات وعمليات الاختطاف المنسوبة إلى الأمن الإيراني. وعبد الرحمن برومند كان سياسياً معارضاً اغتاله عملاء إيران عام 1991 في باريس، ولم يتمكن الأمن الفرنسي من اعتقال القتلة، ولم تتبنَّ إيران العملية، ذكرت أن هذه الإحصاءات لم تشمل جميع ضحايا النظام، وورد في التقرير "عملاء النظام الإيراني نفذوا منذ عام 1979 المئات من العمليات ضد المعارضين اللاجئين في الخارج، وقد تكررت هذه العمليات لأن الكثير منهم فلت من العقاب في بعض الحالات".
وحسب التقرير نفذ عملاء الأمن الإيراني 380 عملية في كردستان العراق، و30 عملية في باقي أنحاء العراق، و30 عملية في باكستان، و28 عملية في تركيا، و13 عملية في فرنسا، وتسع عمليات في أفغانستان، وشملت العمليات 20 بلداً مختلفاً.
وترفض إيران الاتهامات بتورطها في غالبية هذه العمليات، لكنها تباهت ببعضها، وروجت لما وصفته بقوة أجهزتها الأمنية، مثل عملية اختطاف الصحافي المعارض، روح الله زم، في العراق عام 2019، والناشط السياسي الأحوازي حبيب إسيود في تركيا عام 2020. وقد بث التلفزيون الحكومي صوراً لهذين المُختَطفَين، ونُفذ حكم الإعدام بحق روح الله زم، فيما لا يعرف مصير حبيب إسيود.
كما استقبل النظام بعض المتورطين في اغتيالات في الخارج بحفاوة بعد انتهاء فترات عقوباتهم في الخارج، منهم كاظم دارابي المتورط بعملية الاغتيال في مطعم ميكونوس في ألمانيا عام 1992، وقد أدت العملية إلى مقتل أربعة من قادة المعارضة الكردية الإيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الادعاء العام الأميركي قد كشف قبل أسبوعين عن مؤامرة لخطف الصحافية المعارضة، مسيح علي نجاد، من نيويورك، وكشف أسماء العملاء الذين خططوا لاختطافها ونقلها إلى إيران بعد نقلها إلى فنزويلا.
واتهم التقرير بعض الدول المستضيفة للاجئين بالقصور في حماية المعارضين المقيمين، موضحاً أن بعض الحكومات سمحت للعملاء الإيرانيين بمغادرة أراضيها بعد اعتقالهم أو كشف مؤامراتهم، كي تتجنب توجيه اتهامات إلى إيران.
وحذرت مؤسسة "عبد الرحمن برومند" من أن العنف الذي تمارسه إيران خارج حدودها لن يتوقف إذا لم يكن هنالك تنسيق وعمل عالمي مشترك لوقف هذه الأعمال.